مخالطة الناس حسب الحاجة وترك الوحدة سفرا وحضرا إلا لحاجة سبب لطرد الشيطان


مخالطة الناس حسب الحاجة

وترك الوحدة سفرًا وحضرًا إلا لحاجة سببٌ لطرد الشيطان

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب)؛ رواه أبو داود برقم (2607)[1].

وعنه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده»؛ رواه البخاري برقم (2998).

قال الإمام ابن عبد البر: في “التمهيد” (20/9) ـ عقب ذكره لحديث ابن عمر الثاني، وساق بسنده ـ: إلى سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه ـ عبد الله بن عمر ـ قال: خرجتُ مرةً لسفرٍ، فمررتُ بقبرٍ من قبور الجاهلية، فإذا رجل قد خرج من القبر، يتأجج نارًا، في عُنقه سلسلة، ومعي إداوة من ماء، فلما رآني قال: يا عبدالله اسقني، فقلت: عَرَفَنِي فدعاني باسمي ـ أو كلمة تقولها العرب: يا عبدالله[2]، إِذْ خَرَجَ على إثره رجل من القبر، فقال يا عبدالله لا تسْقِهْ؛ فإنه كافر، ثم أخذ السلسلة فاجتذبه، فأدخله القبر، قال: ثم أضافني الليل إلى بيت عجوز إلى جانبها قبر، فسمعتُ من القبر صوتًا يقول: بولٌ وما بول، شنٌ وما شن، فقلت للعجوز ما هذا؟ قالت: كان زوجًا لي، وكان إذا بال لم يَتِّقِ البول، وكنت أقول له: ويحك إن الجمل إذا بال تفاج[3]، وكان يأبى، فهو ينادي من يوم مات: بول وما بول، قلت: فما الشن قالت: جاء رجل عطشان، فقال اسقني، فقال دونك الشن، فإذا ليس فيه شيء، فخر الرجل ميتًا، فهو ينادي منذ يوم مات شن وما شن، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرتُه، فنهى أن يُسافر الرجل وحده؛ اهـ.

قال أبو محمد: وحكايات الناس في هذا الباب كثيرة، وبالأخص أصحاب البوادي، ومن سَلِم في وَحدته من أذية الشيطان، ما سلِم من وساوسه، إلا من رحم الله تبارك وتعالى، والله أعلم.


[1] صحيحٌ: راجع: “صحيح أبي داود” برقم (2271).

[2] أي: ناداني بعبد الله، على عادة العرب في ندائها لمن لا تعرفه، وذلك لأن الكل عبيد الله، كما في الحديث الصحيح، والله أعلم.

[3] قال ابن منظور: في “لسان العرب” (2/ 339): التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، وهو من الفج الطريق؛ اهـ.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
جهود الشيخ عمر بن محمد فلاّته – رحمه الله
مكتبه السلطان – كتب مسموعة :| الداء والدواء – الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي – | الجــــــــــزء 16 |٠