لا يجوز إضافة صفاته تبارك تعالى إلى التعبيد في أسماء المخلوقين


لا يجوز إضافة صفاته تبارك تعالى إلى التعبيد في أسماء المخلوقين

 

إن أسماء الله الحسنى كُلها تدلُ على ذاته – تبارك وتعالى – وأن الصفة تدل على الموصوف، وقال شيخ الإسلام ابنُ تَيميَّةَ (ت: 782هـ) – رحمه الله -: “كُلُّ اسمٍ مِن أسْماءِ اللهِ فإنَّه يَستلزِمُ معنى الآخَرِ؛ فإنَّه يَدُلُّ على الذَّاتِ، والذَّاتُ تستلزِمُ معنى الاسمِ الآخَرِ، لكِنْ هذا باللُّزومِ، وأمَّا دَلالةُ كُلِّ اسمٍ على خاصيَّتِه وعلى الذَّاتِ بمَجموعِهما فبالمُطابقةِ، ودَلالتُها على أحَدِهما بالتضَمُّنِ” [1].

 

وقال – رحمه الله – أيضًا: “فأسماؤه كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته، ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر، فالعزيز يدل على نفسه مع عزته، والخالق يدل على نفسه مع خلقه، والرحيم يدل على نفسه مع رحمته، ونفسه تستلزم جميع صفاته، فصار كل اسم يدل على ذاته، والصفة المختصة به بطريق المطابقة، وعلى أحدهما بطريق التضمن، وعلى الصفة الأخرى بطريق اللزوم”[2].

 

وقال ابن القيم (ت:751هـ) – رحمه الله -: “الاسمُ مِن أسمائِه له دَلالاتٌ؛ دلالةٌ على الذَّاتِ والصِّفةِ بالمطابقِة، ودَلالةٌ على أحَدِهما بالتضَمُّنِ، ودلالةٌ على الصِّفةِ الأُخرى باللُّزومِ”[3].

 

وقال – رحمه الله – أيضًا: “الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يُشتق منه المصدر والفعل، فيُخبر به عنه فعلاً ومصدرًا؛ نحو السميع، البصير، القدير، يطلق عليه منه: السمع والبصر والقدرة، ويُخبر عنه بالأفعال من ذلك؛ نحو: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ [المجادلة: 1]، ﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القادرون [المرسلات: 23]، هذا إن كان الفعل متعديًا، فإن كان لازمًا لم يُخبر عنه به؛ نحو: الحي، بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل، فلا يقال حيِيَ”[4].

 

– أما أسماؤه – سبحانه – يجوز إضافتها إلى التعبيد في أسماء المخلوقين كما هو معلوم.


[1] مجموع الفتاوى: (10/ 254).

[2] مجموع الفتاوى: ( 7/ 185).

[3] بدائع الفوائد: (1/ 285).

[4] المرجع السابق: (1/ 170).



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
إدارة معرض فرنكفورت للكتاب تقرر حجب جائزة كان من المقرر منحها للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي
طارق الطاهر ومحمود مطر صاحبا آخر كتابين عن نجيب محفوظ – بوابة الأهرام