فضل الدعاء وشروط قبوله وآدابه وأوقات الإجابة


فضل الدعاء وشروط قبوله وآدابه وأوقات الإجابة

 

أَوَّلًا: فَضْلُ الدُّعَاءِ[*]:

1- الدُّعَاءُ عِبَادَةٌ نَتَقَرَّبُ بِهَا إلى الله:

رَوَىَ التِّرْمِذِيُّ ـ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ ـ عَنِ النُّعْمَانِ بِنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ »، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60][1].

 

فَفِي هَذَا الحَدِيثِ يُبَيِّنُ لنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنَ َّالدُّعَاءَ مِنْ أَفْضَلِ العِبَادَاتِ فَقَالَ: « الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ » أَيْ رَأْسُ العِبَادَاتِ، أَوْ لُبُّهَا، أو أَفْضَلُها [2].

 

فَيَنْبَغِي للمُسْلمِ أَنْ لَا يَغْفَلَ عَنْ هَذِهِ العِبَادَةِ العَظِيمَةِ الجليلَةِ.

 

2- الدُّعَاءُ يَرُدُّ عَنْكَ الَمصَائِبَ قَبْلَ وُقُوعِها:

فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ » [3].

 

فَقَدْ يَدْعُو الشَّابُّ أَنْ يَنْجَحَ هذا العَامَ، فَلَمْ يَسْتَجِبِ اللهُ لَهُ، فَيَظُنُّ أَنَّ دُعَاءَهُ ذَهَبَ سُدًى، ولَكِنَّ اللهَ قَدْ يَدْفَعُ عَنْهُ مُصِيبَةً أَوْ حَادِثًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ بِسَبَبِ الدُّعَاءِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو، لَيْسِ بِإِثْمٍ، ولَا بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَها لَهُ في الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَها »، قَالَ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: « اللهُ أَكْثَرُ » [4].

 

3- الدُّعَاءُ يَجْعَلُكَ عِنْدَ الله كَرِيمًا:

لأَنَّ الدُّعَاءَ كَرِيمٌ على الله، فَمَنْ دَاوَمَ عَلَيْهِ كَانَ عِنْدَ الله كَرِيمًا.

 

فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَصَحَّحهُ الحَاكِمُ والذَّهَبِيُّ عَنْ أَبِي هرُيرةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا: « لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى الله مِنَ الدُّعَاءِ »[5].

 

4- الدُّعَاءُ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ الَمغْفِرَةِ:

فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَذَكَرَهُ الألبانيُّ في الصحيحةِ وحَسَّنَهُ بِشَوَاهِدِهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا بنَ آدمَ، إنكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا أُبَالِي، يَا بنَ آدمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا بنَ آدمَ، إِنَّكَ لَوُ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً » [6].

 

ثانيًا: شُرُوطُ قَبُولِ الدُّعَاءِ:

1- الإِخْلَاصُ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14].

 

وَالإِخْلَاصُ: هُوَ صِدْقُ النيةِ فِي التَّوَجُّه إلى الله وَحْدَهُ، مَعَ اليقينِ بِأَنَّ اللهَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

 

2- اسْتِحْضَارُ القَلْبِ أَثْنَاءَ الدُّعَاءِ:

رَوَى التِّرمِذِيُّ وحَسَّنَه الأَلْبانيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ادْعُوا اللَه وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ »[7].

 

3- أَكْلُ الحَلَالِ:

إِنَّ أكْلَ الحَرَامِ قَدْ يَمْنَعُ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الُمؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الُمرْسَلِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51].

 

وَقَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يَطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيهِ إلى السَّمَاءِ: يَا رَبُّ يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّي بِالَحَرامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ »[8].

 

4- أَلَا يَدْعُوَ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ:

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « يُسْتَجَابُ للعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ »، قِيلَ يَا رَسُولَ الله: مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: « يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يُسْتَجَبْ لِي، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَسْتَحْسِرُ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ »[9].

