عدد الركعات في خلافة عمر رضي الله عنه
عدد الركعات في خلافة عمر رضي الله عنه
روي أنَّهم كانوا يصلون في عهد عمر رضي الله عنه إحدى عشرة ركعة، وجاء أنَّهم يُصلون عشرين ركعة مع الوتر.
أولًا: رواية صلاتهم إحدى عشرة ركعة:
عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه أنَّه قال: «أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميمًا الداري رضي الله عنهم أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة»، قال: «وقد كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيـام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر»[1].
ثانيًا: الآثار الواردة في صلاتهم عشرين ركعة والوتر:
جاءت الروايات موصولة عن يزيد بن عبد الله بن خصيفة وأبي العالية رفيع بن مهران الرِياحي والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ومرسلة عن الحسن البصري ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد العزيز بن رفيع ويزيد بن رُومَان.
الأثر الأول: عن يزيد بن خُصَيْفَة عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان عشرين ركعة، ولكن كانوا يقرؤون بالمائتين في ركعة حتى كانوا يتوكؤون على عصيهم من شدة القيام»[2].
الأثر الثاني: عن أبي العالية عن أبي بن كعب «أنَّ عمر بن الخطاب أمر أبي بن كعب رضي الله عنه أن يصلي بالليل في رمضان، فقال: «إنَّ الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرؤوا، فلو قرأت القرآن عليهم بالليل»، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا شيء لم يكن. فقال: «قد علمت ولكنه أحسن» فصلى بهم عشرين ركعة»[3].
الأثر الثالث: عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «كنا ننصرف من القيام على عهد عمر، وقد دنا فروع الفجر، وكان القيام على عهد عمر رضي الله عنه ثلاثة وعشرين ركعة»[4].
الأثر الرابع: عن الحسن أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: «لو جمعنا الناس على رجل في شهر رمضان يلحق الضعيف بالقوي، ومن لا يقرأ بمن يقرأ، فشاور أهل بدر، فأجمعوا على أن يفعل، فأمر أبيًّا رضي الله عنه أن يقوم بالناس، فكانوا ينامون بعض الليل ويقومون بعضًا منه، وينصرفون لسحورهم، وحوائجهم، وكان يصلي بهم ثماني عشرة شفعًا، فيسلم في كل ركعتين، ويمهلهم قدر ما يقضي الرجل حاجته، ويتوضأ، وكان يقرأ خمس آيات، وست آيات»[5].
الأثر الخامس: عن يحيى بن سعيد «أَنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر رجلًا يصلي بهم عشرين ركعة»[6].
الأثر السادس: عن عبدالعزيز بن رفيع، قال: «كان أبي بن كعب رضي الله عنه يصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة ويوتر بثلاث»[7].
الأثر السابع: عن يزيد بن رُومَان أنَّه قال: «كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاثة وعشرين ركعة في رمضان»[8].
فكانوا يصلون عشرين ركعة والوتر كما في رواية البيهقي في الصغير وكانوا يوترون بثلاث ركعات كما في رواية عمران بن موسى عن يزيد بن خصيفة، ومرسل الحسن ويزيد بن رومان ورواية الحارث بن عبدالرحمن لكنَّها ضعيفة.
الأثر الثامن: تقدمت رواية داود بن قيس عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه «أنَّ عمر جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب، وعلى تميم الداري رضي الله عنهم على إحدى وعشرين ركعة يقرءون بالمئين وينصرفون عند فروع الفجر». لكنَّها رواية شاذة والمحفوظ عن محمد بن يوسف إحدى عشرة ركعة وبعض أهل العلم يحمله على التعدد فتارة يوترون بواحدة وتارة بثلاث[9]، ومخرج الأثر واحد فالوتر بثلاث أرجح في ما ظهر لي والله أعلم.
الموقف من اختلاف الروايات:
أهم الخلاف الوارد في الروايات السابقة في قدر صلاة القيام في عهد عمر رضي الله عنه بين رواية إحدى عشرة ركعة ورواية عشرين ركعة، فاختلف موقف أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين من هذه الروايات، فمنهم من صحح الجميع وجمع بين الروايات، ومنهم من رجح إحدى الروايتين.
أولًا: الجمع بين الروايات:
القائلون بالجمع بين الروايات اختلفوا في وجه الجمع:
الوجه الأول: يحملها على أنَّ عمر رضي الله عنه أمرهم أولًا بإحدى عشرة مع إطالة القيام ثم أمرهم بعشرين مع تخفيف القيام توسعة عليهم، فكانت الزيادة في العدد عوضًا عن طول القيام، فاختلاف الروايات لاختلاف الأحوال[10].
الوجه الثاني: عكس ما قبله، فكانوا يقومون أولًا بعشرين ركعة ثم كانوا يقومون بإحدى عشرة ركعة لموافقة الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[11].
