شهود عيان للحد من العنف المدرسي


فريق تطوعي طلابي

شهود عيان للحد من العنف المدرسي

 

مقدمة:

مصطلح شهود عيان/ مارَّة يستخدم في الغالب في الجرائم وفي الحروب وفي الكوارث الطبيعية من أجل معرفة حجم وخطورة الحدث وأثره على الناس من وجهة نظر شهود العيان، لا تجد هذا المصطلح في مشكلة العنف المدرسي في مجتمعاتنا؛ لذا قمنا بإجراء دراسات وكتابة مقالات وترجمة مقالات بشأن دور المارَّة/ شهود العيان في الحد من العنف المجتمعي والعنف المدرسي.

 

هناك برامج لتدريب المعلمين والطلبة بالمدارس من أجل الحد من مشكلة العنف المدرسي خاصة في كثير من الدول الأوربية، وسوف نعرض بعضها، ونقدم اقتراح برنامج مدرسي بهذا الشأن لمساعدة مسئولي التربية بالاستعانة بهذا البرنامج للعلاج أو للحد من العنف المدرسي علمًا بأنا قدمنا مشروع اقتراح تحت عنوان: إستراتيجيات الحد من العنف التقليدي والإلكتروني بالمدارس نهاية عام 2017 إلى وزارة التربية؛ ولكن لم يأتِنا الرد مع الأسف.

 

الهدف من هذا المشروع أو الدراسة هو غرس أهمية المارَّة ودورهم في فض الصراع بين الطلبة في المدارس وخارجها، ولم نجد دراسة بهذا الشأن في الدول العربية تتناول دور الطلبة كشهود العيان للحد من العنف المدرسي حسب علم الباحث، في حين تزخر الأدبيات الغربية بدور الطلبة كفريق تطوعي (شهود عيان) في حل مشكلة العنف.

 

مصطلحات: المارة، شهود العيان، الطلبة، فريق تطوعي، العنف المدرسي.

 

ملخص:

تعدُّ هذه الدراسة مشروع اقتراح في حل مشكلة العنف المدرسي بالاستعانة بطلبة المدرسة، حيث إنهم يعدون المكوِّن الثالث في العنف المدرسي وهو شهود العيان (المارة)، ويستغل المعتدي وجود هؤلاء الشهود في التمادي بالاعتداء على الضحية، تناولنا في هذه الدراسة المقترحة توقعات الباحث بعد إجراء هذه الدراسة وأسباب ظهور فكرة هذا الاقتراح ومراحل تنفيذ هذا المشروع، والجانب النظري للدراسة المقترحة (تعريف العنف، متى ظهر دور المارة؟ ومكونات حادث العنف وبرامج الحد من العنف المدرسي وسن قوانين لتفعيل دور المارة (شهود العيان) والدراسات السابقة، وأما الجانب الميداني تناول: أهداف الدراسة، أهمية الدراسة، فروض الدراسة، حدود الدراسة وخطوات إجراء الدراسة (اختيار عينة الدراسة، بناء أدوات الدراسة، أداة شروط اختيار فريق تطوعي وأداة تقييم أعضاء فريق تطوعي وتطبيق أداة الدراسة والتوصيات).

 

النتائج المتوقعة من الاقتراح:

سن قانون أهمية دور شهود العيان الطلابي للحد من العنف المدرسي.

إدخال مقرر دراسي بالجامعة وكلية التربية الأساسية بشأن دور طلبة المدارس كشهود عيان لفض النزاع الطلابي.

تبنِّي وزارة التربية لمشروع فريق تطوعي (شهود العيان) من الطلبة للحد من العنف المدرسي.

دور المناطق التعليمية والمدارس في بناء فريق تطوعي (شهود العيان) من الطلبة بالمدارس.

زيادة تعاون الجهات الرسمية والأهلية في تبنِّي قانون شهود العيان بالمدارس وخارجها.

إجراء المزيد من الدراسات بشأن برامج تنمية دور الطلبة كشهود العيان بالمدارس.

 

أسباب ظهور فكرة هذا الاقتراح:

ازدياد معدلات العنف المدرسي بالمدارس.

عجز المدارس في الحل الجذري لمشكلة العنف التقليدي والإلكتروني.

قصور الخدمة الاجتماعية والنفسية بالمناطق التعليمية والمدارس في تبني برامج مطورة للحد من العنف المدرسي.

قصور الطلبة في فهم خطورة العنف المدرسي عليهم.

