لفتة الآباء في نصيحة الأبناء


لفتة الآباء في نصيحة الأبناء

توجيهات لطلاب الحلقات القرآنية

 

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وأُصلِّي وأُسلِّم على خير خلقه وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فبالأمس القريب انصرم عامٌ حمل بين طيَّاته العديد من الأمور، بعضها نجاح، وبعضها إخفاق، لكن العامل المشترك بينها أنها ذهبت، ولا يمكن أن تعود بذاتها لنصحح المسار أو نعدِّله.

 

لكن الذي لا شك فيه أننا ومع اقتراب العام الجديد يمكن أن نقوِّم أخطاءنا، ونُعدِّلها لتكون نجاحاتٍ كبيرةً، كما أننا نطور ما وفقنا الله عز وجل فيه ليستمر النجاح والتقدم.

 

رسالتي هذه أقدمها لقُرَّةِ العين أبنائي الطلاب، أسأل الله أن يجعلكم من أهل القرآن، وأن يقر أعين والديكم بكم.

 

بدايةً يا أحبتي، أود أن أسوق لكم بشرى عظيمةً من الحبيب المصطفى، عليه أفضل الصلاة والسلام: ((‌خيرُكم ‌من ‌تعلَّم القرآن وعلَّمه))، فتذكَّر أنك في الأصل مميَّز، قد ميَّزك الله عز وجل وأقامك في هذا الموضع، واصطفاك لتكون من حَمَلَةِ كتابِهِ والتَّالين له، وهاك بعض النصح كي تسير على منهج وبصيرة في حفظ القرآن:

أولها: النية؛ وهي قسمان:

الأول: الإخلاص لله عز وجل، فلا يكن حفظك طلبًا للدنيا وعَرَضِها الفاني، بل اطلب بذلك وجه الله سبحانه، وما أعده سبحانه لأهل القرآن، وهو القسم الثاني: استحضار ثواب قراءة القرآن، فلك بكل حرف تقرؤه حسنة، وترتقي في درجات الجنة بحسب ما تُتقن من القرآن، وأن تكون مع السَّفَرَةِ الكِرام البَرَرَةِ، وأن تُلبِسَ والديك تاجًا يوم القيامة.

 

ثانيها: تحلَّ بالأخلاق الحميدة؛ فرأس مالك هو أخلاقك، كن حريصًا على التأدب مع القرآن؛ فإنه كلام الله (الوضوء، والقراءة السليمة، والسواك)، كن حريصًا على التأدب مع شيخك (إكرامه واحترامه، والجلوس بأدب أمامه، والاستماع إليه).

 

ثالثها: حدد هدفك وركِّز عليه؛ وهو حفظ القرآن وإتقانه وضبطه، وانشط لغايتِكَ، وإياك والكسلَ؛ فإنه يُفْسِدُ الخطط، ويُضْعِف العزم.

 

رابعها: اخْتَرِ الوقت المناسب للحفظ، وأفضلُه بعد صلاة الفجر.

 

خامسها: الاستمرارية وعدم الانقطاع، فالانقطاع مَفْسَدَةٌ للهِمَمِ.

 

سادسها: نظِّم وقتك؛ فغالبًا يأتي الفشل من العشوائية.

 

سابعًا: أدِمْ مراجعة محفوظك مرة كل أسبوع، تراجع كل ما حفِظتَ.

 

ثامنًا: اقرأ ما ستحفظ على شيخك قبل حفظه لتضبطه.

 

تاسعًا: اربط الحفظ القديم بالجديد، فاجعل آخر آية حفظتها أمس، هي أول آية تبدأ بها اليوم.

 

عاشرًا: نظِّم نومك؛ ليرتاح رأسك، وتستطيع الحفظ والإتقان.

 

يا أيها الابن الغالي، دونك تلك النصائحَ فامتثِلْها، نفعك الله بها، وسدَّد خُطاك.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تحميل كتاب الإخوان في البرلمان pdf
تحميل كتاب الإخوان المسلمون والديمقراطية pdf