وكون الاختلاف راجع لاختلاف الأحوال محل نظر وذلك لأمور:
الأول: أثر السائب بن يزيد رضي الله عنه اختلف فيه محمد بن السائب ويزيد بن عبد الله بن خصيفة، فالقصة واحدة غير متعددة، فلا بد من الترجيح بين روايتي السائب بن يزيد رضي الله عنه [12].
الثاني: يحتاج هذا التوجيه إلى نقل صحيح أنَّهم كانوا يفعلون ذلك أولًا، ثم انتقلوا لغيره وهذا لا أعلمه واردًا.
الوجه الثالث: رواية إحدى عشرة ركعة باعتبار صلاة كل واحد منهما منفردًا، ورواية ما زاد على العشرين باعتبار مجموع صلاتهما[13].
وهذا الجمع فيه تكلف لأمور:
الأول: أبي بن كعب رضي الله عنه لا يصلي بهم أحيانًا، فعن الحسن البصري: «أنَّ عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه، فكان يصلي بهم عشرين ليلة من الشهر، ولا يقنت بهم إلا في النصف الثاني، فإذا كانت العشر الأواخر تخلف يصلي في بيته، فكانوا يقولون: أَبَقَ أبي»[14].
الثاني: اختلف الشراح هل تميم وأبي بن كعب رضي الله عنه يصلون كل ليلة بالتناوب أو أحدهم يصلي ليلة والآخر الليلة التي تليها ولم أقف على نص صريح في المسألة.
الثالث: الآثار واردة لبيان عدد صلاة التراويح، وليس لبيان عدد صلاة كل واحد منهما.
ثانيًا: الترجيح: من يرون ضعف إحدى الروايات المتعارضة يرجحون الأخرى واختلفوا في الترجيح، فبعضهم رجح رواية إحدى عشرة ركعة وبعضهم رجح رواية العشرين.
الأول: ترجيح رواية إحدى عشرة ركعة:
قال المباركفوري: الحاصل أنَّ لفظ إحدى عشرة في أثر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه صحيح ثابت محفوظ، ولفظ إحدى وعشرين في هذا الأثر غير محفوظ والأغلب أنَّه وهم[15] وقال الألباني بعد ما ذكر رواية مالك إحدى عشرة ركعة سنده صحيح جدًّا، ولم يثبت أنَّ عمر رضي الله عنه صلاها عشرين[16].
فرواية يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد رضي الله عنه معلولة لوجوه ذكرها الألباني أذكر أوجهها على سبيل الاختصار والمناقشة:
الأول: رواية الفريابي من طريق يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد رضي الله عنه بلفظ عشرين ركعة هي العمدة وظاهر إسنادها الصحة، ولكن له علة بل علل تمنع القول بصحته وتجعله ضعيفًا منكرًا.
الرد: تقدم أنَّ رواية الفريابي لها متابع من رواية أبي العالية ويشهد لها مرسل الحسن البصري ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد العزيز بن رفيع ويزيد بن رومان فليست هي الرواية الوحيدة في هذا الباب فترجح رواية يزيد بن خصيفة على رواية محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه.
الثاني: ابن خصيفة ثقة لكن قال فيه الإمام أحمد في رواية عنه منكر الحديث ولهذا أورده الذهبي في الميزان ففي قول أحمد هذا إشارة إلى أنَّ ابن خصيفة قد ينفرد بما لم يروه الثقات فمثله يرد حديثه إذا خالف من هو أحفظ منه فيكون شاذًّا.
الرد من وجهين:
الوجه الأول: تقدم في ترجمة يزيد بن خصيفة اختلاف كلام الإمام أحمد فيه وتوجيه كلامه.
الوجه الثاني: الذي انفرد بلفظ إحدى عشرة هو محمد بن يوسف فتكون روايته شاذة أمَّا ابن خصيفة، فلم ينفرد بلفظة عشرين ركعة.
الثالث: ابن خصيفة اضطرب في روايته العدد فقال إسماعيل بن أمية أنَّ محمد بن يوسف ابن أخت السائب بن يزيد أخبره (قلت[17]: فذكر مثل رواية مالك عن ابن يوسف ثم قال ابن أمية): قلت: أو واحد وعشرين؟ قال: (يعني محمد بن يوسف): لقد سمع ذلك من السائب بن يزيد ابن خصيفة فسألت (السائل هو إسماعيل بن أمية) يزيد بن خصيفة؟ فقال: حسبت أنَّ السائب رضي الله عنه قال: أحد وعشرين، قلت: وسنده صحيح.
فقوله في هذه الرواية «أحد وعشرين «على خلاف الرواية السابقة: «عشرين وقوله في هذه «حسبت» أي ظننت دليل على اضطراب ابن خصيفة في رواية هذا العدد وأنَّه كان يرويه على الظن لا على القطع؛ لأنَّه لم يكن قد حفظه جيدًا فهذا وحده كافٍ لإسقاط الاحتجاج بهذا العدد.
