من فضائل النبي: زهده في الدنيا
من فضائل النبي: زهده في الدنيا
• عن أبي ذر رضي الله عنه: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرّة المدينة، فاستقبلَنا أُحدٌ، فقال: (يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبًا، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدَين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، ثم مشى فقال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، وقليل ما هم)؛ رواه البخاري.
• ودخل عليه عمر رضي الله عنه يومًا، فإذا هو مضطجع على رمال وحصير ليس بينه وبينه فراش، وقد أثَّر في جنبه، قال عمر: فرفعت بصري في بيته، فوالله ما رأيت فيه شيئًا يرد البصر، فقلت: ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله، فقال: (أوَفي شك أنت يا بن الخطاب، أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا)، وكان يقول: (ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها)؛ [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].
• وعن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء)؛ متفق عليه.
• وعنها – رضي الله عنها – قالت: “ما شبع آل محمد – صلى الله عليه وسلم – منذ قدم المدينة من طعام البُرِّ ثلاثَ ليالٍ تباعًا حتى قُبض”؛ متفق عليه.
• وعنها – رضي الله عنه – قالت: “إن كنَّا آلَ محمد – صلى الله عليه وسلم – لَنمكثُ شهرًا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء”؛ متفق عليه.
• وعن النُّعمان بن بشير – رضي الله عنه – أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ذكر ما أصاب الناسُ من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يظل اليوم يلْتوي ما يجد دقَلًا يملأ به بطنه”؛ رواه مسلم 2978، الدقل: الرديء من التمر.