قصة موسى مع فرعون وأقسام الناس في يوم عاشوراء (خطبة)


قصة موسى مع فرعون وأقسام الناس في يوم عاشوراء (خطبة)

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكَّل عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [ النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [ الأحزاب: 70 – 71]، أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، يقول سبحانه في محكم كتابه حاكيًا عن أوليائه وأتباع أمره وشرعه: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

 

فمن أراد أحسن القصص فليأخذها من القرآن، ومن أراد أحسن الحديث فليأخذه من القرآن، فإنه صدق كله صدق في أخباره عدل في أحكامه وتشريعاته، ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

 

إنه القرآن الكريم معجزة محمدٍ سيد الأولين والآخرين، فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا، ففي هذا الكتاب المبارك يتحدث رب العالمين بصيغة الاستفهام إلى خاتم النبيين إلى الرسول الأمي المبعوث رحمة للعالمين؛ يقول سبحانه: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ [طه: 9]، هل تريد يا محمد أخبار ذلك النبي الذي بعثه الله إلى أطغى رجل في الأرض في ذلك الزمان، فهذه الآية المباركة تتحدث عن قصة عجيبة، إنها قصة كليم الرحمن الذي نجاه الله من الذبح في صغره، ثم كان رسولًا نبيًّا مكلمًا يرسله الله إلى بني إسرائيل؛ ليدعوهم إلى الصراط المستقيم، فموسى في الصحراء يعود من عند الرجل الصالح[1] الذي زوجه إحدى ابنتيه ليأجره ثماني سنوات في رعي الأغنام وغيرها، فيعود مع أهله بعد أن قضى المدة، ووفَّى بالشرط[2] لصاحبه، عصاه بيمينه وقد أنهكه وعثاء السفر، فيستظل تحت شجرة ثم كان ما كان من أمر رب العالمين إنها فتوحات ربانية اصطفاء من رب العزة والجلال فاسمع إلى ربك وهو يصور ذلك الموقف العجيب في تلك الصحراء المباركة قال جل وعلا: ﴿ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي * إنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴾ [طه: 9ـ15].

 

إلى أن قال سبحانه: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه17]، ورب العالمين أخبر عنه أنه قال: ﴿ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾ [طه:18ـ20].

 

هذه بداية القصة وهو بداية الاصطفاء والاختيار، فكان هذا الرجل يفاجأ بمثل هذا الكلام، فإذا به يطلب من ربه حينما أعلمه بالمهمة، قال: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴾ [طه: 24 – 34].

 

هذه مطالب موسى من رب العالمين، ولو تأملت في قضايا هذه القصة، لرأيتها ثلاث قضايا من أم القضايا، أو هي أم القضايا مسألة التوحيد، ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]، ثم قضية البعث واليوم الآخر: ﴿ إنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ﴾ [طه: 15]، فقضية التوحيد من أجلها بعث الله الأنبياء، ولأجلها خلق الله الجنة والنار، ولأجلها خلق الله الإنس والجن، فقال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 65-58].

 

حتى يكون المؤمن عارفًا بربه، متكلًا عليه واثقًا بما عنده سبحانه وتعالى، ثم قضية الصلاة التي فرضت على كل الأمم: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14].

 

فالصلاة عمود الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن ضيَّعها فقد ضاع أولًا، ثم ضاع دينه والعياذ بالله؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)[3]، وفي حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)[4].

 

فمن صلى كان من المؤمنين، ومن لم يصلِّ عياذًا بالله، يكون قد تشبه بإخوانه الكفار الذين لم يؤدوا فريضة فرضها الله عليهم.

 

ثم قضية اليوم الآخر، وهي من أصول هذا الدين؛ كما في أحاديث كثيرة: (وأن تؤمن باليوم الآخر)[5]، وسُمِّي باليوم الآخر؛ لأنه آخر أيام هذه الدنيا فلا يوم بعده، إنما هو يوم واحد، ثم يصرف الناس إلى جنة أو إلى نار، ﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]، فإذا استقرت هذه القضايا في قلوبنا عرَفنا حقيقة هذه الدنيا، وعرفنا حقيقة أنفسنا، إنها عقيدة راسخة تقود العبد إلى رضا الله، بخلاف من تعلق بهذه الدنيا، وظن أنها باقية بين يديه وهي زائلة وربي.

