تحميل كتاب التخطيط البيئي – مشاكل البيئة وسبل معالجتها pdf
كتاب التخطيط البيئي – مشاكل البيئة وسبل معالجتها pdf تأليف الدكتور محمد جاسم محمد شعبان العاني.
معلوم أن النظام البيئي يتألف من مكونات حيّة وأخرى غير حيّة تتواجد ضمن أي مساحة من الطبيعة ( نسميها البيئة ) وتتفاعل مع بعضها بشكل مستمر ضمن نظام متكامل من التوازن والإستقرار تسود عبره مجموعة من العلاقات والتفاعلات المتبادلة بين مكونات النظام البيئي وأن هذه العمليات المتبادلة تخضع إلى نظام بالغ الدقة والتوازن . ولذلك إذا ما حدثت أية إساءة أو استغلال غير رشيد أو إمعان في استغلال مكوّنات هذا النظام ( والتي نطلق عليها الموارد البيئية ) فسوف ينتج عن ذلك تخريب أو تهديم لهذا النظام أو إضعاف لقدرة هذا النظام على الأقل . وغالباً ما تحدث الإساءة جراء تدخل الإنسان جراء تدخل الإنسان بأسلوب يتعارض ومبدأ التوازن للنظام البيئي إما لعدم إدراكه لقوانين البيئة أو جراء استغلاله المفرط لمواردها دون إحساس بالمسئولية . فما التصحر Desertification والتلوث بكل أنواعه المادية وغير المادية ، وما أزمة الغذاء العالمية ومشاكل الإزدحام السكاني ، ومشاكل المرور إلا صور لأشكال هذه الإساءة التي يصنعها الإنسان والتي تنم عن جهل غير متعمد تارة وأنانية مفرطة تارة أخرى .
ومن هنا إذا كانت البيئة Environment ينظر إليها اليوم على أنها المخزون من المصادر الطبيعية والبشرية المتوفرة في مكان ما في أي وقت من أجل تلبية احتياجات الإنسان . فلا بد أن تتحرك الإدارة الإنسانية لإدارة تلك الموارد في ذلك المكان بهدف إبقاء أو إحداث تنمية مستدامة بما يضمن تحسين نوعية حياته وحياة الأجيال القادمة من مجتمعه .
وهذا تم من خلال خطط التنمية المكانية ( المعبر عنها بالمشاريع التنموية ) تراعي الأبعاد البيئية فلا تتعدى في مدخلاتها الحدود الايكولوجي للعناصر البيئية المتوفرة من ذلك المكان كي لا تحدث نتائج عكسية تؤدي إلى مشاكل بيئية أو كوارث ايكولوجية .
واليوم وقد وقع الكثير من هذا المحذور من خلال إغفال كل تلك الإعتبارات وصارت عملية التصحر تزحف على مساحات واسعة من أوطاننا وعالمنا المتنامي وصارت الكثبان الرملية تزحف نحو مزارعنا وبساتيننا بل ومدننا وشبكات الطرق الواصلة إليها وصارت مظاهر التلوث تغطي أجوائنا وأرضينا وأنهارنا وشوارعنا ( فلا بد لهذا المنهج العلمي وأقصد به منهج التخطيط البيئي ) أن يتبادر إلى متابعة جميع هذه المشاكل عبر مختلف البيئي ليستطيع استخلاص شتى الأساليب التقنية والعلمية لمجابهتها وتكوين رؤى مستقبلية لمواجهة المد المتفاقم لهذه المشاكل بمختلف صورها وأشكالها باعتباره أسلوب علمي وعملي ليس فقط من أجل إعطاء أفضل السُبُل لاستقلال الموارد الطبيعية والبشرية من أي مكان لتحقيق الأهداف الاقتصادية والإجتماعية والعمرانية لمجتمع ذلك المكان دون الإضرار أو الإساءة لعناصر البيئة وإنما يؤمن أيضاً لتقديم أفضل السُبُل لإدارة المشاكل البيئية وحمايتها من الأضرار أو التشوهات التي قد تنجم جراء الإستخدام السيء أو المفرط لمعطيات البيئة الطبيعية والبشرية . وعلى هذا الأساس سوق تتنوع الأساليب التي يقدمها التخطيط السيء بين أساليب قانونية ملزمة وإجراءات علمية وعملية .