الرد من وجهين:
الوجه الأول: لفظ: عشرين محفوظ من رواية ابن خصيفة وغيره والخلاف في قدر الوتر هل هو ركعة أو ثلاث وتقدم ترجيح رواية الثلاث، وهذا لا يضعف الرواية فأصلها محفوظ.
الوجه الثاني: الرواية السابقة لأبي بكر النيسابوري في فوائده وهي مخطوطة ولم أقف على أصل المخطوطة، فهناك اختلاف في ما وقفت عليه نقلًا من الشاملة، وما ذكره الشيخ الألباني.
الثالث: محمد بن يوسف هو ابن أخت السائب بن يزيد رضي الله عنه فهو لقرابته للسائب رضي الله عنه أعرف بروايته من غيره وأحفظ[18].
الرد من وجوه:
الأول: قال الحافظ ابن حجر في ترجمة يزيد بن خصيفة: زعم ابن عبد البر أنَّه ابن أخي السائب بن يزيد رضي الله عنه.
الثاني: لا يلزم من قرابة التلميذ من الشيخ أن يكون أعلم من غيره بمروياته.
الثالث: على التسليم بأنَّ محمد بن يوسف أعلم برواية السائب ابن يزيد رضي الله عنه من غيره فمحمد بن يوسف انفرد برواية إحدى عشرة ركعة ولم يتابع عليها بخلاف رواية يزيد بن خصيفة، فلها متابعة وشواهد.
قال الشيخ عبد الله الدويش: في تضعيفه القيام بعشرين ركعة نظر، فإنَّه ورد من روايات يقوي بعضها بعضًا ويدل على أنَّ له أصلًا[19].
الثاني: ترجيح رواية عشرين ركعة: فهي أرجح من جهة السند وذلك:
الأول: روى محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد إحدى عشرة ركعة وخالفه يزيد بن خصيفة، فجعلها عشرين مع الوتر وتابعه أبو العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه ويشهد لها مراسيل الحسن البصري ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد العزيز بن رفيع ويزيد ابن رُومَان وهي مراسيل صحيحة بل قال الكاندهلوي عن رواية يزيد بن رومان مؤيدة بالروايات الكثيرة التي لو أطلق عليها التواتر المعنوي لم يبعد فلا يضير الانقطاع [20]، فرواية محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رواية شاذة، والله أعلم.
قال ابن عبدالبر: روى مالك عن يزيد بن رومان، قال: وهذا كله يشهد بأنَّ الرواية بإحدى عشرة ركعة وهم وغلط، وأنَّ الصحيح ثلاث وعشرون وإحدى وعشرون ركعة والله أعلم[21]، وقال: هكذا قال مالك في هذا الحديث إحدى عشرة ركعة وغيره يقول فيه إحدى وعشرين[22]، فيرى ابن عبد البر أنَّ الوهم من الإمام مالك ويرى التهانوي والكاندهلوي أنَّ الوهم من محمد بن يوسف[23] وهو الأظهر؛ حيث لم يتفرد مالك بذلك فوافقه جمع وتقدمت رواياتهم عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه بلفظ إحدى عشرة ركعة.
أو يقال اختلف على السائب بن يزيد رضي الله عنه، فترد روايتيه وتبقى الروايات الأخرى التي توافق رواية يزيد بن خصيفة، والله أعلم.
الثاني: رواية محمد بن يوسف رواية مضطربة المتن، ففي رواية مالك إحدى عشرة ركعة ورواية محمد بن إسحاق ثلاث عشرة ورواية عبد الرزاق إحدى وعشرين، وهذا الاضطراب يسقط الاحتجاج بها[24].
الرد: رواية الحفاظ مالك وغيره إحدى عشرة ركعة وتقدم أنَّ ذكر ثلاث عشرة ركعة في رواية محمد بن إسحاق ليس بمحفوظًا، ورواية عبد الرزاق رواية شاذة، فلو كان الأمر يتعلق بالمتن فلا اضطراب، لكن تقدم أنَّ علتها الشذوذ.
الثالث: مما يدل على الوهم لم يقل أحد من الأئمة بالعمل بهذه الرواية، فهم يستحبون في تراويح رمضان عشرين ركعة وزيادة[25].
الرد: تقدم قول ابن إسحاق ما سمعت في ذلك حديثًا هو أثبت عندي ولا أحرى بأن يكون من حديث السائب رضي الله عنه، وذلك أنَّ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من الليل ثلاث عشرة ركعة، ويأتي أنَّ التراويح بإحدى عشرة ركعة رواية عن مالك، وقال بذلك بعض الحنابلة[26].
الترجيح: الذي يترجح لي أنَّ الصلاة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت عشرين ركعة والوتر بثلاث لما تقدَّم، والله أعلم.
[1] رواه محمد بن يوسف بن عبد الله بن يزيد الكندي ورواه عنه جماعة وفي روايات بعضهم من الزيادات التي يتعلق بها أحكام ما ليس في رواية الآخر فأذكرها بألفاظها:
1 – مالك (1/ 115) عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه أنَّه قال: فذكره وإسناده صحيح.
محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي ثقة والسائب بن يزيد من صغار الصحابة رضي الله عنهم.
وصححه المباركفوري في التحفة (3/ 528) وصحح إسناده الألباني في صلاة التراويح ص: (45).
فروع الفجر: أوائله. انظر: مطالع الأنوار (5/ 219).
2 – إسماعيل بن جعفر ﭘ جزء أحاديثه (440) ﭘ حدثنا محمد بن يوسف ابن عبد الله بن يزيد الكندي عن السائب بن يزيد «أنَّهم كانوا يقومون في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإحدى عشرة ركعة يقرؤون في الركعة بالمائتين حتى إنِّهم ليعتمدون بالعصي» إسناده صحيح.
3 – ابن شبة في أخبار المدينة (2/ 278) حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال: «جمع عمر رضي الله عنه الناس على أُبي وتميم الداري رضي الله عنه فكانا يقومان بإحدى عشرة ركعة يقرآن بالمئين حتى يعتمد على العصا من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر» إسناده صحيح. يحيى بن سعيد القطان من أئمة الحفظ والإتقان.
4 – أبو بكر النيسابوري في فوائده ﭘ مخطوطة على موقع الشاملة.
1: (16) حدثنا يوسف بن سعيد، ثنا حجاج، عن ابن جريج، حدثني إسماعيل بن أمية أن محمد بن يوسف ابن أخت السائب بن يزيد، أخبره أنَّ السائب بن يزيد أخبره قال: «جمع عمر بن الخطاب الناس على أبي ابن كعب، وتميم الداري رضي الله عنهم، فكانا يقومان بمائة في ركعة فما ينصرف حتى نرى أو نشك في فروع الفجر قال فكنا نقوم بإحدى عشرة قلت أو واحد وعشرين»، قال: لقد سمع ذلك ابن السائب بن يزيد بن خصيفة، فسألت يزيد بن خصيفة، فقال: أحسنت إنَّ السائب قال إحدى وعشرين، قال محمد: أو قلت لإحدى وعشرين، قال أبو بكر: هذا حديث حسن لو كان عند علي بن مديني لفرح به إلا إنَّه قال: ابن أخت السائب. ورواته ثقات.
أبو بكر النيسابوري هو عبد الله بن محمد بن زياد ترجم له الذهبي في السير ونقل عن الدارقطني قوله: لم نر مثله في مشايخنا، لم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون، وكان أفقه المشايخ، وجالس المزني والربيع، وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث، قالوا حدث، قال: بل سلوا، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها، وأملاها ثم بعد ذلك ابتدأ فحدث.
ويوسف بن سعيد هو المصيصي وحجاج هو ابن محمد المصيصي.
2: (19) حدثنا أبو الأزهر، ثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال حدثني محمد بن يوسف بن عبد الله بن أخت السائب، عن السائب، قال: «كنّا نصلي في زمن عمر رضي الله عنه رمضان ثلاث عشرة ركعة، وما كنا نخرج إلاّ في وِجاه الصُّبح كان القارئ يقرأ في كل ركعة خمسين آية ستين آية» إسناده حسن.
أبو الأزهر هو أحمد بن الأزهر قال الحافظ ابن حجر: صدوق كان يحفظ ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه. ومحمد بن إسحاق صدوق وبقية رواته ثقات.
ويعقوب بن إبراهيم هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
قال ابن إسحاق رحمه الله مختصر قيام الليل ص (200) ﭘ: ما سمعت في ذلك حديثًا هو أثبت عندي ولا أحرى بأن يكون من حديث السائب، وذلك أنَّ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من الليل ثلاث عشرة ركعة.
تنبيه: رواية مالك ومن وافقه من الحفاظ «إحدى عشرة ركعة» وهي المحفوظة فذكر ثلاث عشرة شاذ وكذلك قوله: «يقرأ في كل ركعة خمسين آية ستين آية» شاذ، فكل الروايات التي وقفت عليها عن محمد بن يوسف ويزيد بن خصيفة بلفظ المئين والله أعلم.
3: (17) حدثنا الربيع بن سليمان، ثنا ابن وهب، حدثني أسامة بن زيد، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه، قال: «جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس في قيام رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري رضي الله عنهم، كانا يقومان إحدى عشرة ركعة يقرآن في الركعة بالمئين حتى إنَّ الناس يعتمدون على العصى من طول القيام، ويتنوط بعضهم بالحبل المربوط بالسقف من طول القيام، قال السائب: وكنا نخرج إذا فرغنا ونحن ننظر إلى فروع الفجر قال: وكنَّا قبل ذلك ننصرف قبل تلك الساعة، وقال عمر رضي الله عنه: «إنَّكم تتركون خير الليل» يعني آخره. إسناده حسن.
وقوله: ويتنوط بعضهم… شاذ.
أسامة بن زيد الليثي قال الحافظ: صدوق يهم وبقية رواته ثقات.