 

هذه هي الدنيا وحقيقتها إنما هي أيام، فمن آمن باليوم الآخر وصار ذلك معتقدًا في قلبه، هانت عليه المصائب والملمات؛ لأنه يعلم أنها حياة زائلة، وأنها قد جُبلت على الأنكاد وعلى المصائب والهموم والأحزان، فكل شيء من الآفات فيها، بخلاف الدار الآخرة فإنه لا وصب فيها ولا نصب ولا حزن ولا شيء، هذه هي دعوة الأنبياء من لدن نوح عليه الصلاة والسلام إلى سيد ولد عدنان محمدٍ صلى الله عليه وسلم دعوة إلى التوحيد، دعوة إلى إقامة الصلاة، ودعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، ثم كان التكليف لموسى عليه الصلاة والسلام بأن يحمل أعباء الرسالة ليرسله الله إلى فرعون؛ قال: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24، النازعات: 17]، بمعنى أنه تجاوز الحد، فادَّعى الربوبية، فقال لأهل مصر: إنه ربهم الأعلى، وقال: ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 51 – 52].

 

ففرعون تتطاول على الله، وتطاول واستهزأ بموسى عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52]؛ أي: لا يكاد يفصح، ثم كان الغرور بهذا الرجل أن تجاوز حده مع ربه، ومع النبي الذي أُرسل إليه، وتجاوز الحدود أيضًا أن قتل الأطفال الأبرياء، واستحيى أمهاتهم في الأعمال، وقطع أعناق رجال بني إسرائيل، واستعبدهم فرعون، وكان أهل مصر في ذلك الزمان يظنون أن فرعون هو ربهم الأعلى عياذًا بالله؛ كما قال سبحانه:﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الزخرف54].

 

فيذهب موسى إلى فرعون كما أمره ربه سبحانه: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه44]، فموسى يرسل إلى هذا الطاغية لم يذهب لحربه، ولا لأخذ ملكه، وإنما ليدعوه إلى الله بالقول اللين: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]، فما كان منه التذكير وما كان منه الخشية لرب العالمين، بل عاند فرعون وتحدى موسى وهارون، وجمع السحرة من أقصى بلاد مصر، من أجل مناظرة بينهم وبين موسى عليه الصلاة والسلام، فجمع السحرة ومناهم فرعون بالجوائز والأعطيات، إن هم غالبوا ما جاء به موسى، ﴿ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ [الشعراء: 38]، ثم أحضر موسى عليه الصلاة والسلام، فـ﴿ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ﴾ [الشعراء: 43]، فألقوا ما عندهم من السحر ثم يلقي موسى عصاه، فإذا بها تلتهم ما كان بحولها، فعلم السحرة أن هذا أمر خارق للعادة، فليس بسحر، وإنما هو أمر رباني إلهي هناك ألقي السحرة ساجدين قالوا: ﴿ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ. رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 121 – 122، الشعراء:47ـ48].

 

قال لهم فرعون: ﴿ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].

 

هذا تهديد من فرعون لمن كان قبل قليل يُمنيهم بالأُعطيات، لقد آمنوا برب العالمين، وتبعوا موسى وهارون، أما فرعون فلا زال في غيِّه، وفي عناده، وتهدَّدهم فرعون أن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف قالوا: ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 72 – 73].

 

فنكَّل بهم فرعون وأنزل بهم الأفاعيل عياذًا بالله، ثم تستمر المناظرة والمواجهة، ورب العالمين يمهل فرعون، وهو لا زال في غيِّه، لكنه يمهل ولا يهمل سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102].

 

طالب موسى من فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل، فما طالبه بملكه ولا بأمواله، ولا بما كان له من الجبروت أن يتركه، وإنما فقط أن يرسل معه بني إسرائيل، رفض هذا الطلب فرعون أيضًا وما بالى بموسى عليه الصلاة والسلام، فقرر موسى الخروج والهروب من ديار مصر، لا قوة معه ولكن معه قوة رب العالمين، أراد موسى أن يفرَّ من فرعون، لكن فرعون أبى إلا أن يدمر موسى ومن معه أيضًا، فترقب فرعون خروج موسى، وجمع لأمرٍ أراده الله جمع أصحابه من كل ديار مصر لهذا اليوم الذي سيتابع فيه موسى لإزالته وإزالة دعوته، فيخرج موسى مع نفر قليل، وتخرج الدنيا في ذلك الزمان مع فرعون لأمر أراده الله، حتى يصل موسى إلى البحر الأحمر، فإذا بالجمعين يتراءيان؛ كما قال الله: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء:61ـ62]؛ أي: لا تخافوا من فرعون، فمعنا عناية الله ومعية الله، قال سبحانه: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]؛ أي: كالجبل، فيبَّس الله البحر ليمشي فيه موسى وقومه حتى خرج آخرهم من البحر، ثم كان الإغراق والإهلاك لفرعون وقومه بدعوة موسى، ولما كان له من حسن اللجوء إلى الله قال الله: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس:88ـ90].