 

الإِثْمُ: الذَّنْبُ، كَأَنْ يَدْعُو اللَه أَنْ يُمَكِّنَهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ: كَسَرِقَةٍ وَزِنَا وَنَحْوِهِمَا، قَطِيعَةُ الرَّحِمِ: الدُّعَاءُ عَلَى أَقَارِبَهِ وَأَرْحَامِهِ.

 

5- عَدَمُ الاعْتِدَاءِ في الدُّعَاءِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55].

 

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ مَا مُلَخَّصُهُ:

« الاعْتِدَاءُ في الدُّعَاءِ تَارَةً يَكُونُ بِسُؤَالِ مُحَرَّمٍ، وتَارَةً يَكُونُ بِأَنْ يَسْأَلَ اللهَ مَا يُنَافِي حِكْمَتَه ؛ كَأَنْ يَسْأَلُهُ أَنْ يُخَلِّدَه إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، أَوْ أَنْ يَعِيشَ بِلَا طَعَامٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ » اهـ.

 

قُلْتُ: وَيَدْخُلُ فِيهِ الاشْتِرَاطُ والتَّحْدِيدُ في الدُّعَاءِ.

 

أَمْثِلَةٌ للاعْتِدَاءِ في الدُّعَاءِ:

رَوى أَحْمَدُ ـ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحِ الجَامِعِ ـ عنْ سعدِ بنِ أبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابنًا لهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وأَسْأَلُك مِنْ نَعِيمِهَا وَبَهْجَتِهَا، وَمِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا، وَمِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَسَلَاسِلِهَا، وَأَغْلَالِها، وَمِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا…

 

فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ خَيْرًا كَثِيرًا، وَتَعَوَّذْتَ بالله مِنْ شَرٍّ كَثِيرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « سَيَكُونُ قَومٌ يَعْتَدُونَ في الدُّعَاءِ » وَقَرَأَ هَذِهِ الآية: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55].

 

وَإِنَّ حَسْبَكَ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ ومَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ»[10].

 

وَرَوَى أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَالذَّهَبِيُّ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابنَه يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْاَلُكَ القَصْرَ الأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُها.

 

فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، سَلِ اللهَ الجَنَّةَ، وعُذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « يَكُونُ قَوُمٌ يَعْتَدُونَ في الدُّعَاءِ والطُّهُورِ »[11].

 

6- الأَمْرُ بالمعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ الُمنْكَرِ:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ وَوَافَقَهُ الألبانيُّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمرُنَّ بِالمعْرُوفِ ولتَنْهَوُنَّ عَنِ الُمنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّه فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُم »[12].

 

7- عَدَمُ اسْتِبْطَاءِ الإجَابَةِ:

رَوَى البُخَاريُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يُعَجِّلْ، يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي »[13].

 

ثالثًا: آدَابُ الدُّعَاءِ:

1- الوُضُوء:

رَوَى البخاريُّ في المغَازِي في بَابِ غَزْوَةِ أَوْطَاسٍ عن أبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عليهم أبَا عَامِرٍ الأَشْعَرِيَّ، فَأُصِيبَ بِسَهْمٍ في رُكْبَتِهِ فَنَزَعَهُ أَبُو مُوسَى.

 

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ: بَلِّغْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ، وقُلْ لَهُ يَسْتَغْفِرُ لي، ثُمَّ مَاتَ، فَرَجَعَ أَبُو مُوسَى فَبَلَّغَ رَسُولَ الله، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ فَقَالَ: « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبيدِ أبِي عَامِرٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ منِ خَلْقِكَ مِنْ النَّاسِ »، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: ولِي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ: « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعبدِ الله بنِ قَيْسٍ ذَنْبَه وأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا »[14].

 

2- اسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ:

ثَبُتَ في الصحيحين عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَّما أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ اسْتَقْبَلَ الكَعْبَةَ فَدَعَا.

 

وفي الصَّحِيحَيْنِ أيضًا في الاسْتِسْقَاءِ لمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ.

