{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره…}


أكثر من 100 فائدة مستنبطة من قول الله عز وجل:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

 

الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عبده المصطفى، ونبيِّه المجتبى، صلى الله عليه وآله وسلم، أمَّا بعد:

فيقول الله عزَّ وجل: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾.

 

وفي هاتين الآيتَين الكريمتين العظيمتين- اللتين كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يسميهما الجامعة الفاذة، وانظر ما ذكرته في مقال لي بعنوان: الجامعة الفاذة- تَنبيهٌ على جملة من الفوائد والأحكام، والمسائل العظام، كما ذكَر أهلُ العلم رحمهم الله، وسأذكر منها ما يَسَّره الله عز وجل، ومنها:

1- أن اللَّه عزَّ وجل يحصي أعمال العباد.

 

2- أن اللَّه عزَّ وجل سوف يُجازي كل عامل بما عمل.

 

3- كل من يعمل مثقال ذرة فإنه سيراه، سواء من الخير، أو من الشر.

 

4- أن اللَّه عزَّ وجل يثيب على القليل بالكثير.

 

5- أن اللَّه عزَّ وجل لا يخاطب الناس إلا بما يفهمون.

 

6- أن اللَّه عزَّ وجل ذكر الذرة؛ لأنها مضرب المثل في القلة.

 

7- أن كل من عمل ولو أدنى مثقال من الذرة فإنه سوف يجده.

 

8- أن الأعمال تُوزَن يوم القيامة.

 

9- وجوب التصديق بما أخبر الله عزَّ وجل به ورسوله صلى الله عليه وآله وسلِّم من أمور الغيب، وإن كان العقل قد يحار فيه.

 

10- التحذير والتخويف من أساليب القرآن الكريم.

 

11- الحث على الأعمال الصالحة.

 

12- أن العمل لا يضيع مهما قلَّ، حتى لو كان مثقال ذرة أو أقل.

 

13- كل ما عمله العبد لا بد أن يراه ويطَّلِع عليه يوم القيامة.

 

14- الترغيب في فعل الخير ولو كان قليلًا.

 

15- الترهيب من فعل الشر ولو كان حقيرًا.

 

16- تعظم رغبة العبد في الخير، ورجاؤه في الله تعالى.

 

17- النظر إلى الأعمال وما يجزي الله عزَّ وجل بها.

 

18- المحسن يرى ما أعدَّه الله عزَّ وجل من النعيم.

 

19- المسيء يرى ما أعدَّه الله عزَّ وجل له من العذاب.

 

20- أن المعصية وإن قَلَّتْ ففيها استخفاف والكريم لا يحتمله.

 

21- أن في الطاعة تعظيمًا وإن قلَّ والكريم لا يضيِّعه.

 

22- إثبات الميزان والموازين ووجوب الإيمان بها.

 

23- أن الميزان حقيقة وليس هو العدل كما تقوله المعتزلة.

 

24- أنَّ مما يوزن في الميزان العمل ولو كان مثقال ذرة.

 

25- دقة الميزان لا يزيد ولا ينقص مثقال ذرة.

 

26- جعل الله الميزان يوم القيامة حَكَمًا بين الناس؛ إظهارًا لكمال العدل الإلهي.

 

27- أن ما يسجَّل على الإنسان أو له فإنما يُسجَّل بدقة بالغة.

 

28- أن على العبد ألا يستقل أعمال البر، ولا يستصغر أعمال الشر.

 

29- الآية عامة فيندرج تحتها كل أفعال الخير وأقواله، وكل أفعال الشر وأقواله.

 

30- كل فعل أو قول من الخير وزن ذرة وما دونها أو فوقها، يجده في صحيفته يوم القيامة.

 

31- كل فعل أو قول من الشر وزن ذرة وما دونها أو فوقها، يجده في صحيفته يوم القيامة.

 

32- لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة.

 

33- أن من أحسن فإنه إنما يحسن إلى نفسه؛ لأن نفع ذلك لنفسه خاصة، ومن أساء فإنه إنما يسيء على نفسه؛ لأن ضرر ذلك عائد إلى نفسه خاصة.

 

34- أن الطاعات عواقبها محمودة مطلقًا.

 

35- أن الذنوب عواقبها مذمومة مطلقًا.

 

36- من قيامه عزَّ وجل بالقسط وقيامه على كل نفس بما كسبت: أنه لا يظلم مثقال ذرة.

 

37- أن اللَّهَ عزَّ وجل عليم حليم، رحيم عدل، وأن أفعاله جارية على قانون العدل والإحسان، وأن كل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل.

 

38- يرى ما عمل، إنما يرى جزاء مَا عَمِلَ.

 

39- تقرير عقيدة البعث والجزاء.

 

40- الإيمان بالبعث بعد الموت.

 

41- أن الناس بعد البعث محاسبون ومجزيُّون على أعمالهم.

 

42- تقرير الحديث الصحيح: ((اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة)).