5 – سعيد بن منصور رحمه الله الحاوي للفتاوي (1/ 349): حدثنا عبد العزيز ابن محمد، حدثني محمد بن يوسف: سمعت السائب بن يزيد رضي الله عنه يقول: «كنا نقوم في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإحدى عشرة ركعة نقرأ فيها بالمئين، ونعتمد على العصي من طول القيام، وننقلب عند بزوغ الفجر» إسناده صحيح.
عبد العزيز بن محمد الداروردي قال أحمد بن حنبل: كان معروفًا بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وفي هذه الرواية وافق الحفاظ.
ورواه ابن أبي شيبة (2/ 396) حدثنا وكيع قال حدثنا أسامة بن زيد عن محمد بن يوسف الأعرج عن السائب قال: قال عمر رضي الله عنه: «إنَّكم تدعون أفضل الليل آخره» وإسناده حسن.
6 – عبد الرزاق (7730) عن داود بن قيس، وغيره، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه «أنَّ عمر جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب، وعلى تميم الداري رضي الله عنهم على إحدى وعشرين ركعة يقرءون بالمئين وينصرفون عند فروع الفجر» رواته ثقات لكنَّ قوله: «إحدى وعشرين ركعة» شاذ.
داود بن قيس الفراء القرشي ثقة. والمحفوظ من رواية محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد رضي الله عنه إحدى عشرة ركعة فالخطأ هل هو من عبد الرزاق أو من شيخه داود بن قيس الذي يظهر لي أنَّه من داود بن قيس والله أعلم.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (3/ 527) قول غير مالك في هذا الأثر إحدى وعشرين كما في رواية عبد الرزاق وهم، فإنَّه قد انفرد هو بإخراج هذا الأثر بهذا اللفظ، ولم يخرجه به أحد غيره فيما أعلم. وعبد الرزاق وإن كان ثقة حافظًا لكَّنه قد عمي في آخر عمره فتغير كما صرح به الحافظ في التقريب ونحوه للألباني في صلاة التراويح ص: (48).
ورواه الفريابي في الصيام (175) حدثنا قتيبة، حدثنا وكيع، عن داود ابن قيس، عن محمد بن يوسف الأعرج، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «كنا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفعله، ﭘ يعني نربط الحبال في شهر رمضان بين السواري، ثم نتعلق بها ﭘ حتى نرى فروع الفجر» وذكرُ ربطِ الحبال شاذ فهذا يقوى أنَّ الخطأ من داود بن قيس وليس من عبد الرزاق والله أعلم.
تنبيه: تصحيح وتحسين أسانيد الروايات السابقة لا يلزم منه صحة كل ما ورد فيها ففي بعضها زيادات شاذة وتأتي مناقشة ذلك في مواضعها إن شاء الله.
[2] رواه الفريابي في الصيام (176) حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا يزيد بن هارون، ورواه ابن الجعد (2825) قالا أنا ابن أبي ذئب عن يزيد بن خُصَيْفَة عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: فذكره وإسناده صحيح.
يزيد بن عبد الله بن خصيفة الكندي قال الأثرم عن أحمد وأبو حاتم والنسائي ثقة وقال الآجُري عن أبي داود قال أحمد منكر الحديث وقال ابن أبي مريم عن ابن معين ثقة حجة وقال ابن سعد كان عابدًا ناسكًا كثير الحديث ثبتًا وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ ابن حجر: زعم ابن عبد البر أنَّه ابن أخي السائب بن يزيد وكان ثقة مأمونًا. فهو ثقة لا سيما أنَّه لم ينفرد بذكر العشرين ركعة فقد تابعه غيره عن أبي بن كعب رضي الله عنه موصلًا ومرسلًا.
وليس قول الإمام أحمد منكر الحديث أولى من قوله ثقة لا سيما وقد وافق الأئمة في توثيقه وقال ابن معين ثقة حجة فترجح رواية التوثيق أو يقال تعارضت الروايتان عن أحمد فتساقطتا والله أعلم. وبقية رواته ثقات.
وصحح إسناده النووي في الخلاصة (1961) وابن الملقن في البدر المنير (4/ 350) وابن العراقي في طرح التثريب (3/ 97) والعيني في البناية شرح الهداية (2/ 660) وقال الشيخ عبد الله الدويش في تنبيه القارئ لتقوية ما ضعفه الألباني ص: (42) هذا الإسناد رجاله ثقات.
وقال ابن القطان في الإقناع في مسائل الإجماع (1/ 174) عشرون ركعة هو الصحيح عن أبي رضي الله عنه وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (23/ 112): ثبت أنَّ أبي بن كعب رضي الله عنه كان يقوم بالناس عشرين ركعة في قيام رمضان ويوتر بثلاث.
ورواه البيهقي (2/ 496) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الدينوري بالدامغان حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا على بن الجعد أخبرنا ابن أبى ذئب عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال: «كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة ﭘ قال ﭘ وكانوا يقرءون بالمئين، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام».
