غيض من فيض وقليل من كثير ونقطة من بحر عداوة الكفار للمسلمين


غيض من فيض وقليل من كثير ونقطة من بحر عداوة الكفار للمسلمين

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].

 

تأمل قول الله تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾؛ لتعلم ما للمؤمنين عند أعداء الله تعالى! يخبرنا الله تعالى وهو علام الغيوب، الذي يعلم السر وأخفى، أن الكفار يودون من قرارة نفوسهم، لو كفر المسلمون بربهم، وسلكوا سبيلهم؛ حتى لا يكونوا مثلهم في الضلال، ولا يكون لهم عليهم فضل؛ كما قيل: (ودت الزانية لو زنت النساء)، وهذا المذكور هنا غيض من فيض، وقليل من كثير، ونقطة من بحر تلك العداوة والبغضاء التي عند الكفار للمسلمين، ومن ذلك أنهم لا يريدون للمسلمين من الخير قليلًا ولا كثيرًا؛ قال تعالى: ﴿ ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 105].

 

ومن ذلك حرصُهم الشديد على اضطراب أمور المسلمين، وافتعال ما يشق عليهم؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ ﴾ [آل عمران: 118].

 

ومن ذلك إعلان البغض للإسلام والمسلمين والتصريح بالإساءة لهم ولدينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم؛ ﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾ [آل عمران: 118].

 

ومن ذلك حرصهم الشديد على صَدِّ الناس عن دين الإسلام وإلصاق كل نقيصة به افتراءً عليه، وبذل الأموال ببذخ لتحقيق مآربهم؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 36].

 

ومن ذلك تحيُّن الفرصِ واهتبال الغفلة للانقضاض على المسلمين؛ لاستئصال شأفتهم، وإبادة خضرائهم؛ قال تعالى: ﴿ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ﴾ [النساء: 102].

 

ومن ذلك التفنن في بذل المغريات لصرف المسلمين عن دين؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ﴾ [العنكبوت: 12].

 





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
مكتبه السلطان – كتب صوتية مسموعة |رواية ثلاثية غرناطة|الجزء الأول|
معاناة اللاجئ الفلسطيني