قاسم أمين.. ماذا جاء فى كتابه الشهير عن تربية المرأة؟



تحل اليوم ذكرى ميلاد قاسم أمين صاحب الكتاب الشهير تحرير المرأة وأول من تصدى لقضية منح المرأة حقوقها عبر كتابات ركزت على هذا الموضوع، إذ ولد قاسم أمين فى 1 ديسمبر  من عام 1863.


وقد خصص قاسم أمين فصلا من كتابه “تحرير المرأة” وفيه تناول تربية المرأة منذ النشأة الأولى حيث يقول: المرأة وما أدراك ما المرأة! إنسان مثل الرجل، لا تختلف عنه في الأعضاء ووظائفها، ولا في الإحساس، ولا في الفكر، ولا في كل ما تقتضيه حقيقة الإنسان من حيث هو إنسان، اللهم إلَّا بقدر ما يستدعيه اختلافهما في الصنف.


فإذا فاق الرجل المرأة في القوَّة البدنيَّة والعقليَّة فذلك إنما؛ لأنه اشتغل بالعمل والفكر أجيالًا طويلة كانت المرأة فيها محرومة من استعمال القوَّتين المذكورتين، ومقهورة على لزوم حالة من الانحطاط تختلف في الشدَّة والضعف على حسب الأوقات والأماكن.


ولا يزال الناس عندنا يعتقدون أن تربية المرأة وتعليمها غير واجبين، بل إنهم يتساءلون هل تعليم المرأة القراءة والكتابة مما يجوز شرعًا أو هو محرم بمقتضى الشريعة؟!


 


وأتذكر أني أشرت يومًا على أب وقد رأيت معه بنتًا بلغت من العمر تسع سنوات أعجبنى جمالها وذكاؤها بأن يعلّمها، فأجابني: «وهل تريد أن تعطيها وظيفة في الحكومة؟» فاعترضت عليه قائلًا: «وهل في مذهبك لا يتعلَّم إلَّا الموظَّفون؟» فأجابني: «إني أعلِّمها جميع ما يلزم لإدارة منزلها ولا أفعل غير ذلك» قال هذا على وجه يُشعِر أنه لا يحبُّ المناقشة في رأيه، ويعني هذا الأب العنيد بإدارة المنزل أن بنته تعرف شيئًا من صناعة الخياطة، وتجهيز الطعام، واستعمال المكوى وما أشبه ذلك من المعارف التي لا أنكر أنها مفيدة بل لازمة لكل امرأة، ولكنى أقول ـ ولا أخشى نكيرًا ـ إنه مخطئ في توهُّمه أن المرأة التي لا يكون لها من البضاعة إلَّا هذه المعارف يوجد عندها من الكفاءة ما يؤهِّلها إلى إدارة منزلها.


 



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
كونا : ندوة متخصصة ضمن الرواق الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب تتناول (متعة السينما وتقنياتها) – الثقافة والفنون والآداب
ناصر عبدالرحمن يكتب: شجرة الصور – كتاب الرأي