معرض كتاب الرياض يعود مجدداً لأرض انطلاقته أول مرة عام 1976
«أكاديمية إم تي في»… أسرار المهنة بين يديك
تحذو قناة «إم تي في» اللبنانية حذو قنوات أجنبية وعربية تسهم اليوم في تخريج جيل إعلامي مصقولة مواهبه بالعلم والمعرفة والعمل التطبيقي.
ومن باب حرصها على مدّ المعجبين بأسلوبها الإعلامي، قررت نشره على طريقتها. «أكاديمية إم تي في» أول صرح أكاديمي يولد من رحم محطة تلفزيونية لبنانية، هدفه صناعة نماذج إعلامية ناجحة تشبه بتفكيرها وأسلوبها المحطة نفسها.
أسست هذه الأكاديمية إحدى مذيعاتها رانيا أشقر، صاحبة خبرة تربوية عالية. تحمل شهادة الدكتوراه بالإعلام والتربية، والماجستير في الأدب الفرنسي. وبعد عدة محادثات أجرتها مع إدارة المحطة المذكورة نجحت في تنفيذها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تراودني الفكرة كما أصحاب المحطة منذ وقت طويل، وحان الوقت اليوم لتنفيذها على المستوى المطلوب. وضعت المنهج الدراسي وأدرجت المواد التدريسية والتطبيقية اللازمة. وجميع هذه المواد يحتاجها كل إعلامي يبغي التقدم والتطور. وأنا شخصياً تلقيت دروساً خاصة مع مدربين وخبراء في المجال، لأصقل تجربتي الإعلامية».
تقدم «أكاديمية إم تي في» حصصاً دراسية ضمن دورات مكثفة تصل إلى 40 ساعة للواحدة منها. وتستغرق نحو 5 أشهر بحيث يتلقى الطالب 10 مواد مختلفة. وتوضح أشقر: «هذه المواد توزع على الطلاب، كل حسب حاجته، فيمكن أن تقل أو تزيد. وهي مواد تؤلف الركيزة الأساسية لمقدم برامج أو مذيع تلفزيوني أو محاور وما إلى هنالك من مهمات إعلامية يحب القيام بها».
وضعت أشقر المنهج الدراسي بتأنٍّ، وتطلب منها الأمر أبحاثاً كثيفة واتصالات مع خبراء وأصحاب مهن إعلامية. وتتابع: «حتى الموقع الإلكتروني الخاص بالأكاديمية تطلّب منا الكثير من التحضير واستغرق نحو 3 أشهر لإنجازه. واليوم من يدخل الموقع يمكنه الاطلاع بوضوح على كل ما تقدمه الأكاديمية في إطار الإعلام».
دورتان في السنة حُدّدتا لإتمام هذه المهمة، وفي كل دورة يمكن استيعاب 20 شخصاً: «نبدأ بدورتنا الأولى في 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، واضطررنا إلى زيادة عدد الطلاب ليصبح 27 طالباً بدلاً من 20 للإقبال الكبير الذي شهدناه».
نجوم شاشة «إم تي في» إضافة إلى خبراء متخصصين بالإعلام سيقومون بمهمة إعطاء هذه الحصص، وبينها ما يتعلق بالبرامج السياسية والأخبار والريبورتاج وغيرها. ومن بين هؤلاء مذيع نشرات الأخبار ماجد بوهدير، والمحاور السياسي داني حداد، ومذيع فترات الصباح إيلي أحوش، ورانيا أشقر نفسها، وغيرهم. كما تخصص هذه الدورات فقرات خاصة بالأزياء ولغة الجسد والجمال، وتشارك في تدريسها خبيرة التجميل ليلى عبيد، وخبيرة الـ«إتيكيت» نادين ضاهر.
