مدخل إلى كتاب الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع للسيوطي


مدخل إلى كتاب

الكوكب السَّاطع في نظم جمع الجوامع للسُّيوطي[1]

د. عبدالحكيم الأنيس

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّه الأمين، اللَّهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزدنا علمًا وعملًا وأدبًا وفقهًا في الدِّين.

 

وبعد: فهذه كلماتٌ بين يدي كتاب “الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع” للإمام جلال الدين السيوطي[2].

1-تعريف بالنَّاظم:

الإمام السُّيوطي، رحمه الله، صاحب هذا الكتاب إمام معروف من علماء القرن التَّاسع والعاشر، ولد سنة (849) وتوفِّي سنة (911)، فهو لم يُعمَّر كثيرًا، ولكنَّ الله بارك في أخذه وعطائه ووقته وعمره وجهوده؛ فأنتج إنتاجًا كبيرًا جدًّا، إنتاج متنوِّع، غزير، في العلوم الإسلاميَّة والعربيَّة والطِّبِّيَّة، وكان حريصًا على وقته، ولهذا رأينا هذا الإنتاج إلى جانب التَّدريس والإفتاء، والتَّدريس والإفتاء يأخذان من وقت العالِم الكثير، فلنا أن نتصوَّر كم بذل من جهد، وكم ضحَّى بأوقات راحته من أجل القيام بخدمة العلم والدِّين.

 

كُتِب عنه الكثير، ومِن أوثق ما يكون ما كتبه هو عن نفسه، وقد ترجم هو لنفسه ترجمة مُبكِّرة بآخر كتابه (بغية الوعاة في طبقات اللُّغويِّين والنُّحاة) وذلك سنة (871) وكان في عنفوان شبابه، وذكر لنفسه في هذه التَّرجمة – التي لم تُطبع في المطبوع من بغية الوعاة – مؤلَّفات كثيرة.

 

ثمَّ بعد ذلك عندما بلغ الأربعين من العمر ألَّف كتابًا سمَّاه (التَّحدُّث بنعمة الله) وخصَّصه للكتابة عن نفسه، لسيرته الذَّاتيَّة الشَّخصيَّة.

 

ثمَّ كتب عن نفسه ترجمة مُوجزة مُهمَّة في كتابه (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة).

 

ثمَّ أفرد رسالة لمؤلَّفاته سمَّاها (فهرست مؤلَّفاتي)، وعليها العُمدة؛ فهي التي أودع فيها ما ارتضاه وأبقاه إلى الممات.

 

والمؤلَّفاتُ في هذه الرِّسالة نحو (530) مؤلَّفًا، فقوائم مؤلَّفاته هي:

القائمة الأولى في ترجمته في (بغية الوعاة).

 

القائمة الثَّانية التي أوردها في (التَّحدُّث بنعمة الله).

 

القائمة الثَّالثة التي أوردها في ترجمته في (حسن المحاضرة).

 

القائمة الرَّابعة (فهرست مؤلَّفاتي) وهي المعتمدة؛ لأنَّه أعرض فيها عن كتب غسلها أو تراجع عنها أو لم يشأ أن يكملها.

 

فإذا أردنا أنْ نعرف حياة السُّيوطي في الأربعين سنة الأولى فنرجع إلى كتابه (التَّحدُّث بنعمة الله)، وأمَّا العشرون سنة الأخرى فهذه لا بدَّ لها من مصادر أخرى؛ لأنَّ السُّيوطي لم يتابع الكتابة عن تلك السَّنوات، إنَّما توقَّف في الأربعين سنة الأولى.

 

قام تلاميذه بشيء من هذه المهمَّة؛ فهناك كتاب (ترجمة العلَّامة السُّيوطي) لتلميذه الكبير أبي عبدالله شمس الدِّين محمَّد بن عليّ الدَّاوودي المالكي، وهو مطبوع في مجلَّد كبير.

 

والثَّاني هو الشَّيخ عبدالقادر الشَّاذلي في كتابه (بهجة العابدين بترجمة حافظ العصر جلال الدِّين) وفي هذين الكتابين ما يكمِل شيئًا ممَّا تركه السُّيوطي في كتاب (التَّحدُّث بنعمة الله).

 

كما أنَّ المؤرِّخين قد كتبوا عنه، ومنهم أهل عصره كالسَّخاوي في كتاب (الضَّوء اللَّامع لأهل القرن التَّاسع) وقد ظلمه، ممَّا استدعى السُّيوطي أن يؤلِّف (الكاوي في تاريخ السَّخاوي).

