قراءة في كتاب رواية البؤساء
رواية البؤساء هي أحد أشهر روايات القرن ال 19، قام بتأليفها الكاتب الفرنسي “فيكتور هوجو” ليصف فيها مغبات الظلم في المجتمع الفرنسي. قام فيها بوصف عدد من الاحوال السيئة لبعض الشخصيات المجتمعية في فرنسا في القرن ال 19 و كيف كانت معاناة الأوضاع المعيشية وقتها ولكنه قام بالتركيز على شخصية السجين “جان فالجان” الذي ظل معتقلا في سجون النظام الحاكم الفرنسي و كيف كانت معاناته في حياته فيما بعد اطلاق سراحه منه.سقوط نابليون أثار الكثير من الفساد و خلق العديد من أدوات الظلم الاجتماعي المقنن الذي أصبح الجحيم على أرض فرنسا فيما بعد حيث اللامبالاة بحال العامة و قحط الأحوال الاجتماعية.
البائسون في فرنسا
الرواية تعرض كل موجبات الخير و دوافع الشر تحت سماء باريس. فلم تنعم العاصمة بذلك الهدوء المنشود ولم تكن الاخلاق هي المرجعية الاساسية في الممارسات الحياتية و من يعملون في مضمار النظام و خاصة جهاز الشرطة الفرنسي حينها. استلهم الكاتب “فيكتور هوجو” أجواء الفساد النظامي من ضابط الشرطة الاكثر اجراما في مشاهد القصة الدرامية و الملقب فيها ب “فرانسوا فيدوك” و لكنه قام بتقسيم الشخصية إلى شخصيتين داخل مجريات الرواية بعد ما فشلت الثورة المقامة من قبل الشعب الفرنسي ضد الطاغية الملك “لويس فيليب”.
فيكتور هوجو في سطور
اسمه الحقيقي “فيكتور ماري هوجو”, ولد في عام “1802” ميلادية و توفي عن عمر يناهز الثلاثة و ثمانين عاما. هو أحد أشهر اعمدة الادب الفرنسي. ملكاته تتعدي كونه مجرد روائي بل ان له باع كبير في النثر و الشعر, و يعد ديوانه
تأملات” و “اسطورة العصور” هما أشهر دواوينه الشعرية و اكثرها بلاغة و عمقا. في فرنسا يعرف بأنه شاعر اكثر من انه روائي و قاص, لكن بعد رواية “البؤساء” ذاع صيته في العالم أجمع كروائي متمرس. له روايات أخرى على نفس شهرة البؤساء مثل “أحدب نوتردام”. و يعد الاشهر بين الناشطين الاجتماعيين في عصره حيث كانت دعواه الدائمة هي الغاء حكم الاعدام ونشر ذلك في كتاب يدعو فيه إلى تعديل الأحكام و ارساء النظام الجمهوري كنظام قائم للحكم في البلاد. دفن “فيكتور هوجو” في مقابر العظماء و تم تكريمه حتى فيما بعد وفاته في هيئات عديدة منها وضع صورته على العملة الفرنسية “الفرنك” و تم ترجمة أعماله الروائية الي اعمال و نماذج سينمائية عديدة.
مدينة “ديني” و احداث حزينة
تبدأ القصة في مدينة “ديني” الفرنسية بإطلاق سراح احد السجناء الفرنسيين المعروف ب “جان فالجان” بعد 19 عاما من السجن في زنازين “طولون”. الأحوال الاجتماعية وقتها كانت من سيء لاسوء للدرجة التي دفعته أن يسرق الخبز لأخته و اطفالها الصغار. يحاول الهرب لمدة 14 عشر عاما و مع الاسف حتي بعد إطلاق سراحه يأبي أصحاب الفنادق أن يقلدوه أي عمل نتيجة الجواز الأصفر الذي يقر بسابقته الاجرامية. فيستضيفه “شارل ميريل” الأسقف المسيحي في بيته و يهرب من بيته سارقا الفضيات و بعد القبض عليه ينكر الاسقف فعلة السرقة و يقر بانه اعطاها ل “جان”و يصر علي ان يعيد اليه الشمعدان الفضي ليستخدمه في بناء حياة نظيفة, حتى يمر الوقت به سارقا أموال البعض و لكنه يندم و يصر علي لقاء المسروق لاعادة أمواله إليه مرة ثانية. تتوالى الاحداث و يستعير اسما اخر و يصبح احد مالكي المصانع حتي يشاهد احد المارة وهو ينزلق اسفل عجلات العربة و يتطوع هو برفعها و انقاذه مما أثار الشك فيه و ان هذه القوة المفرطة لا يمكن ان تكون لمالك مصنع مرفه و لكنها ل “جان فالجان” و تتوالى الاحداث الدرامية بين كر و فر ومهاجمة النظام حتى نهاية الرواية.
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب رواية البؤساء كتاب إلكتروني من قسم كتب روايات عربية وعالمية وأجنبية للكاتب فيكتور هوجو