عدم وجود برامج بشأن أهمية دور الطلبة كشهود عيان لحل مشكلة العنف بالمدارس.

ضعف التعاون بين الجهات المعنية المهتمة بمشكلات المدارس.

 

مراحل تنفيذ هذا المشروع:

إجراء دراسة بشأن أهمية دور شهود العيان الطلابي للحد من العنف المدرسي.

سن وزارة التربية تشريعًا لبناء فريق شهود العيان من الطلبة بالمدارس.

تشكيل لجنة دائمة بوزارة التربية تشرف على تنفيذ مشروع شهود العيان الطلابي.

تشكيل لجنة من كل منطقة تعليمية.

اختيار وشروط قبول الطلبة لفريق شهود العيان.

تدريب فريق شهود العيان للحد من العنف المدرسي.

تكريم الطلبة بهذا الفريق نهاية كل عام.

تقييم أعضاء فريق شهود العيان نهاية كل عام دراسي.

 

الجانب النظري:

تعريف العنف:

وفقًا لموقع: stopbullying.gov فقد تم تعريف العنف بأنه: “سلوك عدواني غير مرغوب فيه بين طلبة المدارس نتيجة وجود خلل في القوة بين الأطراف المتنازعة، وهذا السلوك يتكرر مع مرور الوقت”، الذين يستخدمون قوتهم في السيطرة على غيرهم، يستهدفون الطلبة الضعاف البنية أو الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم، عندما يريد الطفل شيئًا من طفل آخر، فإنه يستخدم أي وسيلة لممارسة قوته ونفوذه عليه لكي يأخذ هذا الشيء، ويظن أنه حق مكتسب له، ولا يكون هذا الشيء ماديًّا دائمًا، لكن جعل الضحية يشعر بالطرد من مجموعته ليكون هدف مرتكب التسلط أو العنف، هناك ثلاثة أنواع من الترهيب والتخويف بين الأقران: اللفظية، والجسدية والاجتماعية؛ (سبتي، 2014).

عرفنا المارة أو شهود العيان وهم من يشاهد حادثة العنف بين الأطراف المتنازعة (الضحايا والمعتدين)، وهذا اصطلاح جديد تم التركيز عليه في الستينيات من القرن الماضي، ودورهم هو إبداء رأيهم عن حادثة العنف وغيرها (الحروب، الكوارث الطبيعية) عبر أجهزة الإعلام وغيرها؛ (2018، سبتي).

 

متى ظهر دور المارَّة؟

في حادثة مقتل كاترين في 13 مارس عام 1964 في مدينة نيويورك، تناولت صحيفة التايمز تقاعس المارة وعددهم (38) شاهدًا؛ مما أدَّى إلى ظهور نظرية “تأثير المتفرج، Bystander Effect”.

 

أسباب عدم التدخل:

ذكر شهود العيان أسبابًا منها الخطأ من الضحية، الخوف من المعتدي، الشعور بالتعب…إلخ.

 

طرح “لاتاني ودارلي” نظرية عدم تدخل المارَّة عام 1969، وتعتمد النظرية على توزيع المسئولية بمعنى أن الكل يعتمد على الآخر في التدخل، وعلى الجهل الاجتماعي؛ أي: يرى الجميع أن هناك خطأً ولكنهم غير متأكدين من ذلك، فيبحث عن الدليل على حدوثه في تصرفات الآخرين والنتيجة أن الجميع غير مهتمين بما يحدث، فيظهر ما يُعرَف بـ “الجهل الجمعي”، فكل شاهد في مقتل كاترين يبحث في تصرفات باقي الشهود عن دليل للتصرف الأمثل الذي يجب اتِّباعه دون أن يعلم أن البقية مثله يبحثون عن دليل لهم، فلم يتحرك الجميع فقتلت الضحية.

 

في 24 أكتوبر عام 2009 شاهد (20) شخصًا فتاةً عمرها (15) سنة تعرضت للاغتصاب في الشارع في كاليفورنيا ولم يتدخلوا أو يتصلوا بالشرطة، وبعض المارَّة أخذوا صورًا للحادثة، وهناك من يظن عدم احتمالية التدخل من الآخرين، وأن الموقف كان غامضًا أفاد أكثر شهود العيان في حادثة كاترين أن هناك نزاعًا بين العشيقين، الخوف من الشرطة في التدخل، وأنه يخالف القانون بتدخُّله.