 

وكتب عنه الغزِّي في (الكواكب السَّائرة بأعيان المئة العاشرة) وابن العماد، والشَّعراني في طبقاته الوسطى والصُّغرى.

 

وأكتفي بهذه الإلماعة في مصادر ترجمة الإمام السُّيوطي.

 

2-السُّيوطي وعلم الأصول:

ما يهمُّنا هو أن نتوقَّف قليلًا عند السُّيوطي وعلم الأصول، وإذا أردنا أن نأخذ تصوُّرًا عن ذلك لابدَّ أن نعود إلى ما قاله هو عن نفسه.

 

يقول في كتاب (التَّحدُّث بنعمة الله) وهو يتحدَّث عن نشأته: «وختمت القرآن ولي من العمر دون الثَّمان سنين، ثمَّ حفظت عمدة الأحكام، ومنهاج النَّووي، وألفيَّة ابن مالك، ومنهاج البيضاوي [وهذا في أصول الفقه]، وعرضت الثَّلاثة الأُوَل في صفر سنة أربع وستِّين على شيخ الإسلام علم الدِّين البلقيني، وشرف الدِّين المناوي، وقاضي القضاة عزّ الدِّين الحنبلي، وشيخ الشُّيوخ أمين الدِّين الأقصرائي وغيرهم، وأجازوني».

 

وممَّا وقع له في نشأته أنَّه أفتى وألَّف رسالة صغيرة في تحريم المنطق، يقول:

“ووقعتْ لي في أيَّامه [يعني أيَّام شيخه البلقيني] واقعة تحريم المنطق وهو أوَّل الوقائع التي قام الناس عليَّ فيها، وذلك أنِّي كنت اشتغلت به فقرأت إيساغوجي وشرحه على الشَّيخ شمس الدِّين الحنفي خازن الكتب بالشَّيخونيَّة وعلى قاضي طرسوس علاء الدِّين رجل روميّ، قدم علينا الشَّيخونيَّة فنزل عند شيخنا الكافِيَجي، وكنت إذ ذاك اختصرت ورقات إمام الحرمين في مقدِّمة لطيفة، فرآها معي القاضي المذكور فأخذها ثمَّ لم يردَّها إليّ، وربما توهَّمت أنَّه يريد نسبتها لنفسه إذا ذهب إلى البلاد، فسقط من عيني…» إلى آخر ما قال.

 

ويذكر أيضًا أنَّه لزم دروس شيخ الإسلام شرف الدِّين المناوي، قال: «وسمعت عليه دروسًا عديدة من الكشَّاف، والتَّوضيح [في النحو] وحاشيته عليه، وشرح الشُّذور، وتلخيص المفتاح والعضد».

 

ثمَّ قال: «ثمَّ لزمت دروس شيخنا العلَّامة أستاذ الأستاذين الكافيجي، فأخذت عنه الفنون قراءةً وسماعًا، من التَّفسير والحديث والأصلين [أصول الدِّين وأصول الفقه] فقرأت عليه من شرح القواعد له، وأشياء من مختصراته، وسمعت عليه من الكشَّاف وحواشيه، والمغني وحاشيته، وتوضيح صدر الشَّريعة، والتَّلويح للشَّيخ سعد الدِّين» فالتَّوضيح والتَّلويح في أصول الفقه، وذكر كتبًا أخرى.

 

ثمَّ قال: «وفي هذه المدَّة قرأت على صديق والدي قاضي القضاة عزِّ الدِّين الكناني الحنبلي، فأخذت عنه قراءة بحثٍ قطعةً من جمع الجوامع لابن السُّبكي[3]، وقطعةً من نظم مختصر ابن الحاجب الأصلي ومن شرحه، كلاهما تأليفه».

 

ثمَّ عندما ذكر ما له من مسموعات ذكر كذلك جمع الجوامع لابن السُّبكي.

 

وممَّا قاله السُّيوطي عن نفسه في (حُسن المحاضرة) فيما يتعلَّق بعلم الأصول، قال: «رُزقت التَّبحُّر في سبعة علوم: التَّفسير، والحديث، والفقه، والنَّحو، والمعاني، والبيان، والبديع، على طريقة العرب والبلغاء» ثمَّ قال: «ودون هذه السَّبعة في المعرفة أصول الفقه والجدل والتَّصريف، ودونها الإنشاء، والتوسُّل، والفرائض، ودونها القراءات، ولم آخذها عن شيخ، ودونها الطِّبّ…» إلى آخر ما قال.