 

ملاحقة ومطاردة من أجل إنهائه، لكنه أمر رب العالمين أن يُيبس البحر لموسى وقومه، ثم كان الإغراق والإهلاك على فرعون، فلما أحس هذا الرجل بأنه في هلاك هناك، هتف بتوحيد الله، لكنه لا ينفع الندم ولا التأسي حينها؛ لأنه إذا حصلت الأحداث والتغيرات، فأراد التائب أن يتوب فلا قبول لتوبته، قال: ﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس:90]، فقيل له: ﴿ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس91]، فلا ينفع الإيمان حينها فمن كان مستقيمًا على المعاصي، ثم إذا رأى الموت يأخذ أطرافه، فأراد أن يتوب حينها، فلا قبول للتوبة لهذه الآية التي تليت، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر[6].

 

حتى إن جبريل يقول لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر، فأَدُسُّه في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة)[7].

 

فقد كان فرعون معروفًا في السماء بأنه محاربًا لله وفي الأرض كذلك محاربًا لله، ثم بعد ذلك أورث الله بني إسرائيل ما كان جمعه فرعون من الثراء؛ قال سبحانه: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) ﴾ [الدخان:25ـ 28] هذه الجنات والعيون والزروع كانت ميراثًا لبني إسرائيل، أورثهم الله عز وجل إياها، وقتل عدوهم، وزلزل ملك فرعون، واستمرت الحياة بعدها في خيرٍ وسلام، وهكذا لكل ظالم نهاية، فمهما طالت الأيام مهما طالت الليالي والأيام، فإذا جاء الليل لا بد أن يشرق الصباح، فالصباح يطارد الليل، وهكذا النور يطارد الظلام، فالظلم يندحر ويولي، ويكون بعد ذلك بدلًا عنه القسط والعدل والخير، فما تجبر أحد على الله، إلا لَقِيَ مصرعه، فاقرؤوا في القرآن قصة هذا الرجل، وهكذا النمرود بن كنعان، وهكذا ثمود، وما كان من قوم عاد، وهكذا ما حصل لأهل مكة، وما حصل لأهل مأرب في ذلك الزمان، وهكذا دواليك، فما ترفع أحدٌ على رب العالمين إلا لقي مصرعه.

تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم

فأين الفرار والهروب، والله هو الطالب، فكان النصر والتأييد لموسى عليه الصلاة والسلام في مثل هذا اليوم، في يوم عشرة من شهر الله المحرم، فلقد وصل نبينا صلى الله عليه وسلم، وصل المدينة النبوية في تأريخ عشرة من شهر ربيع الأول، ثم لما كان من العام المقبل رآهم يصومون العاشر من محرم فقال: (ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله نبي إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه)[8].

 

وكان صوم يوم عاشوراء مفروضًا قبل شهر رمضان، فلما فرض رمضان نسخ إلى الاستحباب، سُئل عن صوم يوم عاشوراء: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية)[9].

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: (لئن عشت إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع)[10] يعني مع العاشر.

 

فهنيئًا لمن كان في هذا اليوم صائمًا محتسبًا الأجر على الله سبحانه وتعالى؛ ليكون قد أخذ بسنة النبيين موسى عليه الصلاة والسلام، ونبينا محمدٌ عليه الصلاة والسلام، أما أمة اليهود في هذا الزمان، فقد صارت لهم فيه أفراحٌ فقط، وأما الشيعة الرافضة الاثنا عشرية ستسمعون كيف يتعاملون في هذا اليوم في الخطبة الثانية إن شاء الله.

 

اللهم بارك لي ولكم في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، هذا ما قلته لكم، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا الكريم وعلى آله ومن والاه إلى يوم الدين، معاشر المؤمنين، الناس في هذا اليوم على ثلاثة أقسام:

أما القسم الأول: فهم المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصومون التاسع والعاشر من شهر محرم محتسبين الأجر على الله سبحانه وتعالى.

