من أقوال السلف عن التوفيق


من أقوال السلف عن التوفيق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فلا غنى للمسلم عن توفيق الله جل وعلا له في جميع أموره الدينية والدنيوية، والتوفيق لا يكون إلا بمعونة الله عز وجل وتأييده، نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق والسداد في القول والعمل.

للسلف أقوال عن التوفيق، يسَّر الله فجمعت بعضًا منها، أسأل الله أن ينفع بها.

التوفيق:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: التوفيق ألَّا يكِلَك الله تعالى إلى نفسك.

قال الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: التوفيق من الله: هو التسهيل والتيسير والمعونة.

قال الإمام البغوي رحمه الله: التوفيق… تسهيل سُبُل الخير والطاعة.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: التوفيق: الرشد.

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: التوفيق: هو إعانة خاصة من الله عز وجل للعبد، بها يضعف أثر النفس والشيطان، وتقوى الرغبة في الطاعة، وإلا فالعبد لو وُكِّل إلى نفسه لغلبته نفسه الأمَّارة بالسوء والشيطان.

 

التوفيق بيد الله، ولا يكون إلا بمعونة الله عز وجل وتأييده:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: التوفيق والرشد بيد الله لا مانع لما أعطى ولا مُعطي لما منع.… وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد.

قال الإمام جمال الدين القاسمي رحمه الله:﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ [هود: 88]: أي: وما كوني موفقًا للإصلاح إلا بمعونة الله وتأييده.

قال العلامة السعدي رحمه الله:﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ؛ أي: ما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوتي.

على قدر النية يكون التوفيق:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم.

سؤال الله عز وجل التوفيق:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: التوفيق هو بيد الله لا بيد العبد، ومفتاحه الدعاء والافتقار وصدقُ اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له.

قال العلامة السعدي رحمه الله: العبد ينبغي له ألَّا يتَّكِل على نفسه طرفة عين، بل لا يزال مستعينًا بربه، متوكلًا عليه، سائلًا له التوفيق.

من صدق في دعائه وابتهل إلى الله جل وعلا فالتوفيق قريب منه:

قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله: القلب…إذا ابتهل إلى الله بالأدعية المأثورة، كدعاء الاستفتاح: ((اللهم رب جبريل، وميكائيل وإسرافيل ))؛ الحديث، لا سيما في أوقات الإجابة، فإن هذا لا تكاد تسقط له دعوة، والتوفيق له أقرب من حبل الوريد.

 

مفتاح التوفيق:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: مفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة.

 

التوفيق خير قائد:

قال ابن قتيبة رحمه الله: حُسْن الخلق خيرُ قرين، والأدبُ خيرُ ميراث، والتوفيقُ خيرُ قائد.

من سعادة العبد أن يمنَّ الله عز وجل عليه بالتوفيق:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: إذا رأيت من نفسك أن الله عز وجل قد منَّ عليك بالهداية والتوفيق، والعمل الصالح، ومحبة الخير وأهل الخير، فأبشر؛ فإن في هذا دليلًا على أنك من أهل اليسرى الذين كتبت لهم السعادة.

 

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: إذا تولاك الله برعايته وبتوفيقه وهدايته في الدنيا، وفي الآخرة، فإنك تسعد سعادة لا شقاء بعدها أبدًا في الدنيا يتولاك بالهداية والتوفيق، والسير على المنهج السليم، وفي الآخرة يتولَّاك بأن يدخلك جنته خالدًا مُخلَّدًا فيها، لا خوف ولا مرض ولا شقاء، ولا كبر ولا مكاره، هذه ولاية الله لعبده المؤمن في الدنيا والآخرة.

 

النية سبب للتوفيق:

قال الإمام الغزالي رحمه الله: قال تعالى: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا [النساء: 35] فجعل النية سبب التوفيق.

من أسباب التوفيق: قصد الخير:

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الله عز وجل يُجازي من قصد الخير بالتوفيق له.

الطاعة لا يؤتى بها إلا بتوفيق الله:

قال الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: قوله:﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِدليل على أن الطاعة لا يؤتى بها إلا بتوفيق الله.

