كلمة في رحيل الدكتور شفيق البيطار


كلمة في رحيل الدكتور شفيق البيطار

 


رحمة الله على الدكتور محمد شفيق البَيطار، فقد عرفته منذ سنين بعيدة، وعرفت فيه خُلقًا قلَّ نظيرُه؛ فهو هادئ دَمِث، يحبُّ الأناة والهدوء، حلوُ المَعشَر، خافِتُ الصوت. وهو كنزٌ في العربية ومصادرها، حاضرُ الحُجَّة، سريعُ البديهة.

 

لقد فقدناه أستاذًا جامعيًّا محبوبًا، وخسرناه زميلًا مَجمَعيًّا يُنجدنا بالحُجَّة والبُرهان، وذِكرِ المصادر بالاسم والعنوان!

 

لقد غاب عنَّا بفَقدِه أخٌ صادق الودِّ، تميَّز بالوفاء والأُلفة، وسَعة المعرفة.

 

رحمه الله وغفر له، كِفاءَ ما قدَّم للعربيَّة وأهلها وأجيالها من جهودٍ في التدريس والتأليف والتحقيق.

 

ونسأل الله أن يعوِّضَه خيرًا ممَّا ترك، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

 

كتبها: أ.د. مازن المبارك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيرته الموجزة:

الدكتور محمد شفيق البَيطار (1384- 1446 هـ / 1965- 2024 م) من علماء العربية والأدب القديم، بحَّاثة سوري ومحقِّق وأديب شاعر، وعضو عامل في مَجمَع اللغة العربية بدمشق، وأستاذ الأدب الجاهلي والمكتبة العربية والعَروض وموسيقا الشعر في كلية الآداب بجامعة دمشق.

 

أشرف على كثير من برامج الأطفال بقناة (سبيس تون) لغويًّا وتربويًّا، وكتب عشرات الشارات والأناشيد لمسلسلاتها وأفلامها، ولمُسلسَلَي (مدينة المعلومات) و(بيتنا العربي) للأطفال.

 

عُني بجَمْع أشعار المتقدِّمين في الجاهلية والإسلام وتحقيقها ودراستها، فجمعَ شعر شعراء قبيلة كلب بن وَبْرة، وحقَّق ديوان زهير بن جَناب الكلبي، وديوان حُمَيد بن ثور الهِلالي، وديوان أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه. وأشرف على تحقيق كثير من الدواوين من عمل طلَّابه، وجمعِ أشعار القبائل العربية، منها: ديوان الأَفْوَه الأَوْدِيّ للطالب مروان الوزَّة، وأشعار المُعمَّرين للطالبة شمس الإسلام حالو، وشعراء كِنْدة للطالب رفاعي سكون، وشعر بني كِنانة للطالبة إيناس بوبس، وشعراء بَجِيلة للطالبة سناء عيسى، وديوان شعراء خَثْعَم، وديوان بني جَدِيلة (فَهْم وعَدْوان) كلاهما للطالبة رغد بنت عبد الرزاق ياسين الصبَّاغ.

 

أُصيبَ في صباح يوم السبت 23/ 11/ 2024، بنَزْف دماغي مفاجئ، وهو في تمام همَّة ونشاط، ونُقل إلى العناية المشدَّدة في مستشفى المواساة. وأُجريت له جِراحةٌ دقيقة (عملية أم الدَّم الدِّماغية) في مشفى دار الشفاء، ولم يلبث أن دخل في غيبوبة وموت دماغي، مع بقاء القلب ينبض. حتى وافته منيَّته يوم الثلاثاء 2 جُمادى الآخرة 1446هـ الموافق 3 كانون الأول (ديسمبر) 2024م. وفي اليوم التالي نُقل جُثمانه إلى مسقط رأسه بلدة رأس المعرَّة، وصُلِّيَ عليه في جامع البلدة، ودُفن في مقبرتها. رحمه الله تعالى وغفر لنا وله، وجزاه عن العربية وآدابها، وعن طلَّابه خير الجزاء.

 

كتبها: أيمن بن أحمد ذو الغنى

 

فقيد المَجمَع الأستاذ الدكتور محمد شفيق البَيطار

فقيد المَجمَع الأستاذ الدكتور محمد شفيق البَيطار

 

كلمة شيخ المَجْمَعيين الدكتور مازن المبارك بخطِّ يده







Source link

أترك تعليقا

مشاركة
What I read in November – by Lilly Drury – Lilly’s Letters – substack.com
ليس لك من الأمر شيء