 

مكونات حادث العنف:

من خلال قراءاتي رأيت هناك ثلاثة مكونات للعنف:

الجمهور/ المارَّة:

قرأت مقالة: أسباب عدم تدخُّل أو إبلاغ المارَّة عن حادثة البلطجة/ العنف، بقلم شيري كولدن، وترجمت المقالة ونشرت في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وغيره من المواقع، وذكرت كاتبة المقالة أسباب عدم التدخل مثل: يخشون من انتقام المعتدي، ضغط الزملاء عليهم، لا يعرفون كيف يتصرفون، قلقون من أن يكونوا واشين، عادة الكبار/ الرجال لا يتدخلون، أنه ليس من شأنهم التدخل، الضحية يستحق ذلك.

 

توجد نصائح عامة للطلبة في التعامل مع حادثة العنف كجمهور لنفس الكاتبة وتوجد المقالة مترجمة في موقعنا تحت عنوان: 8 أشياء يجب على الأطفال القيام بها عندما يرون حادثة البلطجة:

يبحث المعتدي عن الجمهور، ابتعد عن الحادثة؛ أي: لا تمثل الجمهور حتى لا يتشجَّع المعتدي على التنمُّر، وعليك أن تخبر المعتدي ليتوقف عن فعله وإلا فأبلغ شخصًا كبيرًا/ بالغًا أو أرسل رسالة لطلب المساعدة/ الإبلاغ عن الحادث، الطلب من المارَّة الآخرين التدخُّل، المعالجة عبر الإنترنت، دعم الضحية لأنه صديق.

 

الضحية:

قمنا أيضًا بترجمة مقالة “عشرة أشخاص يتعرضون للتنمر” بقلم شيري كولدن:

من أسباب تعرض الضحية للعنف:

طفل مميز يحصل على احترام من زملائه بمجال الدراسة، الرياضة.. الغيرة من الضحية؛ لأن الضحية مشهور بالشعبية، ضعف بنية جسم الضحية، قصر القامة والنظر، يعاني الضحية إعاقةً، أنه من الجنس الثالث، أنه من أديان أخرى، اختلاف الضحية في العِرْق.

 

من أسباب عدم التنمُّر على الضحية:

لديه أصدقاء، لديه الثقة بالنفس وتقدير الذات، لديه مهارة في حل المشكلة (حسن التصرُّف)، معرفة ما يحيط بالضحية/المعتدي، لديهم مرونة ومثابرة، الدفاع عن النفس وإظهار الشجاعة؛ (شيري كولدن).

 

المعتدي:

تشير بعض الدراسات الاجتماعية إلى أنَّ ميل النفس للعنف يكون غريزيًّا نتيجة الكبت، وهو أيضًا نتيجة لضعف الشخصية التي لا تقدر على الحوار فتميل إلى العنف لإثبات وجودها في الوسط الذي تنتمي إليه والذي من بينه المدرسة.

من أسباب إيجاد أطفال معتدين وجود صراع بين الأبوين أو العنف الأسري حيث يعتدي الزوج على الزوجة، فإن الأولاد غالبًا ما يشهدون هذه الحالات فيرون الضرب والاعتداء الجسدي، ويسمعون التهديدات، كما يلاحظون آثار ما بعد الاعتداء؛ كالجروح والإصابات والأغراض المُدمِّرة، كما أنهم يستشعرون الجو المتوتر في البيت، وخوف والدتهم حين يقترب الأب المعتدي من البيت، ولما لم يستطِع الطفل الدفاع عن أمه فإنه يكبت ذلك في العقل الباطني إلى أن يكبر فينتقم من أبيه بالاعتداء على أطفال مثله في المدرسة ليحرج والده.

 

وخلال الدراسات كان الاكتشاف المذهل هو أن غالبية الأطفال الذكور لديهم جين معين موروث، وأن هذا الجين يتحكم في إفراز أحد الأنزيمات، وهذا الأنزيم يؤدي إلى تعطيل أجهزة الإرسال العصبية أو المواد الكيمياوية التي تنقل الرسائل، وكذلك اكتشفوا أن إفراز هذا الأنزيم يرتبط بالحالة النفسية والتعرض للعنف؛ لذلك كانت العقاقير المضادة للاكتئاب يمكنها وقف إفراز هذا الأنزيم؛ (سبتي، 2013).