شيخ البيهقي ابن فنجويه وثقه ابن نقطة وعبد الغافر الفارسي والذهبي لكن قال الذهبي: قال شيرويه في تاريخه: كان ثقة صدوقًا، كثير الرواية للمناكير، وأحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ صاحب عمل اليوم والليلة. وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي الحافظ صاحب المسند ثقة. وبقية رواته ثقات.
تنبيه: قوله: «وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام» ليس محفوظًا إنَّما هو زمن عمر رضي الله عنه ولعله من شيخ البيهقي والله أعلم.
ورواه البيهقي في السنن الصغير (821) أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، نا محمد بن عبدالوهاب، أنا خالد بن مخلد، نا محمد بن جعفر، حدثني يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه، قال: «كنا نقوم في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشرين ركعة والوتر» إسناده حسن.
أبو عثمان البصري ترجم له الذهبي في السير فقال: الإمام القدوة الزاهد الصالح، أبو عثمان عمرو بن عبد الله بن درهم النيسابوري المطوعي الغازي، المعروف بالبصري ولم يذكر فيه تعديلًا.
وأبو طاهر محمد بن محمد بن مَحمِش الفقيه الزيادي ومحمد بن عبد الوهاب هو أبو أحمد الفراء ترجم له الخليلي في الإرشاد وقال ثقة، متفق عليه، وبقية رواته ثقات ويشهد له ما قبله.
ورواه عبد الرزاق (7727) عن ابن جريج قال: أخبرني عمران بن موسى أنَّ يزيد بن خصيفة أخبرهم عن السائب بن يزيد، عن عمر رضي الله عنه قال: «جمع الناس على أبي بن كعب، وتميم الداري ﭭ فكان أبي يوتر بثلاث ركعات»؛ إسناده حسن.
عمران بن موسى الأموي ذكره ابن حبان في ثقاته وقال الحافظ ابن حجر مقبول ويشهد للوتر بثلاث مرسل يزيد بن رومان.
وتقدم قول شيخ الإسلام ابن تيمية: ثبت أنَّ أبي بن كعب رضي الله عنه كان يقوم بالناس عشرين ركعة في قيام رمضان ويوتر بثلاث.
[3] رواه أحمد بن منيع [المختارة (1161) وإتحاف الخيرة المهرة (2/ 384)] أنا الحسن بن موسى نا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنَّ عمر ﭭ فذكره وإسناده حسن.
في إسناده أبو جعفر الرازي ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب فقال: يقال اسمه عيسى بن أبي عيسى ماهان وقيل عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس بقوي في الحديث وقال حنبل عن أحمد صالح الحديث وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين كان ثقة وقال ابن أبي مريم عن ابن معين يكتب حديثه ولكنَّه يخطئ وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين صالح وقال الدوري عن ابن معين ثقة وهو يغلط فيما يروي عن مغيرة وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه هو نحو موسى بن عبيدة وهو يخلط فيما روى عن مغيرة ونحوه وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن المديني كان عندنا ثقة وقال ابن عمار الموصلي ثقة وقال عمرو بن علي فيه ضعف وهو من أهل الصدق سيئ الحفظ وقال أبو زرعة شيخ يهم كثيرًا وقال أبو حاتم ثقة صدوق صالح الحديث وقال زكريا الساجي صدوق ليس بمتقن وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن خراش صدوق سيء الحفظ وقال ابن عدي له أحاديث صالحة وقد روى عنه الناس وأحاديثه عامتها مستقيمة وأرجو أنَّه لا بأس به وقال ابن سعد كان ثقة قلت وقال ابن حبان كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير لا يعجبني الاحتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات وقال العجلي ليس بالقوي وقال الحاكم ثقة وقال ابن عبد البر هو عندهم ثقة عالم بتفسير القرآن.
فأبو جعفر الرازي فيه ضعف من قبل حفظه فكما قال ابن حبان يقبل حديثه إذا وافق الثقات ولم يتفرد به فوافقه يزيد بن خصيفه وغيره وبقية رواته ثقات فالأثر لا ينزل عن رتبة الحسن لذاته والله أعلم، وذكرُ الضياءِ المقدسي له في المختارة تصحيحٌ له.
وأبو العالية هو رفيع بن مهران الرِياحي.
[4] رواه عبد الرزاق (7733) عن الأسلمي، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: فذكره وإسناده ضعيف.
الحارث بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في ثقاته ووثقه الذهبي وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، والأسلمي هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ضعفه شديد، كذبه يحيى بن سعيد القطان، وابن معين وغيرهما.
[5] رواه الشجري في أماليه (1589) أخبرنا ابن قاذويه، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا علي بن رستم، قال: حدثنا لوين، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن كثير، عن الحسن، أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكره: مرسل رواته محتج بهم.
