نواقض الإسلام (1)
نواقض الإسلام (1)
الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
فقد حذَّرنا ربنا عز وجل ورسولنا صلى الله عليه وسلم من أعمال وأقوال تُخرج الواقعَ فيها من الإسلام إلى الكفر، وهي التي يسميها أهل العلم نواقضَ الإسلام، وهي كثيرة أوصلها بعضهم إلى أربعمائة ناقضٍ، وهي تزيد بحسب ما يُحدثه الناس من ضلالات، وتجد ذكرها في باب المرتد من كتب الفقه.
فمنها: من جعل بينه وبين الله وسائطَ يدعوهم ويسألهم الشفاعة وقضاء الحوائج، وكشف الكربات، فقد كفر إجماعًا؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3].
قال شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله:فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائطَ يدعوهم ويتوكَّل عليهم، ويسألهم جلب المنافع ودفعَ المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب، وتفريج الكروب وسد الفاقات، فهو كافر بإجماع المسلمين[1].
ومنها: من لم يكفر المشركين أو شكَّ في كفرهم، أو صحَّح مذهبهم.
قال الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في جواب له عن سؤال من ذلك: فإن كان شاكًّا في كفرهم أو جاهلًا بكفرهم، بُيِّنَت له الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كفرهم، فإن شكَّ بعد ذلك وتردَّد، فإنه كافر بإجماع العلماء على أن من شك في كفر الكفار فهو كافر[2].
قال القاضي عياض رحمه الله: الإجماع على كفر مَن لم يكفر أحدًا من النصارى واليهود، وكل من فارق دين المسلمين، أو توقَّف في تكفيرهم أو شكَّ[3].
اللهم يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة:
1- كم عدد نواقض الإسلام؟
2- ما حكمُ مَن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم من دون الله؟
3- هل يجب تكفيرُ الملحدين واليهود والنصارى، وما حكم من لم يكفرهم أو شك في كفرهم؟