 

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ لَّما أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى الُمشْرِكِينَ في غَزْوَةِ بَدْرٍ اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ يَهْتِفُ بِرَبِّه [15].

 

3- التَّضَرُّعُ وَخَفْضُ الصَّوْتِ:

قَالَ تَعَالَى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55].

 

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: « السِّرُّ ».

 

قَالَ سَعيدُ بنُ جبيرٍ: « ﴿ تَضَرُّعًا﴾ مُسْتَكِينًا، ﴿ وَخُفْيَةً﴾ في خَفْضٍ وسُكُونٍ».

 

قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: « كَانَ الُمسْلِمُونَ يَجْتَهِدُونَ في الدُّعَاءِ وَمَا يُسْمَعُ لَهُمْ صَوْتٌ، إِنْ كَانَ إِلَّا هَمْسًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهم ».

 

وفي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: رَفَعَ النَّاسُ أَصْوَاتِهِمْ بالدُّعَاءِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: « أَيُّهَا النَّاسُ، أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّ الذِي تَدْعُونَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ »[16].

 

4- رَفْعُ اليَدَينِ أَثْنَاءَ الدُّعَاءِ:

أَحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَالذَّهَبِيُّ عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إِنَّ رَبَّكم حَيِيٌّ كَرِيمٌّ، يَسْتَحْيِي أَنْ يَبْسُطَ العَبْدُ يَدَيه إِلَيْه فَيَرُدَّهُما صِفْرًا »، أَوْ قَالَ: « خَائِبَتَينِ »[17].

 

وَيَجُوزُ رَفْعُ السَّبَّاحَةُ أَثْنَاءَ الدُّعَاءِ:

لِمَا رَوَاهُ التِّرمذيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ الله عَلَى إِنْسَانٍ يَدْعُو بِإِصْبَعَيْه السَّبَّابتينِ، فَقَالَ: «أحِّد، أحِّد»[18].

 

وَفي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عُمَارَةَ بنِ رُويْبَةَ أَنَّهُ لَّما رَأَى بِشْرَ بنَ مَرْوانَ عَلَى الِمنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ اليَدَيْنِ، لَقْدَ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشاَرَ بِإِصْبَعِهِ المُسَبِّحَةِ [19].

 

هَيْئَاتُ رَفْعِ اليَدَينِ في الدُّعَاءِ:

1- الهَيْئَةُ الأُولَى: رَفْعُ السَّبَّاحَةِ إلَى السَّمَاءِ كَمَا مَرَّ مَعَنَا.

 

2- الهَيْئَةُ الثَّانِيَةُ: رَفْعُ اليَدِينِ وَجَعْلُ ظُهُورِهِمِا إلى القِبْلَةِ وَبِطُونِهما مِمَّا يَلِي وَجْهَه، فَقَدْ رَوَى أبو داودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلى بَنِي آبي اللحمِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ قَائِمًا يَدْعُو يَسْتَسْقِي رَافِعًا يَدَيه قِبَلَ وَجْهِهِ لَا يُجَاوِزُ بهما رَأْسَهُ [20].

 

3- الهَيْئَةُ الثَّالِثَةُ: الُمبَالَغَةُ في مَدِّ اليَدَيْنِ وَجَعْلُ ظِهُورِهما إلَى السَّمَاءِ.

 

فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ (896) عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبيَّ اسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهرِ كفَّيه إلى السماءِ.

 

وَعِنْدَ أَبِي دَاودَ (1171): مَدَّ يَدَيْهِ وَجَعَلَ بُطُونَهما مِمَّا يلِي الأَرْضَ.

 

وَيَنْبَغِي للمُسْلِمِ أَنْ لَا يُبَالِغُ في مَدِّ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ إِلَّا في الاسْتِسْقَاءِ لَما رواهُ البُخَارِيُّ وَمسلمٌ عنْ أنسٍ قَالَ: « كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ في شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا في الاسْتِسْقَاءِ، وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيه »[21].