 

3- مؤلَّفاته في الأصول:

الكوكب السَّاطع في نظم جمع الجوامع، ثمَّ شرح هذا النَّظم.

النُّقاية، اشتمل على علوم متعدِّدة، منها علم أصول الفقه، ثمَّ شرحه في إتمام الدِّراية.

النُّكَت اللَّوامع على المختصر والمنهاج وجمع الجوامع.

 

وأفرد الاجتهاد بمؤلَّفات متعدِّدة:

أولاها- تقرير الاستناد في تيسير الاجتهاد، وذلك عندما ادَّعى الاجتهاد وذلك سنة (888) وكان على مشارف الأربعين.

 

الرَّدُّ على من أخلد إلى الأرض وجهل أنَّ الاجتهاد في كل عصر فرض[4].

 

ثمَّ ألَّف إرشاد المهتدين إلى نصرة المجتهدين.

 

جزيل المواهب في اختلاف المذاهب[5].

 

4- السُّيوطي ونظمه للعلوم:

أمَّا اشتغاله بنظم العلوم فالسُّيوطي كان بارعًا في العربيَّة، والعربيَّة هي أوَّل فنونه؛ فنرى أنَّه قد كتب أرجوزة هي (فصل الكلام في حكم السَّلام)، وله أرجوزة تسمَّى (السُّلاف في التَّفضيل بين الصَّلاة والطَّواف) وهاتان الأرجوزتان لم يذكرهما فيما بعد في (فهرست مؤلَّفاتي).

 

وله نظم كثير، منه:

أحاسن الاقتياس في محاسن الاقتباس.

مقاطع الحجاز.

نَور الحديقة.

الشَّهد في النَّحو، وهي قصيدة من بحر الهزج.

 

وأما نظمه الآخر في العلوم فإن له ألفيَّات متعددة، وقولنا ألفيَّات لا يعني أنَّه اقتصر على ألف بيت، وإنَّما هي ألف وتزيد، فله:

الكوكب السَّاطع في نظم جمع الجوامع، وهذا قرابة (1500) بيت.

 

الفريدة في النَّحو.

 

عقود الجمان في البلاغة.

 

عقد الدُّرر في علوم الأثر، وهذه ألفيَّة في الحديث.

 

ألفيَّة في القراءات، وهذه ذكرها في كتاب (التَّحدُّث بنعمة الله) ثمَّ لم يعد إلى ذكرها في (فهرست مؤلَّفاتي)، ولا نعرف لها نسخة.

 

الخلاصة في الفقه، وقد ذكرها في كتاب (التَّحدُّث بنعمة الله) فقال:

«الخلاصة في نظم الرَّوضة، مع زيادات كثيرة، وليس فيه كلمة حشو، كُتب منه من أوَّل الطَّهارة إلى الصَّلاة في نحو ألف بيت، ومن الخراج إلى السَّرقة في أكثر من ألف بيت»، إذن هذه الخلاصة أكثر من (2000) بيت، ولا نعرف للخلاصة نسخة.

 

أمَّا الكوكب السَّاطع وعقد الدُّرر والفريدة وعقود الجمان فهذه الألفيَّات الأربع وصلت إلينا وهي معروفة متداولة.

 

5- متن (جمع الجوامع) وجهود العلماء فيه:

أمَّا جمع الجوامع فهو متن مشهور ومعروف، فلا أطيل الكلام عليه، ألَّفه تاج الدِّين ابن السُّبكي، وقال في مقدِّمته: «نحمدك اللَّهمَّ على نعمٍ يُؤذِن الحمد بازديادها، ونصلِّي على نبيِّك محمَّد هادي الأمة لرشادها، وعلى آله وأصحابه، ما قامت الطُّروس والسُّطور لعيون الألفاظ مقام بياضها وسوادها، ونضرع إليك في منع الموانع عن إكمال جمع الجوامع، الآتي من فنِّ الأصول بالقواعد القواطع، البالغ من الإحاطة بالأصلين مبلغ ذوي الجدِّ والتَّشمير، الوارد من زهاء مئة مصنَّف منهلًا يروي ويمير، المحيط بزبدة ما في شرحي على المختصر والمنهاج مع مزيد كثير، وينحصر في مقدِّمات وسبعة كتب».

 

وهذا المتن دخل في المناهج العلميَّة في العالم الإسلاميّ، وحفظه كثيرون، وتمكَّن في الأصول به كثيرون، وشرحه العلماء، وكتبوا عليه حواشي، ونظموه، وشرحوا النَّظم، وغيرها.

