من أقوال السلف في أشراط الساعة


من أقوال السلف في أشراط الساعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فمن رحمة الله عز وجل بعباده أن للساعة علامات وأشراطًا قبل وقوعها من أجل أن يستعد الناس لها، ويتوبوا إلى الله، قال الإمام القُرطُبي رحمه الله: قال العُلَماءُ رَحمِهمُ اللهُ تعالى: والحِكْمةُ في تَقديمِ الأشراطِ ودَلالةِ النَّاسِ عليها: تَنبيهُ النَّاسِ مِن رَقدَتِهم، وحَثُّهم على الاحتياطِ لِأنفُسِهم بالتَّوبةِ والإنابةِ؛ كَي لا يُباغَتوا بالحَولِ بينَهم وبينَ تَدارُكِ العَوارِضِ مِنهم، فيَنبَغي لِلنَّاسِ أن يَكونوا بَعدَ ظُهورِ أشراطِ السَّاعةِ قَد نَظَروا لِأنفُسِهم، وانقَطَعوا عَنِ الدُّنيا، واستَعَدُّوا لِلسَّاعةِ المَوعودِ بها، واللهُ أعلَم.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: الحكمة في تقديم الأشراط إيقاظ الغافلين وحَثُّهم على التوبة والاستعداد.

وأشراط الساعة تثبت بطرق، ذكرها أهل العلم، قال الإمام السفاريني رحمه الله في منظومة “الدرة المضيئة في عقد أهل الفرقة المضيئة” الشهيرة بالعقيدة السفارينية: الباب الرابع: في أشراط الساعة:

103_ وكل ما صحَّ من الأخبار
أو جاء في التنزيل والآثار

قال العلامة العثيمين رحمه الله: هذه ثلاثة طرق تثبت بها أشراط الساعة:

الأول: ما صحَّ من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وقيَّد المؤلف رحمه الله ذلك بقوله: (ما صحَّ) احترازًا مما لم يصح.

الثاني: ما جاء في التنزيل.

الثالث: ما جاء في الآثار، وهو جمع أثر، وهو ما روي عن الصحابي بشرط ألا يكون معروفًا بالأخذ عن بني إسرائيل، فإن كان معروفًا بالأخذ عن بني إسرائيل؛ فإن أخباره تكون كأخبار بني إسرائيل لا تُصدَّق ولا تُكذَّب.

للسلف رضي الله عنهم أقوال عن أشرط الساعة، يسَّر الكريم فجمعتُ بعضًا منها، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

ظهور كذَّابين يأتون بسنة يُغيرون بها السنة والدِّين:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: بين يدي الساعة الدجَّال، وبين يدي الدجَّال كذَّابون ثلاثون، أو أكثر. قلنا: ما آيتهم؟ قال: أن يأتوكم بسنة لم تكونوا عليها، يُغيِّرون بها سنتكم ودينكم، فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم، وعادوهم؛ رواه الطبراني.

يكون الشتاء في القيظ، والولد غيظ، ويكذب الخطباء على المنابر:

عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظًا، والشتاء قيظًا، وتقوم الخطباء بالكذب؛ رواه الطبراني.

السلام للمعرفة، واشتغال المرأة بالتجارة، وغلاء الخيل والنساء:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقًا، وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء، ثم ترخص، فلا تغلو إلى يوم القيامة؛ رواه الطبراني.

تحول خيار أهل العراق إلى الشام، وتحول شرار أهل الشام إلى العراق:

عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: لا تقوم الساعة حتى يتحوَّل خيار أهل العراق إلى الشام، ويتحوَّل شرار أهل الشام إلى العراق؛ رواه أحمد وابن أبي شيبة.

كثرة الصواعق:

عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، قال: تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة، حتى يأتي الرجل القوم، فيقول: من صعق قبلكم الغداة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان؛ رواه الإمام أحمد، والحاكم.

تقاطع الأرحام وتواصل الأباعد:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من أعلام الساعة وأشراطها: أن يتواصل الأطباق [الأباعد] وتقطع الأرحام؛ رواه الحاكم.

رفع القرآن حين لا يعمل به:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث جاء، فيكون له دوي حول العرش كدويِّ النحل، فيقول الرب عز وجل: “ما لك؟”، فيقول: منك خرجت وإليك أعود، أُتلى فلا يُعمل بي، فعند ذلك يُرفع القرآن؛ رواه الديلمي.

لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: والله لا تقوم الساعة حتى لا يُقسم ميراث، ولا يُفرح بغنيمة؛ رواه عبدالرزاق.

تمني المسلم الموت من الفتن:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل على القبر، فيقول: وددت أني مكان صاحبه مما يلقى الناس من الفتن؛ رواه نعيم بن حماد.

الفحش، وسوء الخلق، وسوء الجوار:

عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: إن من أشراط الساعة أن يظهر الفحش، والتفحش، وسوء الخلق، وسوء الجوار؛ رواه ابن أبي شيبة.

عبادة النساء للأصنام:

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: لا تقوم الساعة حتى تضطربَ أليات النساء حول الأصنام؛ رواه ابن أبي شيبة.