 

5- أَنْ يَبْدَأَ بِحَمْدِ الله وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ والصَّلاةِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّى، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو َبكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى الله تَعَالَى ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفسِي، فَقَالَ النَّبيُّ: «سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهُ»[22].

 

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ ـ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ ـ عَنْ فَضَالَة بنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ الله رَجُلًا يَدْعُو في صَلَاتِهِ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيُ، فَقَالَ: «عَجَّلَ هَذَا، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النّبيِّ، ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ»[23].

 

6- يَعْزِمُ المَسْأَلَةَ وَلَا يَسْتَثْنِ:

فَفِي الصَّحِيحَينِ عَنْ أِبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: « لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ليَعْزِمَ الدُّعَاءَ ؛ فَإِنَّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ، لَا مُكْرِهَ لهُ » [24].

 

7- تَكْرَارُ الدَّعْوَةِ ثَلَاثًا:

مُسْلِمٍ عَنِ ابنِ مَسْعَودٍ قَالَ: وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا..[25].

 

وَعِنْدَ أِبِي دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ « أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثلاثًا وَيَسْتَغْفِرَ ثلاثًا »[26].

 

رابعًا: أَوْقَاتُ إجَابَةِ الدُّعَاءِ:

1- جَوْفُ الليلِ:

مُسْلمٌ عَنْ جَابرٍ مَرْفُوعًا: « إِنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُها رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أمرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ »[27].

 

وَحُدِّدَتْ هَذِهِ السَّاعَةُ:

فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: « يَنْزِلُ رَبُّنا تَبَارَكَ وَتَعَالَى في كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ… يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتِجيبُ له، مَنْ يَسْأَلُنِي فأُعْطِيه، مِنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ »[28].

 

2- سَاعَةُ الجُمُعَةِ:

ففي الصحيحينِ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: « إِنَّ في الجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وهوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْألُ اللهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقلِّلها »، وعِنْدَ مُسْلِمِ: « وهيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ » [29].

 

تَحْدِيدُ هذه السَّاعَةِ:

وَعِنْدَ أَبِي دَاودَ والحاكِمِ وَصَحَّحَهُ ووافقَهُ الذهبيُّ عنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: « يَوْمُ الجُمُعَةِ اثنتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، مِنْهَا سَاعَةٌ لا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فيهَا شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَالتَمِسُوها آخِرَ سَاعٍة بَعْدَ العَصْرِ » [30].

 

3- دَعْوَةُ الصَّائِمِ وَالُمسَافِرِ:

البَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا: « ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ المظْلُومِ، ودَعْوةُ المسَافِرِ »[31].

 

4- بَيْنَ الأَذَانِ والإِقَامَةِ:

فَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ صَحيحٍ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: « الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ » [32].

 

وَعِنْدَ أَبِي يَعْلَى: « الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مُسْتَجَابٌ فادْعُوا » [33].

 

5- حَالُ السُّجُودِ:

وفي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُريرةَ: « أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّه وهُوَ ساجدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ » [34].

 

6- الدُّعَاءُ في مَجَالِسِ الذِّكْرِ:

رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عن أبي هُرَيْرَةَ، عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إِنَّ لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهم وَحَفَّ بَعْضُهمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهم حَتَّى يَمْلَئُوا ما بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعَدُوا إلى السَّمَاءِ ».

 

قَالَ: « فَيَسْأَلُهم الله تعالىـ وهو أَعْلَمَ بهم ـ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لكَ في الأرضِ، يُسبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونكَ ويَحْمَدُونك ويَسْأَلُونك، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُوني؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَك، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَك، قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: ويَسْتَغْفِرُونَكَ »، قَالَ: « فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لهم، فَأَعْطَيْتُهم ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهم مما اسْتَجَارُوا، قَالَ: « فَيَقُولُونَ: رَبِّ فيهم فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ معهم، قَالَ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ القَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهم » [35].

