ما خص الله به رمضان من الأعمال الصالحة
ما خص الله به رمضان من الأعمال الصالحة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فخصَّ الله رمضان بأربعة أعمال ينبغي الاهتمام بها وتقديمها على غيرها من الأعمال الصالحة أوجب الله منها واحدًا.
الأول: وهو أن يصوم العبد كما أراد الله، وأن يحافظ على صيامه من الإخلال والنقص، روى ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ[1]، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ، فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ»[2].
وروى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ»[3].
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لم يَدَعْ قوْلَ الزُّورِ وَالعملَ بِه[4]، والجهلَ، فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ في أَن يَدَعَ طَعامَهُ وشرابَهُ»[5].
الثاني: قراءة القرآن روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة[6].
قال النووي رحمه الله: وفيه من الفوائد استحباب الإكثار من القراءة في رمضان، وكونها أفضل من سائر الأذكار؛ إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويًا لفعلاه[7]، وقال في موضع آخر: وفي هذا الحديث فوائد منها استحباب إكثار الجود في رمضان، ومنها: زيادة والخير عند ملاقاة الصالحين، وعقب فراقهم ومنها: استحباب مدارسة القرآن[8].
الثالث: قيام الليل مع الجماعة: لم يشرع قيام الليل جماعة على وجه الدوام إلا في شهر رمضان وذلك من خصائصه، ولذا جاء في الحديث الذي رواه الترمذي في سننه من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»[9].
الرابع: الصدقة بجميع أنواع الخير: من علمٍ، وكُسوةٍ، وطعام، وغير ذلك كما ورد في حديث ابن عباس السابق ذكره.
اللهم لا تجعل حظَّنا من صيامنا الجوع والعطش، ولا تجعل حظَّنا من قيامنا السهر والتعب، وتقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، واغفِر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الأسئلة:
1- خص رمضان بأعمال ينبغي تقديمها على غيرها، فما هي؟
2- ما الواجب من هذه الأعمال، وما المسنون؟
3- ما الذي يدل عليه كلام النووي؟
4- الحسنات تجلب الحسنات، فما الدليل؟
[1] الجماع ومقدماته.
[2] (3/ 242) برقم 1996،وقال محققه د/ محمد الأعظمي إسناده صحيح.
[3] سنن ابن ماجه (1690)، وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن ابن ماجه (1/ 282) برقم 1371.
[4] العمل بالزور: هو العمل بكل قول محرم كالغش في المعاملات والفطر المحرم وسائر المعاصي الأخرى.
[5] صحيح البخاري برقم (1903).
[6] صحيح البخاري رقم (6) وصحيح مسلم برقم (2308).
[7] شرح صحيح مسلم (1/ 31).
[8] شرح صحيح مسلم(15/ 69).
[9] جزء من حديث رواه الترمذي في سننه برقم (806) وقال هذا حديث حسن صحيح.