ابن قاذويه ترجم له السمعاني في الأنساب فقال أبو القاسم عبد العزيز ابن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد ابن فاذويه الأصبهاني الفاذويى، شيخ صالح، صدوق ثقة، سمع أبا الشيخ عبد الله بن محمد ابن جعفر الأصبهاني، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وأبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي سعد البغدادي، وقال النخشي: هو شيخ ثقة متقن، يروى عن أهل السنة. وعبد الله هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني صاحب المصنفات وكثير بن شنظير قال أحمد وابن معين صالح وقال أبو زرعة لين وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن عدي ليس في حديثه شيء من المنكر أرجو أن تكون أحاديثه مستقيمة له في البخاري حديثان فقط أخرج مسلم أحدهما وقال ابن سعد ثقة إن شاء الله وقال الساجي صدوق وفيه بعض الضعف ليس بذاك ويحتمل لصدقه وقال البزار ليس به بأس وتوسط فيه ابن حجر فقال صدوق يخطئ ولم يتفرد به فأصل الأثر محفوظ وهو جمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه وبعض التفاصيل تفرد بها فهي شاذة.
ولوين هو محمد بن سليمان الأسدي المصيصي وبقية رواته ثقات ورواية الحسن عن عمر وأبي بن كعب ﭭ مرسلة.
ورواه عبد الرزاق (7725) عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: «كان أبي ابن كعب رضي الله عنه يوتر بثلاث لا يسلم إلا في الثالثة، وترًا مثل المغرب»؛ مرسل رواته ثقات.
ومرسل الحسن في بعض ألفاظه مخالفة ومن ذلك صلاتهم ثمانية عشرة ركعة من غير الوتر فالظاهر أنَّها ليست محفوظة والله أعلم.
[6] رواه ابن أبي شيبة (2/ 393) حدثنا وكيع، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، أَنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكره مرسل رواته ثقات.
يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري من صغار التابعين وروايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة.
[7] رواه ابن أبي شيبة (2/ 393) حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن حسن، عن عبد العزيز بن رفيع، قال: فذكره مرسل رواته ثقات
وفاة أبي بن كعب رضي الله عنه متقدمة وعبد العزيز بن رفيع من صغار التابعين فروايته عنه مرسلة، والله أعلم، والحسن هو ابن صالح.
[8] رواه مالك (1/ 115) عن يزيد بن رُومَان أنَّه قال: فذكره مرسل رواته ثقات.
يزيد بن رومان من صغار التابعين فروايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة.
[9] انظر: فتح الباري (4/ 253).
[10] انظر: سنن البيهقي (2/ 496) ونخب الأفكار (5/ 104) والحوادث والبدع ص: (56) ومجموع الفتاوى (23/ 120) والتوضيح لشرح الجامع الصحيح (13/ 558) وفتح الباري (4/ 253) وإعلاء السنن (7/ 89) ومعارف السنن شرح سنن الترمذي (5/ 550).
[11] انظر: تحفة الأحوذي (3/ 531).
[12] انظر: إعلاء السنن (7/ 89).
[13] انظر: أوجز المسالك إلى موطأ مالك (2/ 201).
[14] إمامة أبي بن كعب رضي الله عنه في قيام رمضان وقنوته جاء من مرسل الحسن البصري ومرسل ابن سيرين ومن حديث أنس رضي الله عنه.
أولًا: رواية الحسن البصري: رواه عنه: 1: يونس بن عبيد. 2: قتادة. 3: عمرو بن عبيد.
1 – رواية يونس بن عبيد: رواه أبو داود (1429) وابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (48) قالا حدثنا شجاع بن مخلد، قال: ثنا هشيم، قال: أنا يونس بن عبيد، عن الحسن البصري فذكره مرسل رواته ثقات.
2 – رواية قتادة: رواه ابن أبي شيبة (2/ 305) حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن؛ «أنَّ أبيًّا رضي الله عنه أم الناس في خلافة عمر رضي الله عنه، فصلى بهم النصف من رمضان لا يقنت، فلما مضى النصف قنت بعد الركوع، فلما دخلت العشر أبق وخلا عنهم، فصلى بهم العشر معاذ القارئ في خلافة عمر رضي الله عنه » مرسل رواته ثقات وفيه عنعنة قتادة.
ومحمد بن بشر هو ابن الفرافصة، وسعيد هو ابن أبي عروبة.
3 – رواية عمرو بن عبيد: رواه ابن أبي شيبة (2/ 305) حدثنا سهل بن يوسف، عن عمرو، عن الحسن «أنَّ عمر رضي الله عنه حيث أمر أبيًا رضي الله عنه أن يصلي بالناس في رمضان، وأمره أن يقنت بهم في النصف الباقي ليلة ست عشرة» مرسل إسناده ضعيف.
عمرو هو ابن عبيد المعتزلي ضعفه شديد قال عمرو بن علي وأبو حاتم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال أحمد ليس بأهل أن يحدث عنه وقال ابن معين ليس بشيء وقال يونس بن عبيد يكذب في الحديث.