 

7- الدُّعَاءُ عِنْدَ التَّعَرِّي مِنَ النَّوْمِ:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الُملْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لله، سُبْحَانَ الله، وَلَا إِلَه إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُه » [36].

 

8- عِنْدَ سَمَاعِ صِيَاحِ الدِّيكِ:

رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أِبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللِه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « إِذَا سَمِعْتُم أَصْوَاتَ الدِّيَكَةِ فَسَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بِالله مِنَ الشِّيْطَانِ ؛ فَإِنَّها رَأَتْ شَيْطَانًا » [37].


[*] راجع: الثمار اليانعة في الخطب الجامعة، وحيد بن بالي.

[1] صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (714)، وأبو داود (1479)، والترمذي (2969-3247-3372)، والنسائي في السنن الكبرى (11464)، وابن ماجه (3828)، وأحمد في المسند (4/ 267-271-276)، وابن حبان في صحيحه (890)، والحاكم في المستدرك (1/ 491) قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3407).

[2] مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « الحج عرفة »، أخرجه أبو داود (1949)، والترمذي (890)، وابن ماجه (3015)، وأحمد (4/ 309-310)، والحميدي (899)، وابن خزيمة (2822)، والدارقطني (2/ 240)، وابن حبان (3892)، والحاكم (1/ 464) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3172).

[3] حسن: أخرجه الترمذي (2139) وقال: حسن غريب، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (7687) وفي الباب عن ثوبان أخرجه ابن ماجه (90، 4022)، وابن المبارك في الزهد (85)، وأحمد في المسند (5/ 277-280-282)، وابن أبي شيبة (7/ 158/ 1) الدعاء، والطبراني (1442)، وابن حبان في صحيحه (872)، والحاكم في المستدرك (1/ 493).

[4] صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (710)، والحاكم في المستدرك (1/ 493)، وصححه ووافقه الذهبي، وفي الباب عن عبادة بن الصامت أخرجه الترمذي (3573)، وقال: حسن صحيح، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (5637).

[5] حسن: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (712)، والترمذي (337)، وقال: حسن غريب، وابن ماجه (3829)، وأحمد في المسند (2/ 362)، ابن حبان (870) والحاكم (1/ 490)، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (5392).

[6] حسن: أخرجه الترمذي (3540) وقال: حسن غريب، وله شاهد من حديث أبي ذر أخرجه أحمد في المسند (5/ 172)، والدارمي (2788)، وحسنه الشيخ في صحيح الجامع (4338)، وفي الصحيحة (127).

[7] حسن لغيره: رواه الترمذي (3479)، والطبراني في الدعاء (62)، والحاكم (1/ 493)، وفيه صالح ابن بشير المري، كان زاهدًا واعظًا رقيقًا، لكنه ضعيف في الحديث، وللحديث شاهد من حديث ابن عمر أورده الهيثمي في المجمع (10/ 148)، وقال: رواه الطبراني وفيه بشير بن ميمون وهو مجمع على ضعفه، وله شاهد أقوى منه عن عبد الله بن عمرو، رواه أحمد (6655) بسند رجاله ثقات إلا ابن لهيعة وهو صدوق وحديثه حسن في الشواهد، فالحديث بهذين الشاهدين حسن إن شاء الله ولذلك أورده الألباني في الصحيحة (594)، وفي صحيح الترمذي.

[8] صحيح: أخرجه مسلم (1015)، والترمذي (1989)، والدارمي (2717).

[9] صحيح: أخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2715) واللفظ له، وأبو داود (1484)، والترمذي (3387)، وابن ماجه (3853)، وأحمد في المسند (2/ 487).

[10] حسن لغيره: رواه أحمد (1483)، (1584)، والطيالسي (200)، والطبراني في الدعاء (55)، وفيه مولى لسعد بن أبي وقاص وهو مجهول، ورواه أبو داود (1480) بدون ذكر مولى لسعد بن أبي وقاص، والحديث رجاله كلهم ثقات إلا مولى سعد هذا، وله شاهد من حديث عبد الله بن مغفل سيأتي بعده يحسن به، ولذلك حسنه الألباني في صحيح أبي داود.