من علامات التوفيق المبادرة إلى الطاعات:

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: المبادرة إلى الطاعات من علامات التوفيق.

من علامات التوفيق انشراح الصدر لأحكام الإسلام، ومحبة الخير:

قال العلامة السعدي رحمه الله: من انشرح صدره للإسلام؛ أي: اتسع وانفسح، فاستنار بنور الإيمان، وحيي بضوء اليقين، فاطمأنت بذلك نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذًا به، غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه، ومَنَّ عليه بالتوفيق.

من علامات التوفيق إجلال طالب العلم وإكرامه لشيخه:

قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: شيخك…عليك…التحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطُّف.

 

من علامات التوفيق إصابة الحق:

قال العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله: إصابة الحق فيما يمكن اشتباهه تتوقف على ثلاثة أمور: التوفيق، والإخلاص، وبذل الوسع.

 

أما التوفيق، فالتوفق عليه ظاهر، وإنما الشأن في سبب حصوله، وقد بينه الله تبارك وتعالى بقوله:﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

الاجتماع بأهل العلم عنوان التوفيق:

قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: بلغني أنك تحب الاجتماع بأهل العلم، وتحرص على ذلك، وتقبل العلم ولو ممن هو دونك بكثير، فرجوت أن ذلك عنوان التوفيق.

الاستغفار بعد العبادات والشكر عليها يؤدي إلى التوفيق لأعمال أُخَر:

قال العلامة السعدي رحمه الله: ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادة أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه، وجعلت له محلًّا ومنزلةً رفيعةً، فهذا حقيق بالمقت ورد الفعل، كما أن الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخَر.

التوفيق عزيز:

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: أحمد بن علي بن مُسلم. قال ابن حزم: مجهول، وهو الأبار الحافظ المتقدم، وهذه عادة ابن حزم إذا لم يعرف الراوي يُجهله، ولو عبر بقوله: لا أعرفه، لكان أنصف، لكن التوفيق عزيز.

 

من حصل له شيء من التوفيق فلينسبه إلى الله عز وجل:

قال العلامة السعدي رحمه الله: العبد…إذا حصل له شيء من التوفيق، فلينسبه لموليه ومسديه، ولا يعجب بنفسه؛ لقوله: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾.

العقل الذي أُعِين بالتوفيق:

قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: قال بعض علماء السنة: العقل نوعان: عقل أُعِين بالتوفيق…فالعقل الذي أُعِين بالتوفيق: يدعو صاحبه إلى موافقة الأمر المفترض بالطاعة، والانقياد لحكمه، والتسليم لما جاء به، وترك الالتفات إلى ما خالف أمره، أو وافق نهيه، غير طالب لذلك علة غير ثبوت الأمر والنهي، فيسعد باتباع الأمر واجتناب النهي.

 

اتباع الهوى يغلق أبواب التوفيق:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: إن اتباع الهوى يغلق عن العبد أبواب التوفيق.

الرياء يحرم العبد التوفيق:

قال الإمام الغزالي رحمه الله: ومهما عرف العبد مضرة الرياء، وما يفوته من صلاح قلبه، وما يحرم عنه في الحال من التوفيق.

المعاصي تؤدي إلى قلة التوفيق وحرمانه:

قال العلامة ابن القيم: أمور تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله… قلةُ التوفيق.

قال العلامة العثيمين رحمه الله: المعاصي تحول بين العبد والتوفيق، فإذا استغفر الإنسان ربه بقلب صادق زال هذا المانعُ، وجرِّب تَجِد.

أشياء أغلقت باب التوفيق على الناس:

قال شفيق بن إبراهيم رحمه الله: أُغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة:

اشتغالهم بالنعمة عن شكرها.

رغبتهم في العلم وتركهم العمل.

المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة.

الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم.

إدبار الدنيا وهم يتبعونها.

إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
كتاب سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة 5 اليوم الآخر القيامة الكبرى ل عمر بن سليمان الأشقر
أن عثمان دعا بوضوء، فتوضأ، وغسل كفيه ثلاث مرات