برامج الحد من العنف المدرسي:

كتبنا عن: برامج حل مشكلات العنف لدى طلبة المدارس في مارس 2014م، وهذه البرامج تمنح الطلبة حل مشكلات العنف الطلابي بأنفسهم، وقد نجحوا في الحد من هذا العنف بالمدارس أكثر من تدخل إدارة المدرسة ومجتمع الكبار والبرامج هي:

برنامج القرين المراقب والموجه: CyberMentor

برامج القرين المساعد: Peer Helper Programmes

برنامج توسط القرين: Peer Mediation Program

توجد هذه البرامج في موقعنا: المسار للبحوث التربوية والاجتماعية

 

برامج الوقاية من العنف المدرسي:

إن برامج الوقاية من العنف في المدارس عبارة عن مناهج دراسية مجمعة تهدف إلى استخدامها بنفس الطريقة، أو بأمانة، عبر المدارس. بالمقارنة مع برامج منع العنف بين الشباب التي تتم في المنزل أو المجتمع، يتم تقديم البرامج المدرسية في البيئة المدرسية، وغالبًا ما تستهدف الطلاب الأصغر سنًّا من أجل منع العنف والحماية من تطور القيم المعادية للمجتمع.

قد تستخدم هذه البرامج أساليب وقائية مماثلة لتلك المستخدمة في الصحة العامة. يتم تصنيف هذه الأساليب على أساس السكان الذين تهدف إلى خدمتهم: تستهدف البرامج الشاملة كل فرد في مجتمع معين، وتستهدف البرامج الانتقائية المجموعات الفرعية الأكثر عرضة لخطر العنف، وتستهدف البرامج المحددة الأفراد الذين شاركوا بالفعل في العنف أو المعرضين للخطر بسبب العنف.

منهج الوقاية من العنف هو برنامج عالمي يهدف إلى الحد من السلوك العدواني والمتهور لدى جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 12 عامًا من خلال تعليم الكفاءة الاجتماعية والعاطفية والتنظيم العاطفي. وتشير الأبحاث إلى أن الكفاءة الاجتماعية العاطفية ترتبط بالسلوكيات الاجتماعية الإيجابية وتقليل العدوان والانحراف.

يحتوي هذا البرنامج على دروس قصيرة موزعة على عدة أسابيع. يختلف عدد الجلسات ومدتها بناءً على أعمار الطلاب، ولكن تستغرق الدروس بشكل عام حوالي نصف ساعة ويتم تقديمها مرة أو مرتين في الأسبوع. في الخطوة الثانية، يغطي المعلمون أو الأخصائيون الاجتماعيون أو مستشارو المدرسة ثلاث وحدات رئيسية: التدريب على التعاطف (أي: تعليم الطلاب فهم عواطفهم ومشاعر أقرانهم بشكل أفضل)، والتحكم في الاندفاعات (أي: مساعدة الطلاب على تقييم عواقب سلوكهم) فيما يتعلق بالعدالة والتأثير على الآخرين)، وإدارة الغضب (أي: تعليم الطلاب إدارة عواطفهم من خلال التقنيات السلوكية المعرفية) يشارك الطلاب في مجموعات صغيرة ومناقشات في الفصول الدراسية، ويمارسون المهارات مع أقرانهم باستخدام الألعاب أو التمارين.

قرأت في موقع (2023، School Mediation associates، شركاء الوساطة المدرسية)، وهو مختص ببرنامج وساطة الأقران في علاج العنف المدرسي، ومن أهم فوائد هذا البرنامج: حل النزاع الطلابي، تعلم الطلاب المهارات الحياتية الأساسية، بناء مهارات الطلاب في حل النزاعات من خلال ممارسة الحياة الواقعية، تحفز الطلاب على حل خلافاتهم بشكل تعاون، تعمق الأثر التعليمي للمدرسة، تقوي الثقة بالنفس للطلبة، تمنح الطلاب رؤية/ بصيرة أكبر، تتوقع الأفضل من الطلاب، على إشراك جميع الطلاب، حتى أولئك الذين يعتبرون معرضين للخطر، تخلق المزيد من الوقت للتعلم، وساطة الأقران وقائية، تحسين المناخ المدرسي، تتلاءم وساطة الأقران مع الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلاب والاحتياجات المهنية للمعلمين، توفر وساطة الأقران أسلوب “التوازن بين الجنسين” لحل النزاعات في المدارس.

