صلاة القيام جماعة في المسجد الحرام في خلافة عمر رضي الله عنه ومن بعده
الصلاة جماعةً في المسجد الحرام في خلافة عمر رضي الله عنه ومن بعده
كان أهل مكة في عهد عمر رضي الله عنه يصلون قيام رمضان جماعة في المسجد، فعن عبد الله بن السائب بن أبي السائب رضي الله عنه قال: «إنِّي لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه معتمرًا، فسمعت تكبيره، وأنا أؤم الناس، فدخل فصلى بصلاتي»[1].
لكنَّهم لم يجمعوا على إمام واحد كأهل المدينة، فبعضهم يصلي منفردًا في المسجد الحرام، فعن الأشعث بن سليم، قال: «أتيت مكة، وذلك في رمضان، في زمن ابن الزبير رضي الله عنه، فكان الإمام يصلي بالناس في المسجد، وقوم يصلون على حدة في المسجد»[2].
وسببُ ترك الجمع على إمام واحد حتى لا يضيق المسجد على الطائفين، فرُوي عن سليمان بن موسى أنَّ عمر رضي الله عنه لم يجمع أهل مكة على قارئ واحد من أجل الطواف، ترك من شاء طاف»[3].
[1] رواه الفاكهي في أخبار مكة (1024) واللفظ له، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: ثنا هشام بن سليمان، وعبد المجيد بن أبي رواد جميعًا وابن أبي شيبة (2 / 397): ثنا يحيى بن سعيد يروونه عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن السائب بن أبي السائب رضي الله عنه قال: فذكره وإسناده صحيح.
[2] رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 352) حدثنا ابن مرزوق وابن أبي شيبة (2/ 398) قالا: حدثنا أبو داود عن شعبة عن أشعث بن أبي الشعثاء قال: فذكره وإسناده صحيح؛ أبو داود هو الطيالسي.
[3] رواه عبد الرزاق (7736) عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى مرسل إسناده ضعيف.
رواية سليمان بن موسى الأشدق عن عمر رضي الله عنه مرسلة قال البخاري مرسل لم يدرك سليمان أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ضعف، قال الحافظ ابن حجر: صدوق فقيه في حديثه بعضُ لين، وخولط قبل موته بقليلٍ، وابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع.
وروى عبد الرزاق (7737) عن ابن جريج، عن عطاء أنَّ بعض أمرائهم معاوية رضي الله عنه أو غيره أراد جمع أهل مكة على قارئ واحد، فقال: مكره كرنبس [هكذا]: «لا تفعل دع الناس من شاء طاف، ومن شاء صلى بصلاة القارئ، ففعل»، ورواته ثقات وفيه عنعنة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.