 

أما القسم الثاني، فهم اليهود فيظهرون في هذا اليوم الفرح والسرور، ويظنونه عيدًا باعتبار أنه كان نجاتهم من فرعون في مثل هذا اليوم، وليس لهم في ذلك سنة، وإنما هو اتباع الهوى وأسفًا لبعض المسلمين في غير هذا البلد يظهرون الفرحة والسرور، ويطبخون الكثير من الحبوب، ويوزعون كثيرًا من الحلوى، باعتبار أنه يوم عيد تأسيًا بما يرونه ويشاهدونه من أمة اليهود.

 

أما القسم الثالث، فهم الشيعة الرافضة في مثل هذا اليوم يعقدون المآتم والنياحة والأحزان، ففي مثل هذا اليوم يخرجون هناك في إيران في طهران يتوجهون إلى قبر الحسين، وليس الحسين إلا في العراق، لكنهم يجعلون له هناك مقامًا، فيذهبون إلى موضع هناك، فيكثرون من النوح والبكاء، ويكثرون من ضرب أنفسهم، أو يضرب بعضهم بعضًا بالسكاكين، ويظهرون النوح زاعمين أنه يوم مظلم؛ لأنه اليوم الذي قُتل فيه سيدنا الحسين بن علي بن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.

 

أهل السنة يتولونه ويحبونه، ويدعون له ويترحمون، ويتبرؤون ممن قتله، أو أسهم في قتله، هؤلاء هم الذين كاتبوا الحسين، وكان في مكة كاتبوه على أن يقدم إلى العراق؛ ليبايعوه على الخلافة بعد أبيه، فحذَّره عبد الله بن عباس، وحذره ابن عمر من الخروج، قال له: إن القوم يريدون لك الكيد والقتل، ولَما لقي الفرزدق قادمًا من العراق، قال: كيف وجدت الناس هناك؟ قال: وجدتهم قلوبهم معك وسيفهم عليك، وأنا ناصحك ألا تفد إليهم، فإن صممت إلا الذهاب، فتعالَ أعانقك معانقة مفارق لا لقاء بعده، لما يعلمون بما عند أهل العراق من الغيظ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، ولما وصل أهل العراق زمن ابن عمر يستفتونه في بعض المسائل في الحج، قال: قاتلكم الله تسألوني عن دم البعوض أيفسد الحج أم لا؟ وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم[11].

 

الرافضة الاثنا عشرية صارت لهم قنوات، وصار لهم نفوذ، وصارت لهم تحركات في الدول العربية، بل صار هناك تطبيع بينهم وبين دول الجوار، هؤلاء هم الذين أذاقونا المرَّ في هذا البلد، هم الذين حصل ما حصل منهم من القتل والتدمير، وإذا تأملت في تأريخهم لا ترى والله إلا الويلات، عقيدة الرافضة عقيدة عبد الله بن سبأ اليهودي[12]، إنهم ينهجون نهجه وإن سموا أنفسهم بالإسلاميين، وعجبًا لبعض المسلمين حينما ظهر ذلكم الرجل الذي يسمى بما تعرفون وتشاهدونه، وكانت ترفع له الشعارات والصور، وكان يسمى بسيد العرب وجبن الخطباء والعلماء من أن يتحدثوا؛ لأن الناس معهم؛ إذ إنهم يرفعون الشعار الموت لإسرائيل والموت لأمريكا، ثم بعد ذلك ماذا حينما ظهر هذا الرجل وتكلم على الرئيس صدام، حصل عند كثير من المسلمين تغيُّر في نظراتهم، وكان طلاب العلم والعلماء والدعاة يحذرون من هذا الرجل يقولون: إنه على مبدأ الرافضة الاثنا عشرية، يسب أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، يسب الشيخين أبي بكر وعمر، فلا يلتفتون لمثل هذا، وحينما تكلم على صدام، وأسمع المسلمين كلامًا مقذعًا فيه تغيَّرت نظراتهم.