وضع الأخيار ورفع الأشرار:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: من أشراط الساعة أن يظهر القول ويُخزن العمل، ويرتفع الأشرار ويُوضع الأخيار، وتقرأ عليهم المثاني فلا يعيبها أحد منهم، قلت: ما المثاني؟ قال: كلُّ كتاب سوى كتاب الله؛ رواه ابن أبي شيبة.

نكاح المرأة في وسط الطريق:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارًا تُنكح وسط الطريق وتُجامع، لا ينكر ذلك أحد، فيكون أمثلهم يومئذٍ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلًا، فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم؛ رواه الحاكم.

قال عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما: لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافُد الحمير؛ رواه ابن أبي شيبة.

عن ابن عمرو رضي الله عنهما، قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث ريحًا لا تدع أحدًا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية، ويبقى عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، يتناكحون في الطرق، فإذا كان ذلك اشتد غضب الله على أهل الأرض فأقام الساعة؛ رواه ابن أبي شيبة.

لين الألسن وبغض القلوب، والرغبة في الدنيا، والاختلاف:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: إن شئت أنبأتكم بأشياء إذا كنت لم يكن للساعة كبير لبثٍ، إذا كانت الألسن لينة والقلوب نيازك، ورغب الناس في الدنيا، وظهر البناء على وجه الأرض، واختلف الأخوان فصار هواهما شتى، وبيع حكم الله بيعًا؛ رواه ابن أبي شيبة.

إيذاء الجار، وقطع الأرحام، وعلو البناء:

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: إن من اقتراب الساعة: أن يظهر البناء على وجه الأرض، وأن تُقطع الأرحام، وأن يؤذي الجار جاره؛ رواه ابن أبي شيبة.

علو المباني على جبال مكة:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك؛ رواه ابن أبي شيبة.

رفع العلم، ونزول الجهل:

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: إن بين يدي الساعة أيامًا ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم حتى يقوم الرجل إلى أمه فيضربها بالسيف من الجهل؛ ابن أبي شيبة.

ولاية من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة:

عن حذيفة رضي الله عنه، قال: والله لا تقوم الساعة حتى يلي عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة؛ رواه ابن أبي شيبة.

فتح مدينة هرقل:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لا تقوم الساعة حتى تفتح مدينة هرقل قيصر، ويؤذن فيها المؤذن، ويقسم فيها المال بالترسة، فيقبلون بأكثر أموال رآها الناس، فيأتيهم الصريخ: إن الدَّجَّال قد خلفكم في أهليكم، فيُلقُون ما في أيديهم، ويُقبلون يقاتلونه؛ رواه ابن أبي شيبة.

يكون الرجل قيم خمسين امرأة:

عن كعب رضي الله عنه، قال: لا تقوم الساعة حتى يكون الرجل الواحد قيم خمسين امرأة؛ رواه ابن أبي شيبة.

لا تنبت الأرض، ولا تمطر السماء:

عن أنس رضي الله عنه، قال: كنا نتحدث أنه لا تقوم الساعة حتى لا تمطر السماء، ولا تنبت الأرض شيئًا؛ رواه أحمد.

يُقوّم رأس البقرة بالأوقية:

عن قيس بن أبي حازم رحمه الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يُقوَّم رأس البقرة بالأوقية؛ رواه ابن أبي شيبة.

موت الفجأة:

عن الشعبي رحمه الله: كان يقال من اقتراب الساعة موت الفجأة؛ رواه ابن أبي شيبة.

قال قتادة، ومجاهد رحمهما الله: من أشراط الساعة موت البدار؛ رواه ابن أبي شيبة.

انتفاخ الأهلة:

عن أبي الودَّاك رحمه الله قال: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة؛ رواه ابن أبي شيبة.

حمل النخلة بتمرة:

عن رجاء بن حيوة رحمه الله، قال: لا تقوم الساعة حتى لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة؛ رواه ابن أبي شيبة.

تكَلُّم الحجر والشجر:

عن قيس بن أبي حازم رحمه الله: أخبرت أن الساعة لا تقوم حتى يقول الشجر والحجر: يا مؤمن، هذا يهودي، هذا نصراني، فاقتله؛ رواه ابن أبي شيبة.

انقلاب الأمور فيصير العلم جهلًا، والجهل علمًا:

عن الشعبي رحمه الله قال: لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلًا، والجهل علمًا؛ رواه ابن أبي شيبة.

موت الأخيار:

عن الحسن رحمه الله: قال: من أشراط- أو اقتراب – الساعة أن يأتي الموت خياركم، فيلتقطهم كما يلتقط أطايب الرطب من الطبق؛ رواه ابن أبي شيبة.

علو صوت الفاسق في المساجد، ظهور أولاد الزناة، تتخذ المساجد طرقًا:

عن عطاء بن يسار، رحمه الله، قال: من أشراط الساعة: عُلُو صوت الفاسق في المساجد، ومطر ولا نبات، وأن تتخذ المساجد طرقًا، وأن تظهر أولاد الزناة؛ رواه عبدالرزاق.

ظهور العلم وكثرة التجار:

قال الحسن رحمه الله: من أشراط الساعة أن يظهر العلم ويكثر التجار، ويقاتلون قومًا ينتعلون الشعر، وجوهم كالمجانِّ المطرقة؛ رواه عبدالرزاق.

 





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره…}
رسائل في الرد على النصارى لمحمد عارف المنير – ت 1342هـ (دراسة وتحقيق)