وستركن الأكاديمية أيضاً إلى استضافة نجوم يعملون في الإعلام عامة، فيزودون الطلاب بخبراتهم، ولكن ماذا عن الشهادة التي يحصل عليها الطالب ومدى موضوعيتها؟ ترد رانيا أشقر: «الشهادة ستكون رسمية وموقعة من وزارة الإعلام في لبنان وبالتعاون مع جامعتين لبنانيتين وهما (إن دي يو) واليسوعية. فطلابهما أيضاً، يمكن أن يتابعوا هذه الحصص عندنا في الأكاديمية. طلاب الإعلام في مختلف الجامعات يحتاجون دروساً تطبيقية في المرئي والمسموع. وكلنا نعلم أن الإعلام يحتاج تمرينات مكثفة كي يصل طالبه إلى المستوى المطلوب».
الدورة الثانية التي بدأت الأكاديمية تسجيل طلابها تبدأ في فبراير (شباط) من عام 2024. وتخبرنا أشقر عن نوعية هؤلاء الطلاب: «هناك بالطبع طلاب إعلام ومحامون ومديرو شركات ورجال أعمال ومن مهن أخرى. جميعهم يحتاجون هذه المهارات للتميز في مهنهم وتقديم الأفضل».
مساحة خاصة استحدثتها «إم تي في» لطلاب الأكاديمية في صرحها الواقع في منطقة النقاش. وستعزز هذه الدروس بأخرى تطبيقية تجري في استوديوهاتها.
وتخصص الأكاديمية مقعداً دائماً لطالب ذي إمكانات اجتماعية بسيطة، فتوفر الفرصة له ليتابع الدورة مجاناً في مبادرة إنسانية تتبعها.
لارا لحد ابنة الـ«إم تي في» ومديرة قسم التواصل ومسؤولة عن الكاستينغ والتدريب التلفزيوني فيها، تشارك أيضاً ضمن فريق الأكاديمية. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيطّلع طلاب الأكاديمية من خلال انتسابهم إليها على أسرار المهنة، التي تؤمن لهم النجاح في المستقبل عند مزاولتهم العمل. ونحرص على إعطاء دروس نظرية وأخرى تطبيقية، فيعيشون تجربة تلفزيونية واقعية بكل أبعادها».
لارا حاملة شهادتين جامعيتين في الترجمة واللغات الحية، توضح طبيعة المواد التي ستعطيها لطلاب الأكاديمية: «من بين 11 مادة تعطى للطلاب سأدرس (فن الوقوف أمام الكاميرا)، و(المحتوى الإبداعي)».
في الأولى يتعرف الطلاب على كل ما يتعلق بوقوفهم أمام الكاميرا وكيفية التعاطي معها. وفي الثانية ستُعطي لارا الدروس المتعلقة بكيفية خلق محتوى تلفزيوني، لتزوّد الطالب بفكرة شاملة وواضحة عن كيفية صناعة برنامج تلفزيوني ووضع فكرته وتنفيذها. وكذلك تزويده بخبرة تلفزيونية تخوله تصدر وسائل التواصل الاجتماعي (تراند) والأداء الذي يجب أن يتبعه ليحقق هدفه وينجح.
وتشير لارا إلى أن الخبرات التي سيجمعها طالب الأكاديمية ستكون متراكمة: «سيدخل الاستوديو التصويري، ويتعامل مع المخرج، كما سيتعرف إلى أسس العمل التلفزيوني في كابينات الكونترول والريجيه. وهي أقسام أساسية في العمل التلفزيوني. ومن المواد التي سيدرسها أيضاً علم الإنتاج التلفزيوني وعملية الإعداد للبرامج، إضافة إلى غيرها».
وتخبرنا لارا بأن القناة ستخصص لهذه الأكاديمية ريبورتاجات مصورة تنقل للمشاهد كيفية العمل فيها: «هي كناية عن حلقة قصيرة تلخص حيثيات الدورة التدريسية وطبيعتها على الأرض. وبذلك يتعرف المشاهد على المستوى الاحترافي الرفيع الذي نوفره لطلابنا».
ومن أهداف «إم تي في»، اعتمادها في المستقبل على نخبة الطلاب المتخرجين، ليعملوا في صرحها إذا ما احتاجت لكادرات إعلامية معينة. وتختم لارا: «بذلك نكون على علم ودراية مسبقة بالطاقات التي نلجأ إليها. فهي ستكون جاهزة تماماً، وكما نرغب، لتدخل العمل التلفزيوني».