 

فيا أمة الإسلام، ويا أمة العقيدة والتوحيد، الواجب علينا أن نرجع في قضايانا إلى علمائنا، وأن لا نحب أو نبغض إلا على ضوء، فالمسلمون في هذا اليوم صائمون في مشارق الأرض ومغاربها، لكن الرافضة يظهرون مآتم وأحزان، وهكذا في ثمانية عشر من ذي الحجة، هناك في صعدة باعتبار أن مركزهم هناك يحتفلون احتفالًا عالميًّا كما يقال، وربما أدى إلى قتل بعضهم باعتبار أنه يوم الغدير غدير خم، يظنون أنه اليوم الذي بايع فيه محمدٌ صلى الله عليه وسلم الولاية لعلي، وهو راجع من مكة إلى المدينة، وما حصل من ذلك شيء، وإنما لما رجع الرسول من مكة نزل في منطقة يقال لها: غدير خم لكثرة الأشجار، فحصل ما حصل بشأن السرايا والسبي، التي كانت عند عليٍّ في اليمن، فأبغضه بعض الصحابة، فأراد رسول الله أن يزيل ما في قلوبهم قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)[13]، هذه العبارة قالها عليه الصلاة والسلام: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، ومن الذي لا يحب عليَّ بن أبي طالب أهل السنة هم الذين يحبون عليًّا، لكنهم لا يؤلهونه ولا يقولون إنه نبي، ولا يرفعونه فوق منزلته، بل والله إن عليَّ بن أبي طالب لا يريد من أحد أن يرفعه فوق منزلته، إن كثيرًا من المسلمين عقيدتهم في عليٍّ أنه مقبور بين السماء والأرض من أين تسرب هذا؟ من قبل الشيعة الرافضة الاثنا عشرية، فالواجب على المسلم أن يكون ملمًّا بمثل هذه الأخبار، وأن يعلم أن العقيدة الصحيحة هي عقيدة محمدٍ صلى الله عليه وسلم القرآن الذي بين يديك وصحيح البخاري ومسلم وبقية أحاديث رسول الله وهذا ليس عند الشيعة منه شيء أعني الرافضة الاثنا عشرية؛ لأنهم على قسمين: رافضة اثنا عشرية، بمعنى أنهم يعتقدون عصمة اثني عشر إمامًا.

 

أما الشيعة الذين يقال عنهم زيدية، فهم على ما نحن عليه، لكن الذين واجهوا الدولة في اليمن وفعلوا ما فعلوا، ولا زالوا في عراك معها إلى يومنا هذا، ليسوا من الزيدية ولا من الشيعة الذين هم زيدية، وإنما هم رافضة اثنا عشرية، لهم دولة تدعمهم ولهم قنوات، وهكذا صار لهم نفوذ في المملكة السعودية، وفيما جاورها من دول الخليج، فقد صار لهم علم يرفع، وكأنهم في طهران في قُم، هذا الفرقة الرافضية يجب على المسلمين معرفتها، وإننا إن تكلمنا بهذا والله لا نريد إلا النصرة للمسلمين، لا نتزلف به إلى الحكام، ولا نريد من ورائه متجرًا ولا مكسبًا ولا مغنمًا، كما يعلم الله، وإنما من باب قوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)[14]، وجرنا الحديث إلى هذا؛ لأنه هو اليوم الذي يصوم فيه المسلمون، لكنهم بخلاف المسلمين، فهم لا يتمشون مع المسلمين، وإنما لهم طقوس وأحوالٌ يختصون بها، فنسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقًّا فيرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا فيرزقنا اجتنابه.

 

اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا هَمًّا إلا فرَّجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا عسيرًا إلا يسَّرته، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

 

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا.

 

اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

 

اللهم أعطنا ولا تَحرمنا، وكن لنا ولا تكن علينا يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اجعلنا من عبادك المنصورين في الدنيا والآخرة.

 

اللهم انصر عبادك المؤمنين يا رب العالمين.

 

اللهم كن لهم نصيرًا ومعينًا يا أرحم الراحمين.

 

اللهم عليك باليهود الغاصبين وعليك بالنصارى الضالين.

 

اللهم من كان من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم على باطل ويظن أنه على حق، فاهده الصراط المستقيم.

 

اللهم اهدنا الصراط المستقيم يا رب العالمين، ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

 

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل90].

 

اذكروا الله يذكُركم، واشكروه على نعمه يزدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، وأقم الصلاة.


[1] قيل: إنه النبي شعيب عليه السلام وقيل: إنه رجل صالح من الصالحين كان رئيسًا لأهل مدين.

[2] وفى بأتمه وأكمله العشر الحجج.

[3] صحيح: رواه أحمد (22987) والترمذي (2621) والنسائي (463) وابن ماجه (1079) عن بريدة رضي الله عنه وصححه الألباني في: صحيح الجامع (4143) والمشكاة (574) وصحيح الترغيب (564)

[4] رواه مسلم (82) عن جابر رضي الله عنه..