 

43- الخير يقابله الشر، وحين يقابل الخير الشر، فالإنسان يميز الخير؛ لأنه نافع وحسن، ويميز الشر؛ لأنه ضار وقبيح.

 

44- كمال عدله عزَّ وجل وفضله وتنزُّهه عما يضاد ذلك.

 

45- أن هذا شامل عام للخير والشر كله؛ لأنه إذا رأى مثقال الذرة التي هي أحقر الأشياء وجُوزي عليها، فما فوق ذلك من باب أولى وأحْرَى.

 

46- أَنَّ الرؤية قد تكون في الدنيا بالبلاء كما تكون فِي الآخرة بالجزاء.

 

47- أن من لم يعزب عنه مثقال ذرة مع خفائه ودقته، فهو بألا يذهب عنه الشيء الجليل الظاهر أولى.

 

48- أنه عزَّ وجل جعل الجزاء نفس الفعل، فقال عزَّ وجل: ﴿ يَرَهُ ﴾ ولم يقل: يرى جزاءَه.

 

49- أن هذا من تمثيل المعقول بالمحسوس ليفهم معناه؛ لأن الثواب ليس بجسم يعير بالوزن.

 

50- أن هذه الآية جامعة فتشمل اسم الخير على جميع أنواع الطاعات فرائضها وسننها.

 

51- أن هذه الآية جامعة فتشمل اسم الشر جميع أنواع المعاصي أقوالًا وأفعالًا، صغارًا وكبارًا.

 

52- أن عموم خطاب هذه الآية يتناول الجن.

 

53- أن السيئات لا تبطل الحسنات.

 

54- أنه لا يعلم قدر ذلك من الثواب أو الإثم الذي يستحق فاعله، إلا أن يغفر الله له، إلا يوم الجزاء والحساب؛ لأن الثواب ليس بجسم يعير بالوزن، وإنما هو تمثيل وتشبيه.

 

55- أن الذنوب لاحقة بأهلها.

 

56- في قوله عزَّ وجل: ﴿ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ دليل على أن الإيمان يتفاضل ويزيد وينقص؛ لأن مثقال ذرة من خير هو مثقال ذرة من إيمان.

 

57- فيها رد على المرجئة القائلين: لا يضر مع الإيمان معصية.

 

58- فيها رد على الجهمية الذين يجعلون الثواب والعقاب بلا حكمة ولا عدل.

 

59- أن من ظن أن الذنوب لا تضر من أصَرَّ عليها، فهو ضالٌّ مخالف للكتاب والسنة، وإجماع السلف والأئمة.

 

60- أن الجزاء مما قد يتأخَّر زمانه.

 

61- أن العبد إذا اجتمع له سيئات وحسنات، فإنه وإن استحق العقاب على سيئاته فإن الله يثيبه على حسناته، ولا يحبط حسنات المؤمن لأجل ما صدر منه.

 

62- الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون بتخليد أهل الكبائر.

 

63- أنها من الأدلة على قياس الأولى عند الأصوليين، فإنه يفهم منه أن من يعمل أكثر من مثقال ذرة يراه بالأولى.

 

64- أنها من أدلة الشافعي -رحمه الله- وغيره على القياس الجلي الذي يعرف به موافقة الفرع للأصل بحيث ينتفي احتمال مفارقتهما، أو يبعد.

 

65- تضمنت ضربًا من البلاغة والبديع: وهي المقابلة بين قوله: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ وبين قوله: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾.

 

66- أن ثواب كل عمل من جنسه خيرًا كان أو شرًّا.

 

67- أن الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ.

 

68- أن اسم الشرط يفيد العموم، فقد سمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآية: ((جامعة))؛ أي: عامة شاملة، باعتبار اسم الشرط؛ فدلَّ على أن أدوات الشرط من العموم.

 

69- أن باب المعروف واسع، وليس له حدٌّ.

 

70- أن باب المنكر واسع، وليس له حدٌّ.

 

71- التفاوت في العقاب والثواب، بحسب التفاوت في المصالح والمفاسد، فإن الخيرات مصالح، والمفاسد شرور.

 

72- لا ينبغي أن يمتنع من الخير باليسير فإن قليلَ الخير كثيرٌ.

 

73- أن لفظة الخير تأتي بعدة معانٍ، ومنها “العمل الصالح” كما في هذه الآية.

 

74- أن أعمالنا معروضة علينا.

 

75- استدل بها العلماء على استحباب التصدُّق ولو بشيء يسير.

 

76- أنه لا يعطى أحد ثواب عمل الآخر، ولا يحمل أحد عقاب وِزْر صاحبه.

 

77- أن الإنسان سيحاسب على الدقيق والجليل.

 

78- ظاهر اللفظ أنه يرى الخير والشر، والمراد ثوابهما والجزاء عليهما من الثواب والعقاب.

 

79- أن الإنسان يؤمن ويعمل الصالحات، باختياره ومشيئته، فيدخل الجنة، أو يكفر ويعمل السيئات باختياره ومشيئته، فيدخل النار.

 

80- أنَّ الأعمال تحصى كلها، الكبير منها والحقير، وتُوفَّى أصحابها.

