هل يستعين نتنياهو بالتوراة لتبرير الإبادة الجماعية لسكان غزة بعد تشبيههم بالعماليق؟






الشيماء أحمد فاروق



نشر في:
الأحد 29 أكتوبر 2023 – 4:19 م
| آخر تحديث:
الأحد 29 أكتوبر 2023 – 4:19 م

أثار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجدل بسبب خطابه الأخير ليلة السبت عن آخر التطورات لما يجري في غزة، بعد أن ذكر بعض الفقرات من التوراة مستشهدا بها كغطاء لأفعاله الإجرامية ضد سكان القطاع المحاصر.

وتحدث نتنياهو، عن أن الجيش افتتح “مرحلة ثانية” في العدوان على قطاع غزة من خلال إرسال قوات برية إلى غزة، وتوسيع الهجمات من البر والجو والبحر، ووصف الحرب بأنها معركة من أجل بقاء بلاده.

وحذر من أن الهجوم سيتكثف قبل غزو بري واسع النطاق في المنطقة.

وقال: “هناك لحظات تواجه فيها الأمة احتمالين: أن تفعل أو تموت، ونحن الآن نواجه هذا الاختبار وليس لدي أدنى شك في كيفية نهايته: سنكون المنتصرين”.

وأضاف: “يقول كتابنا المقدس سفر صموئيل الأول 15: 3، الآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعف عنهم، بل اذبحوا رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملاً وحمارا”.

لم يعرف نتنياهو قط بأنه رجل متدين، وتقول بعض التقارير، إنه يقتبس من الكتاب المقدس بنفس الطريقة التي يفعل بها دونالد ترامب لجذب الناخبين، والحصول على دعم المتدينين، إنه يستخدم سفر صموئيل لتغطية الأيديولوجية العلمانية التي يقوم عليها حزب الليكود، بحسب المؤرخ خوان كول في مقاله لمنصة “informed comment”.

وقال كول: “لا يوجد دليل أثري على وجود شعب يسمى العماليق، والذين تم تصويرهم في الكتاب المقدس على أنهم يعيشون في ما يعرف الآن بصحراء النقب أو ربما في الأردن”.

وأضاف: “ربما يكون نتنياهو قد أشار إلى الكتاب المقدس لكي يبرر الإبادة الجماعية التي ارتكبها ضد المدنيين في غزة، لكن كتابه المقدس الحقيقي هو الصهيونية التحريفية بأيديولوجيتها الفاشية والاستعمارية الصريحة”.

– من هم العماليق الذي ذكرهم نتنياهو؟

يصف الكتاب المقدس العبري “التوراة” أمة عماليق، بأنها العدو اللدود لبني إسرائيل، وهم قبيلة كنعانية جنوبية حاولت منع بني إسرائيل من الخروج من سيناء إلى أرض كنعان.

يُسمى “العماليق” أحيانا بالجبارين، ويقول الطبري في تفسيره، أنهم أمم تفرقت في البلاد وكان الجبابرة من أهل المشرق وأهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام ينتمون لهم، وأن لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي، وأن عمليق كبيرهم أول من تكلم العربية.

وقال ابن خلدون، إن منهم بنو لف وبنو هزان وبنو مطر وبنو الأزرق وبنو الأرقم ومنهم برابرة الشام، وذكرو في التوراة بوصفهم شعبا معاديا لليهود وعدهم اليهود من أعدائهم الأزليين، ووصفوا في التوراة بأنهم أقوياء عظماء القامة كمثل ارتفاع أغصان الأرز وأنهم احتلوا أرض شرق وغرب الأردن.

وفسر الباحثون وعلماء الآثار كلمة العماليق على أنها الجنود البدو “عمو أو عما” أي البدو و”ليق” أي جندي، وفق كتاب أعجب الأساطير، ويٌقال “العماليق” لأن أباهم كان عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح.

ولكن هناك اختلاف كبير على حقيقة العماليق، حيث ذكر في كتاب “القاموس الإسلامي”، أن العماليق جمع عملاق وهو الرجل الذي يفوق غيره في الطول والضخامة، وهم طبقة من العرب البدو، وكان البابليون يطلقون عليهم اسم ماليق أو مالوق وأضاف إليها اليهود لفظ عم بمعنى الشعب؛ ليصبح فيما بعد عماليق ويقال إن لهم دولتان واحدة في العراق وأخرى في مصر.

وتشير بعض المصادر، إلى أنهم هم الهكسوس إلا أنهم تفرقوا بعد ذلك في الحجاز ونجد واليمن وعمان وفلسطين وكانو أشد الأعداء لليهود، وأن أغلب ما يقال عنهم ضرب من التخمين لأنه لا يوجد سند تاريخي موثوق عنهم.

والمؤكد منه عن هؤلاء القوم أنه تم ذكرهم أكثر من مرة في التوراة، وفي كل منها عداوة واضحة بينهم وبين بني إسرائيل، وتحديدا في سفر الخروج بعنوان: “محاربة العماليق”.

ويوجد ذكر للعماليق في الأساطير الإغريقية القديمة، وفق كتاب معجم الأساطير لماكس شابيرو ورودا هندركس، حيث ذكر أنهم عرق من الوحوش بأجسام أفاع ورؤوس رجال انبثقت من أورانوس، وهاجم العماليق الأولمب وشنوا الحرب على الآلهة مستخدمين الصخور وجذوع الأشجار سلاحا، وكان هناك نبوءة عنهم تقول إنه لا يمكن للآلهة أن تنتصر من دون مساعدة البشر فناشدو هرقل ليساعدهم فاندحر العماليق.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
مقاصد القضاء الإسلامي وطرق تحقيقها رقم (1)
هل أصابك اليأس؟