من حكم الصيام


من حكم الصيام

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183].

قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله: يُخبر تعالى بما منَّ الله به على عباده بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة؛ لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان، وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصَّكم الله بها، ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعيته، فقال: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، ولأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائم يترك ما حرَّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه، متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى.

ومنها: أن الصائم يدرِّب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه.

ومنها: أن الصائم تكثُر طاعته، والطاعات من خصال التقوى.

ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى[1].

ومنها: أن يعلم الناس ما في طاعة الله، والتقرب إليه من الخيرات العاجلة والآجلة، فإن الناس حين يتقربون إلى الله في رمضان يحصُل لهم من تفريج الهموم وقضاء الحاجات ما هو مشاهد معلوم.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أصلح فساد قلوبنا، وخذ بنواصينا إلى البر والتقوى.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

الأسئلة:

1- اشرح الآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183].

 

2- اذكر بعض الحكم من الصيام.

 

3- يكثُر الخير في رمضان، ويستغني الفقراء وتفرَّج الكروب، وتبسَط أيدي الأغنياء، فما أسباب ذلك؟


[1] تفسير ابن سعدي ص87 بتصرف.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تسمية الأشياء بغير أسمائها الشرعية من حيل الخبثاء المغرضين
خطبة: فقه الصيام وأحكامه (1)