 

81- فيها دليل على أنه لا ينبغي أن نحقر من المعروف شيئًا.

 

82- المراد بالعمل هنا العموم؛ لأنه اسم جنس، فيشمل كذلك الأقوال.

 

83- العمل يطلق على القول والفعل.

 

84- وجوب الإيمان بالحساب.

 

85- الإيمان بأن جميع الخلائق يوفون أجورهم في ذلك اليوم، فلا يضيع حق أحد، وكلٌّ يُعطى حقّه من مسلم وكافر وعاصٍ، ولو كان مثقال ذرة.

 

86- لا بد من عرض الأعمال، ولا بد من الجزاء عليها.

 

87- وجوب إعداد العدة لذلك اليوم.

 

88- أن الله عزَّ وجل يحصي أعمال العباد؛ أي: يضبطها بالعدد فلا يُنقِص أحدًا شيئًا.

 

89- الخير له طرق كثيرة، وهذا من فضل الله عز وجل على عباده، من أجل أن تتنوع لهم الفضائل والأجور والثواب الكثير.

 

90- أن الجزاء إنما يكون على الكسب والعمل.

 

91- أن الله عزَّ وجل يحكم بين عباده بالعدل ويوفيهم أجورهم كاملة.

 

92- أن الظلم منتفٍ عن الله عزَّ وجل قليله وكثيره، صغيره وكبيره، دِقّه وجِلّه.

 

93- الناس أمام دعوة الرسل فريقان: مؤمن وكافر، وتقي وفاجر، وقد أعَدَّ الله لأوليائه المتقين دار النعيم المقيم، وأعَدَّ لأعدائه الكافرين عذاب الجحيم.

 

94- هذه الدنيا دار الابتلاء ودار العمل، والدار الآخرة دار الجزاء.

 

95- أن رحمة الله عزَّ وجل واسعة، وأنه سبحانه قد وعد عباده بحسن الجزاء على أعمالهم.

 

96- أن البِرَّ لا يبلى وأن الذنب لا يُنْسى.

 

97- تعرض أعمال العباد عليهم يوم القيامة، ويَرى المرءُ عمَلَه وهو يباشره صغيرًا كان أو كبيرًا، خيرًا كان أو شرًّا.

 

98- يجازي الله عزَّ وجل عباده بأعمالهم، ولا يأخذ أحدًا بجريرة غيره.

 

99- اطِّلاع العباد على ما فعلوه في الدنيا.

 

100- عظمة موقف الحساب يوم القيامة.

 

101- الترغيب في الطاعات، والترهيب من المعاصي.

 

102- ذهب عامَّة الفقهاء إلى أنَّه لا زكاة في سائر الحيوان غير ما ورد به النص؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لم ينزل عليَّ فيها إلَّا هذه الآية الجامعة الفاذّة: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾.

 

103- استدلال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعموم الكتاب الكريم على مسألة جزئية.

 

104- أنَّ المعروف والعمل الصالح إذا قصد به وجه الله عزَّ وجل، وقصد منه معانيه الكريمة، فإن أثره عند الله عظيم.

 

105- أبواب طرق الخير كثيرة، والمستحب للمسلم أنْ يضرب في كلِّ بابٍ بسهمٍ.

 

106- أعظم ما تثقل به موازين العبد عند الله عزَّ وجل فعل ما أحب، وهو أداء الفرائض والواجبات.

 

107- أنه لا أثر لاجتماع اثنين في قبر واحد في تعدي عذاب أو نعيم أحدهما للآخر، بل يكون لكل واحد منهما ما قدره الله له من العقوبة أو المثوبة.

 

108- العاقل هو من يجعل دنياه مطية لآخرته، ولا تعارض بين العمل للدنيا والأخرى.

 

109- جَعَل مناط الثواب والعقاب في الآخرة على ما يعمله الإنسان في الدنيا.

 

110- فضل الموعظة وأثرها في الناس.

 

111- التخير من المواعظ أجمعها وأكملها.

 

112- الإطالة في المواعظ مخالف لهَدْيِ القرآن.

 

113- تخيَّر ما قلَّ لفظه وعظُم معناه في المواعظ والخطب والتعليم.

 

114- السعداء هم الذين استجابوا لربهم.

 

115- الأشقياء هم الذين لم يستجيبوا لربهم.

 

116- أن الحمر وغيرها مما لم يرد فيها شيئًا ولم ينزل على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فيها شيء، مرد رد ذلك إلى صاحبها، إن فعل فيها خيرًا فله، وإن كان عكس ذلك فالعكس.

 

117- أنه من أحسن إلى الحُمر رأى إحسانه في الآخرة، ومن أساء إليها وكلفها فوق طاقتها رأى إساءته في الآخرة.

 

118- لا يجوز أن يُجَازي على قليل الطاعة ولا يجازي على كثيرها، ولا أن يعاقب على قليل المعصية ولا يعاقب على كثيرها.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (39)
من أقوال السلف في أشراط الساعة