[11] حسن: رواه أحمد (16796)، وابن ماجه (3864)، وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف لكن تابعه سعيد الجريري عند أحمد (16801) أيضًا، وصححه الحاكم (1/ 162، 540) ووافقه الذهبي، وهو كما قالا ؛ فإن سماع حماد بن سلمة من سعيد الجريري كان قديمًا قبل اختلاط الجريري.

[12] حسن: رواه أحمد (23301) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي ؛ وهو ضعيف، وله شاهد عن عائشة ل رواه أحمد (25255) وفيه مجهول، وله شاهد آخر عن أبي هريرة عند البزار (3307ـ كشف الأستار)، والخطيب في تاريخه (13/ 92) من طريقين يتقوى أحدهما بالآخر، ولذلك حَسَّنَ الترمذي (2169) حديث الباب.

[13] صحيح: أخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2735).

[14] صحيح: رواه البخاري (4323)، ومسلم (2498).

[15] صحيح: رواه مسلم في كتاب الجهاد، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر (1763).

[16] صحيح: رواه البخاري (2992)، ومسلم (2704).

[17] حسن: رواه أحمد (23714-23715) موقوفًا ومرفوعًا، وأبو داود (1488)، والترمذي (3556)، وقال: هذا حديث حسن غريب وابن ماجه (3865)، وصححه الحاكم (1/ 535)، ووافقه الذهبي.

[18] حسن: رواه الترمذي (3557) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وله شاهد صحيح عند النسائي (1273) عن سعد بن أبي وقاص ت.

[19] صحيح: رواه مسلم (874)، والترمذي (515) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

[20] حسن: رواه أبو داود (1168)، والترمذي (557) بسند حسن.

[21] صحيح: رواه البخاري (1031، 3565)، ومسلم (895).

[22] حسن: رواه الترمذي (593)، وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند (1/ 454 -445-446).

[23] صحيح: رواه الترمذي (3477) بسند حسن..

وله شواهد يصح بها، منها الحديث السابق وابن حبان في صحيحه (1970)، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

[24] صحيح: رواه البخاري (6339)، ومسلم (2679)، واللفظ له.

[25] صحيح: رواه مسلم (1794).

[26] صحيح: رواه أبو داود (1524)، وأحمد (3744) بسند صحيح.

[27] صحيح: رواه مسلم (757).

[28] صحيح: رواه البخاري (1145)، ومسلم (758).

[29] صحيح: رواه البخاري (935)، ومسلم (852).

[30] حسن: رواه أبو داود (1048)، والحاكم (1/ 279) وصححه ووافقه الذهبي، وإسناده جيد، ورجاله ثقات.

[31] حسن: رواه البيهقي في الشعب (3/ 345)، والضياء في المختارة (1/ 108)، وصححه الألباني في الصحيحة (1797).

[32] صحيح: رواه أحمد (12584)، وابن خزيمة (425-427)، وغيرهما بسند صحيح رجاله ثقات.

[33] حسن: رواه أبو يعلى (4147) وفيه زيد العمي وهو ضعيف لكنه يتقوى بالطريق السابقة، ولذلك حسنه الألباني في صحيح الجامع (3406).

[34] صحيح: رواه مسلم (482)، وأبو داود (875)، والنسائي (1136)، وأحمد في المسند (2/ 421).

[35] صحيح: رواه البخاري (6408)، ومسلم (2689) واللفظ له.

[36] صحيح: رواه البخاري (1154)، وأبو داود (5060)، والترمذي (3414)، وابن ماجه (3878).

[37] صحيح: رواه البخاري (3303)، ومسلم (2729).





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Book Review: The long walk toward 23 July 1952 revolution – Reviews – Books – Ahram Online
حكم شراء الذهب والفضة عبر البطاقة الائتمانية (PDF)