(مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر


﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]

مِن أعظم التوقير إحسانُ الشكر

 

مِن الناس مَن يزدري نِعَمَ الله تعالى وهو لا يشعر، فمن ذلك قول بعضهم: إني منذ كذا وكذا أنتظر شيئًا جميلًا يحدث في حياتي، لكنه لم يحدث حتى الآن، وقول الآخر: فاتتكَ الحظوظُ فالحظوظُ لأهلها، ونحو تلك الجمل الدالة على نقص التوقير لله تعالى، ونسيانِ آلائه ونعمه؛ والله تعالى يقول: ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [النحل: 83]، فأقلُّ الناسِ الشاكرون؛ قال سبحانه: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، وقال جل وعلا: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا ﴾ [إبراهيم: 28]، فقلبوا شكرَهُم كفرًا بالنِّعم والمُنْعِم؛ ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13].

 

ومَن تأمَّل حاله وتدبَّر شأنه، وجد أنَّه مغمورٌ بنِعَمٍ لله تعالى لا يُحصيها؛ فالعافيةُ نعمةٌ، والأمن نعمة، والعقل نعمة، وحسن الخُلُقِ والخَلْقِ نعمة، والرزقُ نعمة، وصرفُ البلاء ورفعُهُ نعمة، وأعظمُ النعم بإطلاق هي نِعَمُ الإسلام والإيمان، والتوحيد والسُّنَّة والاستقامة، ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون؛ ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، وإنَّما يرى أثر النعمة مَن فَقَدَها، وتدبَّرْ مليًّا فالخطاب لك: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، والله المستعان.

 





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
‘I take my words back…,’ says Kangana Ranaut withdrawing her remarks on repealed farm laws after BJP's disapproval | Mint – Mint
تقوى الله طريق النجاة