 

إذا أردنا أن نأخذ فكرة عن الجهود التي قامت على هذا الكتاب والحركة العلميَّة التي أحدثها جمع الجوامع فنعود إلى (كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون) لحاجي خليفة، وقد ذكره في حرف الجيم، فقال:

جمع الجوامع في أصول الفقه:

لتاج الدِّين عبدالوهاب بن عليّ بن السُّبكي، الشَّافعيّ، وهو مختصر مشهور، أوَّله: «نحمدك اللَّهمَّ على نعم توزِن الحمدَ بازديادها…» هكذا جاء في طبعة مؤسَّسة الفرقان (3: 245)، والصَّواب: (يُؤذِن الحمدُ بازديادها) فليُصحَّح.

 

وذكر الشُّروح فقال: وله شروح كثيرة، أحسنها شرح المحقِّق جلال الدِّين المحلِّي.

 

وتحدَّث على شروح أخرى، وذكر شرح بدر الدِّين الزَّركشي فقال: «وهو شرح ممزوج» وهو (تشنيف المسامع) وهو شرح ممتاز، وهناك من سمَّى بهذا الاسم أيضًا وهو شمس الدِّين محمَّد بن محمَّد بن الأسدي الغزِّي، وله على المتن مناقشات أرسل بها إلى مؤلِّفه وهو في صلب ولايته.

 

قال: فلمَّا رآه أثنى عليه وأجابه عنها في مؤلَّف سمَّاه (منع الموانع عن جمع الجوامع) ذكره السَّخاوي، ثم ذكر شروحًا أخرى.

 

وفي الأخير ذكر من نظمه؛ فهناك نظم لشهاب الدِّين الطُّوخي، ورضيّ الدِّين الغزِّي، ثمَّ ذكر السُّيوطي فقال: نظم جلال الدِّين السُّيوطي، سمَّاه (الكوكب السَّاطع) وشرح هذا المنظوم.

 

هذا الكلام إلى عصر حاجي خليفة الذي توفي سنة (1067)، فماذا عن هذه المدَّة من وفاة حاجي خليفة إلى يومنا هذا؟

 

هذا ما نجده في كتاب آخر لحاجي خليفة عصرنا وهو الأستاذ عبدالله الحبشي اليمني، حفظه الله تعالى، فله كتاب (جامع الشُّروح والحواشي) طبع في أبو ظبي في ثلاثة مجلَّدات، ونجد الكلام على جمع الجوامع في المجلَّد الثَّاني في الصَّفحة (868) ويمتدُّ الكلام إلى الصَّفحة (880) وهو ذكر ما ذكره حاجي خليفة وأضاف عليه، فذكر مَن شرحه، ومن حشَّاه، ومن نظمه.

 

ومن اللَّطائف أنَّ من الذين نظموا هذا الكتاب سلطان المغرب عبدالحفيظ المتوفَّى سنة (1356) واسم نظمه: (الجواهر اللَّوامع) طبع في فاس سنة (1327).

 

فمن أراد التَّوسع فليرجع إلى هذين الكتابين؛ كشف الظُّنون، وجامع الشُّروح والحواشي.

 

وهناك دراسة بعنوان (منهج الإمام تاج الدِّين السُّبكي في أصول الفقه) للدُّكتور أحمد الحسنات.

 

وهناك أيضًا رسالة علميَّة عن جمع الجوامع في كليَّة العلوم الإسلاميَّة في جامعة بغداد للدُّكتور صالح بن قادر الزَّنكي.

 

وللباحث زياد سعيد بلال رسالة ماجستير بعنوان: “التطبيقات الفقهية للإمام السبكي في كتابه جمع الجوامع” نُوقشت قبل سنتين.

 

بعض شروح جمع الجوامع:

شرح الإمام الزَّركشي وهو (تشنيف المسامع)، وأنا أوصي به.

 

الثِّمار اليوانع على جمع الجوامع، تأليف الشَّيخ خالد بن عبدالله الأزهري، وتوفِّي سنة (905)، صدر عن وزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلاميَّة في المغرب.

 

الضِّياء اللَّامع شرح جمع الجوامع، لأحمد بن عبدالرَّحمن المعروف بحُلُولُو.

