من آداب الزيارة والاستئذان


مِن آداب الزيارة والاستئذان

 

1- قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ [النور: 27 – 29].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الاستئناس: الاستئذان. “ذكره ابن كثير”

 

2- هذه آداب شرعية أدّب الله بها عباده المؤمنين وذلك في الاستئذان أمرَهم أن لا يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأنسوا أي يستأذنوا قبل الدخول ويُسَلِّموا بعده، وينبغي أن يستأذن ثلاث مرات فإن اذن له وإلا انصرف كما ثبت في الصحيح أن أبا موسى حين أستأذنَ على عمر ثلاثًا فلم يؤذَن له انصرف ثم قال عمر: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن؟ ائذنوا له، فطلبوه فوجدوه قد ذهب، فلما جاء بعد ذلك قال: ما أرجعك؟ قال: إني استأذنت ثلاثًا ولم يُؤذن لي، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا استأذن أحدكم ثلاثًا ولم يؤذن له فلْينَصَرف)؛ متفق عليه.

 

فقال عمر: لَتأتِني على هذا ببَيِّنة وإلا أوجعتك ضربًا، فذهب إلى ملأ من الأنصار فذكر لهم ما قال عمر، فقالوَا: لا يشهد لك إلا أصغرنا، فقام معه أبو سعيد الخدري فأخبر عمر بذلك فقال: ألهاني عنه الصفق بالأسواق.

 

[انظر: تفسير ابن كثير 3/ 278].

 

مِن فوائد الآيات والحديث:

1- على الزائر أن لا يدخل البيت قبل أن يستأذن من أهله، ويجد قبولًا ورغبة في دخوله.

 

2- على الزائر أن يبدأ من يزورهم بالتحية قائلًا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقول الله تعالى: ﴿ فَإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾. [النور: 61].

 

3- قال مجاهد: إذا دخلت المسجد فقل: السلام على رسول الله، وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم، وإذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. [انظر: تفسير ابن كثير 3/ 305].

 

ولا فرق في لفظ السلام بين الرجال والنساء، فالمرأة المسلمة تسلم على النساء وعلى أقاربها من الرجال المحرمين عليها كإخوتها وأولادهم، والرجل يُسلم على النساء المحرمات عليه.

 

4- لا يجوز للمرأة الدخول إلى دار أحد دون إذن كما هي عادة بعض النساء، فربما كان الرجل وحده في البيت، فتقع الخلوة المحرمة، وربما كان عريانًا أو نائمًا مع أهله.

 

5- احذر أن تعودِّ أهلك وأولادك الكذب فتوصيهم مثلًا أن يقولوا إذا دق الباب: (غير موجود) وأنت في الدَّار، والأجدر أن تعتذر عن الخروج إذا كنت مشغولًا، فذلك خيرٌ في الدنيا والآخرة، وعلى الزائر أن يقبل العذر لقول الله تعالى: ﴿ وَإنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى ﴾ [النور: 28].

 

6- لا يجوز للزائر أن يحد بصره إلى داخل الدار حين الاستئذان، لأن الإذن جُعل من أجل النظر: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن اطَّلعَ في بيتٍ قوم بغير إذنهم، فقد حَل لهم أن يفقؤوا عينه)؛ رواه مسلم.

 

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب مِن تلقاء وجهه، ولكنه مِن ركنه الأيمن أو الأيسر، وبقول: (السلام عليكم. السلام عليكم)؛ صحيح رواه أحمد.

 

7- لا تدخل بيتًا لا يوجد فيه صاحبه، أو أحد أولاده الراشدين من الذكور لقول الله تعالى: ﴿ فَإنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾ [النور: 28].

 

ولا عبرة بإذَن المرأة الأجنبية كأخت الزوجة وابنة العم والخال والخالة، وزوجة الأخ.

 

8- يجب الاستئذان قبل الدخول عند زيارة الأقارب كبيت عمك، وأخيك، وخالك، حتى من السنة أن تستأذن على أخواتك:

قال ابن جريج: سمعت عطاء بن أبي رباح يخبر عن ابن عباس قال: ثلاث آيات جحدهن الناس، قال الله تعالى: ﴿ إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

 

قال: ويقولون: إن أكرمهم عند الله أعظمهم بيتًا، والأدب كله قد جحده الناس: قال: قلت أستأذن على أخواتي أيتام في حجري معي في بيت واحد؟ قال نعم، فرددت عليه ليرخص لي فأبى، فقال: أتحب أن تراها عُريانة؟ قلت لا، قال فاستأذن. أما زوجة الأخ والعم والخال وأخت الزوجة، فلا تجوز الخلوة مع إحداهن في بيت واحد، ولا رؤيتها مكشوفة، أو متزينة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء، فقال رجل مِن الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمُو؟ قال الحمُو: الموت) [الحموُ: أخو الزوج وقريبه].. ؛ رواه البخاري.

 

9- إذا دخلت بيتك، فسلِّم على أهلك، وأعلمهم بصوتك قبل دخولك لقول جابر بن عبد الله:

(إذَا دَخَلْتَ على أهلِكَ فَسَلمْ عَليهمْ تحيةً مِن عِنْدِ اللهِ مُبَاركةً طَيبة). “ذكره ابن كثير”

 

قالت زينب زوجة عبد الله بن مسعود: كان عبد الله بن مسعود إذا جاء مِن حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه.

 

“ذكره ابن كثير في تفسيره وقال: إسناده صحيح”.

 

10- عوّد أولادك منذ الصغر أن يستأذنوا عند دخولهم إلى دُور غيرهم ولو كانوا من أقاربهم.

 

11- يحسن أن تكون زيارتك قصيرة، فربما كان صاحب المنزل على موعد أو كان مشغولًا: قال الله تعالى يخاطب المؤمنين: ﴿ فَإذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

12- على الزائر الأعمى أن يستأذن كغيره حتى يحتجب النساء منه، والخلوة به محرمة.

 

13- لا يجوز النظر إلى كتاب أخيك أو رسالته دون إذن منه، فربما كان فيه سِرٌّ.

متى يباح الدخول بدون استئذان؟

 

1- إذا عرض أمر مفاجئ شديد في دار كإنقاذ أطفال وغيرهم، أو مال من حريق، فادخل بدون استئذان.

 

2- يجوز الدخول بدون إذن إلى الأماكن الآتية:

الفنادق، والخانات التي ينزل فيها المسافرون، والبيوت المعَدة للضيافة، ودوائر الحكومة، والدكاكين، والمساجد، وغيرها من الأماكن العامة، قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 29].

 





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تحميل كتاب تحليل متبقيات المبيدات ؛ أسسه وتطبيقاته pdf
تحميل كتاب تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة والوسائل المساعدة pdf