 

البرامج التدريبية: تدريب المارَّة على التدخل في المؤسسات العامة والخاصة، تدخل المارَّة: Bystander Intervention

 

برنامج الصراع الخلَّاق (RCCP):

برنامج عالمي تقوم به المدرسة ومصصم لمساعدة الأطفال من الصفوف ما قبل المدرسة وإلى الصف الثاني عشر على تطوير المهارات السلوكية الإدراكية الشخصية والاجتماعية للحد من العنف، والهدف الرئيس من البرنامج تغيير العمليات العقلية والإستراتيجية السلوكية الشخصية التي تقود الطلبة إلى الانخراط في العنف من خلال تعليمهم إستراتيجيات بنَّاءة لحل النزاعات، وتعزيز العلاقات الإيجابية بين الطلبة.

 

يتكوَّن التدخل من مكوِّنات ثلاثة:

التدريب المستمر للمعلمين في المناهج الدراسية التي تُعزِّز مهارات حل المشكلات والفهم بين المجموعات (تدريب المعلمين).

تدريب المعلمين الطلبة على منهج حل النزاع (تعليم الفصل).

الإشراف على الطلبة باعتبارهم وسطاء أقرانًا يقومون بتسهيل حل النزاعات وفهم الاختلافات بين الأفراد في الفصل والملعب وغيرها (وساطة الأقران).

 

يدرس المعلمون المهارات: الاستماع الفعَّال، التأكيد على الذات، التعامل مع المشاعر، التفاوض، حل المشكلات.

 

يتم تدريس هذه المهارات من خلال: لعب الأدوار، إجراء المقابلات، مناقشة المجموعة الصغيرة، العصف الذهني على أن يقوم المعلمون بتدريس درس واحد في الأسبوع لمدة 40- 50 دقيقة (The Resolving Conflict Creatively Program)

 

سن قوانين لتفعيل دور المارَّة:

بدأت المدارس سياسات للتدخل في حوادث البلطجة/ العنف، قام كل من ( P0lanin , Espelage , Pigoti, 2012) بإجراء تحليل تلوي لبرنامج الوقاية من العنف، وجدوا أنهم قاموا بزيادة المارَّة أو شهود العيان، أشارت بعض الدراسات إلى 12 برنامجًا مدرسيًّا شملت 12,874 طالبًا، وأن هذه البرامج كانت ناجحةً بشكل عام.

 

بدأت الولايات المتحدة بتطبيق الاستعانة بالمارَّة في المدارس أو تدخل شهود العيان ( Bystander Intervention) حيث قدمت بعض المؤسسات قواعد وتوصيات لتشجيع تدخل المارَّة، وحثّ الموجودين في مكان الحدث الإبلاغ عن العنف وأسبابه عبر الإنترنت داخل الصف والبقاء عبر الإنترنت وتاريخ الاغتصاب والتحرش الجنسي العلني أو العنصري في أثناء العمل.

 

بعد حوادث إطلاق النار في المدارس عام 2000 بالولايات المتحدة اقترح تدخل المارَّة/ المتفرج كجزء ضروري من الاستجابة أو الحل، وتم تعريف المارَّة كل من الآباء والمعلمين وغيرهم من العاملين بالمدرسة وكذلك خارج المدرسة ومن عنده معلومات عن العنف وغيرهم من شهود العيان ( Stueve et al., 2006)

 

الدراسات السابقة:

دراسة (Kelly N. Graves، وآخرين) استجابة لارتفاع مستويات الصراع المدرسي، بحثت الدراسة الحالية في نهج جديد لحل الصراع بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية باستخدام الدراما التفاعلية ولعب الأدوار، يسمى برنامج الحلول المربحة للجانبين. يشتمل المنهج الموحد الذي يتم تقديمه داخل بيئة المدرسة على إستراتيجيات ضبط النفس والتعامل مع الغضب، والإدارة الذاتية للمشاعر، وحل المشكلات بين الأشخاص. وكان من بين المشاركين 2440 طالبًا باستخدام منهجية المسح القبلي والبعدي، أشارت النتائج إلى أن طلاب المدارس المتوسطة والثانوية يظهرون انخفاضًا في مستويات العدوان العلائقي لديهم، كما يظهر طلاب المدارس الثانوية انخفاضًا في مستويات العدوان الجسدي. علاوة على ذلك، أشار طلاب المدارس الثانوية إلى زيادة في مستويات التواصُل الفعَّال لديهم، في حين أظهر طلاب المدارس المتوسطة والثانوية زيادة في معرفتهم العامة فيما يتعلق بإستراتيجيات حل النزاعات الإيجابية. يتم تقديم الآثار والتوصيات لبرامج حل النزاعات على مستوى المدرسة.