والحسن البصري ليس له رواية عن عمر رضي الله عنه فاستشهد عمر رضي الله عنه وهو صغير.
قال ابن التركماني في الجوهر النقي (2/ 498) أثر أبي رضي الله عنه في سنده مجهول والحسن لم يدرك عمر رضي الله عنه لأنَّه ولد لسنتين بقيتا من خلافته.
ثانيًا: رواية محمد بن سيرين: رواه:
1- مرسلًا عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
2- عن مبهم.
1- رواه عبد الرزاق (7724) عن معمر، عن أيوب عن ابن سيرين قال: «كان أبي رضي الله عنه يقوم للناس على عهد عمر رضي الله عنه في رمضان، فإذا كان النصف جهر بالقنوت بعد الركعة، فإذا تمت عشرون ليلة انصرف إلى أهله، وقام للناس أبو حليمة معاذ القارئ رضي الله عنه وجهر بالقنوت في العشر الأواخر حتى كانوا مما يسمعونه يقول: اللهم قحط المطر، فيقولون: آمين، فيقول: ما أسرع ما تقولون آمين، دعوني حتى أدعو» مرسل رواته ثقات.
وفي مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ص: (99) زاد ابن عون قلت لمحمد: ثم يدعو بعد هذا بشيء؟ قال: أراه كانوا يدعون، لأنَّي أنبئت أنَّ معاذًا أبا حليمة رضي الله عنه، قال في دعائه: «اللهم قحط المطر» فقالوا: «آمين».
2- رواه أبو داود (1428) حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا محمد ابن بكر، أخبرنا هشام، عن محمد، عن بعض أصحابه، «أنَّ أبي بن كعب رضي الله عنه أمهم؛ يعني في رمضان، وكان يقنت في النصف الآخر من رمضان» وإسناده ضعيف.
وأشار إلى ضعفه أبو داود بقوله: ويروى أنَّ أبيًّا رضي الله عنه، كان يقنت في النصف من شهر رمضان.
والظاهر أنَّ محمد بن سيرين لم يسمع من أبي بن كعب رضي الله عنه فولادته لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه واختلف في وفاة أبي رضي الله عنه هل هي في خلافة عمر أو عثمان رضي الله عنهما، والله أعلم.
فمرسل الحسن ومرسل ابن سيرين يقوي بعضهما بعضًا فأصل الأثر ثابت لا سيما أنَّ هذا الأمر مشتهر تكاد شهرته تغني عن إسناده والله أعلم.
وتقدم قول ابن عيينة: ثبت ذلك عندنا. وقال ابن خزيمة في صحيحه (2/ 154) أعلى خبر يحفظ في القنوت في الوتر عن أبي بن كعب في عهد عمر ابن الخطاب ﭭ موقوفًا، أنَّهم كانوا يقنتون بعد النصف.
ثالثًا: حديث أنس رضي الله عنه: روى الفاكهي في أخبار مكة (1345) حدثنا محمد ابن يحيى قال: ثنا سفيان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما دخلت العشر قنت إمامنا أبي بن كعب رضي الله عنه، وكان يصلي بالرجال».
ولا أعلم إلا أنَّ في حديث أبان عن أنس رضي الله عنه أنَّ أبيًّا رضي الله عنه لم يقنت حتى مضى النصف الأول من شهر رمضان[قال أبو عبد الرحمن فيه إشارة إلى نكارة هذه اللفظة]، قال سفيان: قد ثبت ذلك عندنا قال ابن أبي عمر: وكذلك كان العمل بمكة وإسناده ضعيف.
أبان بن أبي عياش متروك، ومحمد بن يحيى هو العدني وسفيان هو ابن عيينة.
«أبق أبي» قال الطيبي في شرح المشكاة (3/ 161) إظهار كراهة منهم لتخلفه، فشبهوه بالعبد الآبق، كما في قوله تعالي: ﴿ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ [الصافات: 140] [الصافات: ١٤٠]، سُمي هرب يونس عليه السلام من قومه بغير إذن ربه إباقًا علي طريقة المجاز، ولعل تخلف أبي رضي الله عنه كان تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث صلاها بالقوم، ثم تخلف عنهم.
[15] تحفة الأحوذي (3/ 527).
[16] صلاة التراويح (45، 48).
[17] ما بين الأقواس للألباني.
[18] انظر: صلاة التراويح للألباني ص: (49 ﭘ 52).
[19] تنبيه القارئ لتقوية ما ضعفه الألباني ص: (42).
[20] انظر: أوجز المسالك إلى موطأ مالك (2/ 303).
[21] الاستذكار (2/ 69).
[22] التمهيد (8/ 114).
[23] انظر: إعلاء السنن (7/ 89) وأوجز المسالك إلى موطأ مالك (2/ 201).
[24] انظر: إعلاء السنن (7/ 88).
[25] انظر: أوجز المسالك إلى موطأ مالك (2/ 303).
[26] انظر: الفروع (1/ 546).