فضيلة قيام رمضان جماعة


فضيلة قيام رمضان جماعةً

اختلف أهل العلم في فضيلة قيام رمضان جماعة على قولين:

القول الأول: تضعف الجماعة كصلاة الفرض:

وهو مذهب الأحناف[1]، وقول لبعض الشافعية[2]، واختاره ابن حزم[3].

 

الدليل الأول: عن ابن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»[4].

 

وجه الاستدلال: ما صُلِي من التطوع جماعة في المسجد يضاعف على صلاة المنفرد لعموم الحديث.

 

الرد: الحديث عند أكثر أهل العلم خاص في جماعة الفريضة جمعًا بينه وبين حديث «أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»[5].

 

القول الثاني: له فضيلة قيام ليلة:

وهو مذهب الشافعية[6]والحنابلة[7]، وقال به النسائي[8] وابن خزيمة[9] وابن حبان[10] وابن رجب[11] وابن باز[12] وشيخنا محمد العثيمين[13].

 

الدليل: في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»[14].

الترجيح: الذي يترجح لي أنَّ من صلى قيام رمضان جماعة في المسجد، كُتب له قيام ليلة كاملة، والله أعلم.

 

فهذه أهم المسائل المتعلقة بصلاة القيام في رمضان زمن النبوة والخلافة الراشدة رزقنا الله الإتباع والإخلاص.


[1] قال الحموي في غمز عيون البصائر (2/ 30 – 31) قوله: من جمع بأهله لا ينال ثواب الجماعة … إلخ، يعني التي تكون في المسجد لزيادة فضيلة، وتكثير جماعة، وإظهار شعائر الإسلام، وأمَّا أصل الفضيلة وهي المضاعفة بسبع وعشرين درجة، فحاصلة بالصلاة جماعة في بيته على هيئة الجماعة الكائنة في المسجد، فالحاصل أنَّ كل ما شُرع فيه الجماعة فالمسجد فيه أفضل، لِما اشتمل عليه من شرف المكان، وإظهار الشعائر، وتكثير سواد المسلمين، وائتلاف قلوبهم … ومما يدل على أنَّ مراد المصنف [ابن نجيم] هنا بقوله: لا ينال ثواب الجماعة، عدم ثواب الجماعة الواقعة في المسجد، لا مطلق ثواب الجماعة لِما في البزازية من الثالث في التراويح، وإن صلاها بجماعة في بيته، فالصحيح أنَّه ينال إحدى الفضيلتين، فإنَّ الأداء بالجماعة في المسجد له فضيلة ليست للأداء في البيت، وكذا الحكم في المكتوبة.

وقال شيخي زاده في مجمع الأنهر (1/ 173): إن صلاها [التراويح] بالجماعة في البيت فقد حاز إحدى الفضيلتين وهي فضيلة الجماعة دون فضيلة الجماعة في المسجد.

وانظر: البحر الرائق (2/ 120) وحاشية ابن عابدين (2/ 495).

[2] انظر: بحر المذهب (2/ 231) وكفاية النبيه شرح التنبيه (3/ 333).

[3] قال ابن حزم في المحلى (3/ 38) صلاة التطوع في الجماعة أفضل منها منفردًا، وكل تطوع فهو في البيوت أفضل منه في المساجد، إلا ما صلى منه جماعة في المسجد فهو أفضل؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صَلَاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ وَسُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»، وهذا عموم لكل صلاة فرض أو تطوع.

[4] رواه البخاري (645) ومسلم (650).

[5] انظر: الاستذكار (2/ 72).

[6] الذي يغلب على ظني أنَّ الفضيلة عندهم كقيام ليلة وذلك:

1 – يستدل بعضهم بتفضيل التراويح جماعة في المسجد بحديث أبي ذر رضي الله عنه.

انظر: النجم الوهاج (2/ 301) والتمهيد (8/ 117).

2 – يأتي عن ابن خزيمة وابن حبان الشافعيين حصول قيام الليلة لمن قام مع الإمام.

3 – يحملون أحاديث تضعيف صلاة الجماعة على صلاة الفرد على الفرض في المسجد؛

انظر: العدة شرح العمدة لابن العطار (1/ 346)، وطرح التثريب (2/ 299)، وفتح الباري (2/ 134).

[7] انظر: الكافي (1/ 154) والممتع (1/ 520) وفضائل الأعمال للمقدسي ص: (17).

[8] بوب في سننه (3/ 83) – على حديث أبي ذر رضي الله عنه – باب ثواب من صلى مع الإمام حتى ينصرف.

[9] بوب في صحيحه (3/ 337) باب ذكر قيام الليل كله للمصلي مع الإمام في قيام رمضان حتى يفرغ.

[10] قال في صحيحه (6/ 288) ذكر تفضل الله تعالى بكتبه قيام الليل كله لمن صلى مع الإمام التراويح حتى ينصرف.

[11] انظر: لطائف المعارف ص (200).

[12] انظر: مجموع فتاوى ابن باز (30/ 28)، وفتاوى نور على الدرب جمع الشويعر (9/ 459).

[13] انظر: مجموع فتاوى العثيمين (14/ 211).



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
📘 قراءة كتاب علم المعلومات والاتصال أونلاين 2023
لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون