عدد الركعات في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنه
عدد الركعات في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنه
كانوا يصلون عشرين ركعة في زمن عثمان وعلي رضي الله عنه، ورُوي عن أبي الحسناء أنَّ عليًّا رضي الله عنه أمر رجلًا يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة، والآثار التي هي نص في عدد صلاتهم ضعيفة، لكن الظاهر استصحاب ما كانوا عليه في عهد عمر رضي الله عنه، واستمرار العمل على ذلك حتى بعد الخلافة الراشدة، فعن عطاء بن أبي رباح قال: «أدركت الناس وهم يصلون ثلاثًا وعشرين ركعة بالوتر»[1].
وعطاء بن أبي رباح مكي أدرك بعض الصحابة رضي الله عنهم، وروي عن بعضهم منهم ابن عباس وابن الزبير وأبي هريرة وجابر بن عبد الله ورافع بن خديج رضي الله عنهم وغيرهم.
وعن نافع بن عمر قال: «كان ابن أبي مليكة يصلي بنا في رمضان عشرين ركعة، ويقرأ بحمد الملائكة في ركعة»[2]، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة يصلي بأهل مكة في خلافة ابن الزبير رضي الله عنه، فكانوا يصلُّون عشرين ركعة بالوتر في عهد ابن الزبير رضي الله عنه.
ففي خلافة الفاروق وخلافة ابن الزبير رضي الله عنهم، وهو آخر الخلفاء من الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يصلون قيام رمضان عشرين ركعة.
وقال أبو الحسن ابن القطان ورُوي عشرون ركعة، وهو الصحيح عن أبي بن كعب رضي الله عنه من غير خلاف من الصحابة رضي الله عنهم[3]، وقال ابن قدامة: فعله عمر، وأجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم في عصره[4].
وقال الزركشي[5]: يقومون في رمضان بثلاث وعشرين ركعة، وهذا بحضرة الصحابة رضي الله عنهم، ولم ينقل إنكاره، فكان ذلك إجماعًا[6].
ولم أقف على أثر صحيح عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنَّه صلى قيام رمضان إحدى عشرة ركعة.
[1] رواه ابن أبي شيبة (2/ 393) حدثنا ابن نمير عن عبدالملك عن عطاء قال: فذكره ورواته ثقات، وفيه عنعنة ابن جريج.
ورواه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (49) حدثنا شجاع بن مخلد قال ثنا هشيم أنبا عبدالملك عن عطاء بن أبي رباح قال: «كانوا يصلون في شهر رمضان عشرين ركعة، والوتر ثلاثًا»، كالذي قبله.
[2] رواه ابن أبي شيبة (2/ 393) حدثنا وكيع، عن نافع بن عمر، قال: فذكره وإسناده صحيح،
تنبيه: في الطبقات الكبرى متمم الصحابة ص (353) قال نافع: «بلغني أنَّ قيام عبد الله بن السائب وابن أبي مليكة عشرين ركعة، عشرين ركعة»، فالذي بلغه إمامة عبدالله بن السائب رضي الله عنه في عهد عمر رضي الله عنه دون إمامة ابن أبي مليكة، فله رواية عنه والله أعلم، وتقديره: يصلون عشرين ركعة، عشرين ركعة.
[3] الإقناع في مسائل الإجماع (1/ 174).
[4] المغني (1/ 799).
[5] هو شمس الدين أبو عبدالله محمد بن عبد الله بن محمد الزركشي المصري الحنبلي توفي سنة 772 هـ؛ انظر: شذرات الذهب (8/ 384).
[6] شرح الزركشي على الخرقي (1/ 233).