 

دراسة (2015، Kendra Cherry، وآخرين) بشأن تقييم تأثير حل النزاع على المواقف والسلوكيات المرتبطة بالعنف لدى الطلبة، ويهدف إلى تدخُّل لحل النزاع من خلال تعليم كيفية حل المشكلة باستخدام خيارات غير عنيفة وكيفية منع الصراع اللفظي أو الجسدي قبل أن يبدأ، ويستند التدخل الذي ابتكره وساطة مجتمعية إلى نموذج حل المشكلات المعرفية الاجتماعية، ويهدف التدخل إلى تعديل العمليات النفسية الاجتماعية (على سبيل المثال: المهارات الشخصية والكفاءة الذاتية) التي ثبت أنها من أسباب متعلقة بسلوك العنف على مستوى الفرد بين الطلبة، ويتسق هذا التدخل مع مناهج حل النزاع الأخرى لأطفال المدارس الابتدائية، تم تنفيذ المناهج الدراسية للطلبة من خمس حلقات عمل (45-50 دقيقة لكل جلسة) من قبل وسطاء من ذوي الخبرة الذين شاركوا في 32 ساعة من التدريب على الوسطة قبل التنفيذ، لضمان تنفيذ التدخل بالتساوي عبر المواقع، والتزام الوسطاء بنفس المنهج وبروتوكول التنفيذ، وشاركوا في اجتماعات التنسيق مع المدير المشارك في البنك المركزي العماني، يتكون منهج حل النزاع وهو مزيج من الدروس التعليمية ودور التمثيل في مجموعات صغيرة من ورش العمل الخمس التالية:

1- مقدمة لمختلف أساليب إدارة النزاع.

2- تعزيز فهم المشاركين لمختلف أنماط النزاع وتزويدهم بفرصة تحليل حالات الصراع وعواقبها.

3- مناقشة المشاعر المرتبطة بالنزاع وخاصة الغضب وطرق التعامل مع الغضب.

4- تزويد المشاركين بفرصة ممارسة مهارات الاستماع وفهم أهمية الاستماع في حل النزاع.

5- مساعدة المشاركين على التواصل مع الآخرين بسهولة.

 

دراسة (2017، توماس د. ألبرايتا) بشأن فشل شهود العيان، تلعب عملية تحديد هوية شهود العيان دورًا مهمًّا في التحقيق في الجرائم ومحاكمتها، ولكن من المعروف أن شهود العيان يرتكبون أخطاءً غالبًا ما تكون لها عواقب وخيمة، وفي ضوء هذه المخاوف، قامت الأكاديمية الوطنية للعلوم مؤخرًا بتشكيل لجنة من الخبراء لإجراء دراسة شاملة للممارسات الحالية واستخدام شهادة شهود العيان، مع التركيز على فهم أسباب حدوث أخطاء تحديد الهوية وما يمكن القيام به لمنعها، أدى عمل هذه اللجنة إلى النتائج والتوصيات الرئيسية للإصلاح، التي تم تفصيلها في تقرير إجماعي بعنوان “تحديد الجاني: تقييم التعرف على شهود العيان”. في هذه المراجعة، أركز على القضايا العلمية التي انبثقت عن هذه الدراسة، إلى جانب مناقشات موجزة حول كيف أدت هذه القضايا إلى توصيات محددة لإجراء بحث إضافي، وأفضل الممارسات لإنفاذ القانون، واستخدام أدلة شهود العيان من قبل المحاكم.

 

دراسة (2018، سبتي) بشأن أهمية دور المارَّة في فض النزاع بين الأفراد، وتناول الباحث في الجانب النظري لماذا لا يتدخل المارة في حادثة النزاع والشرطة المجتمعية وسن تشريعات لتفعيل دور المارَّة وبناء برامج تدريب لشهود العيان في التدخل ونظام مكافأة المارَّة ودور كاميرات المراقبة وإصلاح ذات البين وآليات التدخل في المؤسسات العامة والخاصة وفي الطرق العامة وآليات الإبلاغ عن الحادث، وتم اختيار عينة الدراسة عبر الواتساب واستخدمت أداة استطلاع رأي وتشتمل الأداة على أسئلة تتضمن دور المارَّة في فض النزاع بين الأفراد، وتم استخراج النتائج ومناقشتها؛ ومن ثم أوصى الباحث بتوصيات.

 

الجانب الميداني:

أهداف الدراسة:

غرس أهمية دور شهود العيان كفريق تطوعي في نفوس الطلبة.

