وسطية أهل السنة في الجمع بين المحبة والخوف والرجاء


وسطية أهل السنة في الجمع بين المحبَّة والخوف والرجاء

 

ومن مظاهر وسطيَّة أهل السُّنَّة في الاعتقاد أيضًا: وسطيَّتهم بين الفِرَق في الجمع بين المحبَّة والخوف والرجاء، فلم يَغلوا في واحدة منها على حساب الأخرى، بخلاف مَن سواهم من المبتدعة، فالخوارج غلَّبوا جانبَ الخوف حتى كفَّروا أصحاب الكبائر، والمرجئة غلَّبوا الرجاء حتى أقدَمُوا على فعل الكبائر، وترك الأسباب قدح في التشريع، وأن الاعتماد على الأسباب قدحٌ في الاعتقاد، أمَّا أهل السُّنَّة، فقد عبدوا الله – تعالى – بالجمع بين هذه الثلاثة، ويرون أنه لا تنافي ولا تعارض بينها؛ قال سبحانه وتعالى في وصف عباده الأنبياء والمرسلين: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90].

 

وقال في معرض الثناء على سائر عباده المؤمنين: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون [السجدة: 166].

 

قال بعض السلف:

“مَن عبد الله بالحبِّ وحده فهو زنديق، ومَن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومَن عبده بالرجاء وحدَه فهو مرجئ، ومَن عبده بالحبِّ والخوف والرجاء فهو مؤمن موحِّد”[1].


[1] ينظر: “شرح العقيدة الطحاوية” ص (330)، و”العبودية” ص (128).



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
التوحيد: أهميته وفضائله (خطبة)
تأمل في طول مدة دعوة نوح عليه السلام