[5] جزء من حديث جبريل المشهور: رواه مسلم (8) وأحمد):367) وأبو داود (4695) والترمذي (2610) والنسائي (4990) وابن ماجه (63) وغيرهم. والحديث قد جاء عن أبي هريرة عند البخاري: (50, 4499) ومسلم: (9, 10)

وجاء عن أنس وابن عباس وأبي عامر وأبي ذر وابن عمر وابن مسعود والحارث الأشعري وجرير بن عبدالله.

أنظر: تفاصيلها في (الأضواء السماوية ) ص/ 52 ـ 53) والإرواء رقم (3).

[6] حديث حسن: رواه أحمد (6160) والترمذي (3537) وابن ماجه (4253) وغيرهم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وحسنه الألباني في: صحيح الجامع (1903) وصحيح الترغيب (3143).

[7] صحيح: رواه أحمد (2821) والترمذي (3107) وأبو داود الطيالسي (2618) وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الألباني في: صحيح الجامع (4353, 5206) والصحيحة (2015)

[8] متفق عليه: رواه البخاري (1900, 3216, 3727, 4403, 4460) ومسلم (1130) عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[9] رواه مسلم (1162) وغيره عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.

[10] رواه مسلم (1134) وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[11] رواه البخاري (3543, 5648) وأحمد (5568, ومواضع) والترمذي (3770) عن ابن عمر رضي الله عنهما

[12] عبدالله ابن سبأ (000 – نحو 40 هـ = 000 – نحو 660 م) عبد الله بن سبأ الحميري اليهودي: رأس الطائفة السبئية. وكانت تقول بألوهية علي. أصله من اليمن، قيل: كان يهوديا وأظهر الاسلام. رحل إلى الحجاز فالبصرة فالكوفة. ودخل دمشق في أيام عثمان بن عفان، فأخرجه أهلها، فانصرف إلى مصر، وجهر ببدعته. ومن مذهبه رجعة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب برجوع محمد! ونقل ابن عساكر عن الصادق: لما بويع علي قام إليه ابن سبأ فقال له: أنت خلقت الارض وبسطت الرزق! فنفاه إلى ساباط المدائن، حيث القرامطة وغلاة الشيعة. وكان يقال له ” ابن السوداء ” لسواد أمه، وفي كتاب البدء والتاريخ: يقال للسبئيه ” الطيارة ” لزعمهم أنهم لا يموتون وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس، وأن عليًّا حي في السحاب، وإذا سمعوا صوت الرعد قالوا: غضب علي! ويقولون بالتناسخ والرجعة. وقال ابن حجر العسقلاني: ابن سبأ، من غلاة الزنادقة. انظر: تأريخ دمشق (29/ 3) والأعلام للزركلي (4/ 88) والبداية والنهاية (7/ 188) والبدء والتاريخ ( 5/ 129 ) ولسان الميزان ( 3/ 289 ) وعقيدة الشيعة ( 58 و 59) وتهذيب ابن عساكر ( 7/ 428) وغيرها.

[13] صحيح: رواه أحمد (641, ومواضع) والترمذي (3713) والنسائي (8145, ومواضع) وابن ماجه (121) وابن حبان (6931) والحاكم (4576, ومواضع) وغيرهم.

وقد ورد الحديث من حديث زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وبريدة بن الحصيب وعلي بن أبي طالب وأبي أيوب الأنصاري والبراء بن عازب وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين، وانظر: تفاصيلها في: الصحيحة (4/ 249 رقم 1750) وظلال الجنة (من حديث ( 1354) إلى حديث (1387).

[14] رواه مسلم: (55) وأحمد: (16982)وأبو داود: (4944) والنسائي: (4197) وعلقه البخاري:في الإيمان:

باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة. ورواه الترمذي: (1926) عن أبي هريرة.

فائدة: قال أبو داود: هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه وقال الحافظ أبو نعيم هذا الحديث له شأن عظيم وذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحد أرباع الدين. جامع العلوم (ص77).

وقال ابن رجب: وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين النصيحة فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل عليه السلام وسمى ذلك كله دينا. جامع العلوم (ص78).

وقال النووي: هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام وأما ما قاله جماعات من العلماء أنه أحد أرباع الإسلام أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه بل المدار على هذا وحده. شرح مسلم (2/ 37)





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تشجير نسب قريش (PDF)
Life on the Edge: The Coming of Age of Quantum Biology – Royalsociety