 

الشَّرح الجديد على جمع الجوامع، لشيخنا الشَّيخ عبدالكريم الدَّبان التّكريتي رحمه الله تعالى، وقد أفاد فيه كثيرًا من المحلِّي كما ذكر في المقدِّمة، وكنتُ قرأته عليه، وقد صدر عن دار ابن حزم بعناية الأخ الدُّكتور صلاح سيد فرحان العبيدي.

 

ومن مزايا شرح شيخنا أنَّه ترجم للرِّجال المذكورين في جمع الجوامع، وفاته قسم، وقد أفردتُ هذه التَّراجم بالنَّشر، تجدونها في (شبكة الألوكة).

 

6- الكوكب السَّاطع:

هذا النَّظم هو في (1480) بيت، نظمه السُّيوطي وله من العمر (28) سنة، ثمَّ شرَحه، وله عدَّة طبعات منها طبعة بمطبعة البوسفور سنة (1332) أي قبل أكثر من مئة سنة، وحقَّقه من أهل العصر الشَّيخ عليّ بن حمد الصَّالحي، طبع سنة (1438).

 

ثم صدرتْ له طبعة ضمن “مجموع رسائل السيوطي الفقهية والأصولية” عن دار اللباب.

 

7- مقترحات:

أقترحُ أن يُكتب بحث عن (السُّيوطي الأصولي) فهذا موضوع يمكن أن يتناوله من شاء من طلاب الدِّراسات العليا.

 

وأن يُدرس (السُّيوطي شاعرًا)، وهو موضوع مهمٌّ وكبير.

 

8- الإجازة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.

وبعـد: فقـــد عقـــد (نادي مداد في جامعة الكويت) مجلسين عن بُعد، قرأتُ فيهما مِن كتاب “الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع” للإمام جلال الدين السيوطي (ت: 911)، (812) بيتًا، وسمع ذلك عددٌ من الإخوة الفضلاء، والأخوات الفُضليات، وأجزتهم بروايته عني، ومنهم: «…».

 

وأروي هذا الكتاب إجازةً عن شيخنا الشيخ محمد ياسين الفاداني الشافعي، والشيخ عبدالفتاح أبوغدة الحنفي، والشيخ محمد بوخبزة التطواني المالكي، والشيخ عبدالرحمن الكتاني المالكي، أربعتهم عن الشيخ محمد عبدالحي الكتاني، عن الشيخ عبدالله السُّكري الدمشقي، عن الشيخ عبدالرحمن الكزبري، عن الشيخ مصطفى الرحمتي، عن الشيخ عبدالغني النابلسي، عن الشيخ نجم الدين الغزي، عن والده الشيخ بدر الدين الغزي، عن الناظم الإمام السيوطي.

 

نفعنا اللهُ تعالى بالعلم والعمل، وبلَّغنا مِنْ رضاهُ غاية السؤل والأمل، وأصلحَ لنا البال وحقَّقَ الأمل، وجنَّبنا الزللَ والخللَ.

 

وكتبَ عبدالحكيم بن محمد الأنيس لطف الله به.

دُبي: الأربعاء (17) من ربيع الآخر سنة (1445) = (1/ 11/ 2023م).


[1] أُلقيَ في صدر المجلسين اللذين أقامهما نادي مداد في جامعة الكويت لقراءة هذا الكتاب، يوم الأحد (14) من ربيع الآخر سنة (1445) = الموافق (29/ 10/ 2023)، ثم يوم الأربعاء الذي بعده. وأشكر شكرًا جزيلًا الأخ الكريم الفاضل الشيخ أحمد جنيد لقيامه بتفريغ هذا المدخل وفقه الله تعالى.

[3] والسُّيوطي إذا أراد تاج الدِّين سمَّاه ابن السُّبكي، وإذا أراد الأب تقيّ الدِّين يقول السُّبكي، فلننتبه لهذا.

[4] وقد اختار هذا العنوان ليشير إلى أنَّ الذي كان يعارضه في دعوة الاجتهاد هو من أصل يهوديّ، هو عالم مسلم، ولكنَّ أصوله من أهل الكتاب، هذا ما ظهر لي في اختيار هذا العنوان، وهو يستدعي الحادثة القديمة في الذي أخلد إلى الأرض، وقصَّته معروفة.

[5] وهذه الأربعة وفَّق الله تعالى لخدمتها، وهي موجودة في موقع دائرة الشُّؤون الإسلاميَّة والعمل الخيريّ بدبيّ.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
مركز أبوظبي للغة العربية يُنظم مهرجان العين للكتاب 2023
مركز أبوظبي للغة العربية يُنظم مهرجان العين للكتاب 2023