تدخل الطلبة كشهود عيان في حوادث العنف بالمدرسة.

التأثير على بقية جمهور الطلبة في حوادث العنف.

أهمية الدراسة:

تأتي أهمية الدراسة إلى الحد من مشكلة العنف بالمدارس وغرس أهمية فض النزاع في نفوس الطلبة، وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها حسب علم الباحث على المستوى المحلي والعربي.

فروض الدراسة:

تطرح هذه التساؤلات:

هل يتدخل الطلبة في حوادث العنف بالمدرسة؟

لماذا لا يتدخل الطالب في حادثة العنف من أجل حل المشكلة؟

ما المهارات التي يحتاج إليها الطالب لحل مشكلة العنف كشاهد عيني؟

 

حدود الدراسة:

تشمل كل الطلبة/الطالبات بالمناطق التعليمية بدولة الكويت خلال العام الدراسي الحالي (2023/2024).

خطوات إجراء الدراسة:

اختيار عينة الدراسة:

تمثل هذه العينة فريق عمل تطوعي (شهود عيان) في التدخل بالنزاع المدرسي (الطلابي).

 

بناء أدوات الدراسة:

أداة شروط اختيار فريق تطوعي (شهود العيان).

أداة تقييم أعضاء فريق تطوعي (شهود العيان).

 

تطبيق أداة الدراسة:

تشكيل لجان لفريق تطوعي (شهود العيان) من الطلبة:

لجنة دائمة بوزارة التربية يترأسها وكيل الوزارة.

لجنة بمنطقة تعليمية يترأسها مدير الشئون التعليمية.

لجنة بكل مدرسة: اختيار فريق شهود العيان من الوكيل المساعد لشئون الطلبة والاختصاصي الاجتماعي والنفسي ومشرفي الجناح ورجل أمن وسلامة.

اختيار أعضاء فريق شهود العيان من الطلبة حسب المرحلة التعليمية (السلم التعليمي بدولة الكويت):

المرحلة الابتدائية: تتكون من خمسة فصول دراسية: 1-5: الصف الخامس: عدد التلاميذ: بين 5 إلى 10 تلاميذ.

المرحلة المتوسطة: تتكون من أربعة فصول دراسية: 6-9: الفصلين الثامن والتاسع: عدد الطلبة 10 إلى 15 طالبًا.

المرحلة الثانوية: تتكون من ثلاثة فصول دراسية: 10-12: الفصول العاشر والحادي عشر والثاني عشر: عدد الطلبة 10 -20 طالبًا.

 

 

مهام اللجنة:

اختيار فريق عمل تطوعي (شهود العيان) من الطلبة حسب الشروط التالية:

أن يكون الطالب قوي الجسم وطويل القامة.

أن يكون له شخصية قوية.

ألَّا يكون الطالب يعاني مشكلةً نفسيةً واجتماعيةً حادة.

أن يكون الطالب ناجحًا في الدراسة.

ألَّا يكون له سوابق في ارتكاب العنف المدرسي.

ألَّا يكون من (الشلة)/العصابة لارتكاب العنف.

تقييم أعضاء فريق تطوعي (شهود العيان) (أداة تقييم، ملحق).

إقامة حفل تكريم لفريق تطوعي (شهود عيان) نهاية كل عام.

اختيار أعضاء جُدُد مع بدء سنة دراسية جديدة.

تنظيم ورش عمل ودورات لفريق تطوعي (شهود العيان).

اجتماع بأولياء الأمور للتعريف بفريق تطوعي (شهود العيان).

اجتماع تشاوري بين اللجنة المدرسية مع بقية اللجان بمدارس المنطقة التعليمية مرة كل عام.

سيناريو تدخل فريق تطوعي (شهود العيان) بالمدرسة:

وجود أعضاء الفريق التطوعي في ساحات وملاعب ودورات المياه وفي الفصل الدراسي.

التدخل السريع عند حدوث مشكلة العنف.

طلب أعضاء الفريق جمهور الطلبة بمساعدته للتدخُّل.

الاستماع إلى طرفي النزاع لحل مشكلة العنف.

في حال إصابة أحد طرفي النزاع تحويل أطراف النزاع إلى إدارة المدرسة.

كتابة تقرير عن حادثة العنف إلى لجنة فريق تطوعي (شهود العيان) بالمدرسة.

 

التوصيات:

يوصي الباحث بتوصيات إجرائية لتطبيق مشروع فريق تطوعي (شهود العيان) بالمدرسة:

تشكيل وزارة التربية لجنة دائمة لشهود العيان من طلبة المدارس.

تشكيل لجنة في كل منطقة تعليمية.

تشكيل لجنة في كل مدرسة.

تدريب وزارة التربية أعضاء لجنة اختيار فريق تطوعي (شهود العيان).

تدريب كل مدرسة فريقًا تطوعيًّا (شهود العيان).

تزويد كل مدرسة فريقًا تطوعيًّا (شهود العيان) بمهارات للحد من العنف المدرسي.

توعية أولياء الأمور بأهمية دور الفريق التطوعي (شهود العيان) من الطلبة.

تعاون وزارة التربية ووزارة الداخلية وغيرهما في مجال تقوية دور الطلبة كشهود عيان بالمدارس.

إجراء مزيد من الدراسات بشأن دور الطلبة كشهود عيان بالمدارس.

 

ملحق:

وزارة التربية

المنطقة التعليمية………

اسم الطالب:

الصف:

العام الدراسي:

تقييم الطالب كشاهد عيان لفض النزاع بالمدرسة.

 

العبارة                                         نعم      أحيانًا      لا

يتعاون مع فريق العمل

لا ينحاز لأي طرف في النزاع

يوجد في منطقة الحدث

يتأثر بضغوط زملاء المدرسة

يوجد عند بوابة المدرسة في نهاية الدوام

يساعد على استتباب النظام داخل الفصل

يتعاون مع مشرف الجناح وإدارة المدرسة

له سوابق في ارتكاب حوادث العنف

لديه مهارة حسن الاستماع

لديه مهارة الثقة بالنفس

لديه مهارة حل المشكلات

لديه مهارة الدفاع عن النفس

لديه مهارة إظهار الشجاعة

لديه مهارة إقناع الآخرين

يثق به زملاء المدرسة

محبوب لدى زملاء المدرسة

يكذب ليخفي ويتستر على زميله

يترأس (الشلة)/ العصابة بين الطلبة

يقدم أفكارًا مبتكرة لحل العنف

يكتب تقريرًا عن حادثة العنف

 

الملاحظات:

لجنة تقييم الطالب:

المراجع العربية:

سبتي، عباس (2014)، قضايا تربوية، المسار للبحوث التربوية.

 

سبتي، عباس (2018) دور المارَّة في فض النزاع بين الأفراد.

 

سبتي، عباس (2015) مقالة مواجهة الزمرة أو (الشلة)، قضايا تربوية، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.

 

سبتي، عباس سبتي (2015) مقالة عنف الأطفال، قضايا تربوية، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.

 

سبتي، عباس (2015) مقالة التعامل مع العنف، قضايا تربوية، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.

 

سبتي، عباس (2017) إستراتيجيات الحد من العنف والتسلُّط بالمدارس.

سبتي، عباس (2014) برامج حل مشكلات العنف لدى طلبة المدارس، قضايا تربوية، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.

 

سبتي، عباس سبتي (2014) برامج شبابية لحل مشكلة العنف المدرسي، قضايا تربوية، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية

سبتي، عباس مقالة عن أسباب عنف الأطفال، مجلة المعلم الكويتية (28/9/ 2013).

 

سبتي، عباس، العنف لدى الأطفال، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية (29 /4/ 2015).

 

المراجع الأجنبية:

Ms. Sharon Padgett, Dr. Charles E. Notar, (2013) Bystanders are the Key to Stopping Bullying

D’Arcy Lyness, PhD (2013)  Teaching Kids Not to Bulling

 

Marc Brakett and Diana Divecha (2016) School Anti-Bulling Programs Ineffective

Sherri Gordon (2020) 8 Ways to Stop Bulling in Your Child Life

Sherri Goldon (2018) 10 Ways to Prevent School Bulling

Ms. Sharon Padgett , Dr. Charies E. Notar , Bystanders are the Key to Stopping Bulling

Sherri Goldon (2020) Reasons Why Bystanders Do Not Speak Up

Shonnon Lee (2019) Dealing with Peer Pressure in School

Justin W. Patchin (2013) Bystander Intervention in Bulling Incidents: A Misguided Experiment

Sameer Hinduja ,(2013) Parents, Teach Your Kids to Stand Up, Not Stand By





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
كتاب المغرب يستعدون لعقد “مؤتمر استثنائي”
“التعبير الحركى الفرعونى وفن الباليه” كتاب يرصد معرفة الإنسان البدائى بالإيقاع