من الحكم فيما يصيب الناس من زلازل ومحن


من الحكم فيما يصيب الناس من زلازل ومحن

يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ ‌اللَّهَ ‌كَانَ ‌عَلِيمًا ‌حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30]، فلا يكون في الكون إلا ما شاء رب الكون، فهو القاهر فوق عباده، وله التصرف الكامل في ملكه، والتدبير المطلق في مملكته، وذلك من تمام ربوبيته.

 

فكل العباد معبدون[1] تحت قهره وسلطانه، ينفِّذ فيهم حكمه وقضاءه.

 

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ ‌مَالِكَ ‌الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 26-27].

 

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: “﴿ قُلِ اللَّهُمَّ ‌مَالِكَ ‌الْمُلْكِ ﴾؛ أي: أنت الملك المالك لجميع الممالك، فصفة الملك المطلق لك، والمملكة كلها علويها وسفليها لك، والتصريف والتدبير كله لك…”[2].

 

لكن مشيئته سبحانه تابعة لحكمته، فلا يقضي جل في علاه بشيء في مملكته لمجرد أنه شاءه كما يعتقد بعض أهل الزيغ عن الاعتقاد الحق؛ بل كل شيء شاءه سبحانه كان لحِكَم قد نعلمها وقد لا نعلمها.

 

ومما يشاء الله تعالى وقوعه الزلازل وغيرها من أنواع المحن التي تصيب ما شاء سبحانه من البلاد والعباد، ولله تعالى في ذلك الحكم العظيمة[3].

 

وهذه بعضها:

1- الابتلاء والاختبار والتمحيص:

يقول الله تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ ‌لَا ‌يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1-3].

 

“فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها[4].

فعلى العبد أن يوقن أن كل ما يصيبه من خير أو شر، من شدة ورخاء، كل ذلك من تقديرات الله تعالى التابعة لحكمته، وأن الله عز وجل له الحكمة البالغة في ذلك، وأن ما يصيب العبد من شدة وبلاء ليس دائمًا علامة على سخط الله عليه، كما أن ما يصيب العبد من خير ونعمة ليس دائمًا علامة على رِضا الله عليه.

 

فالله تعالى يصيب العبد سواء بالخير أو الشر ابتلاءً وامتحانًا، وهذا إنما لحكمته سبحانه البالغة، قال عز من قائل: ﴿ ‌وَنَبْلُوكُمْ ‌بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35][5] ، “فنجازيكم بحسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر”[6].

 

وعمومًا فإن الابتلاء من سنن الله الكونية، لا بد من الابتلاء والتمحيص، فلا يظهر معادن الناس على حقيقتها إلا ما يقدره الله تعالى عليهم من الابتلاء، فلولا الابتلاء والاختبار ما تميَّز الصابر من الجازع، وما تبيَّن الصادق من الكاذب، ولا تبيَّن المؤمن من المنافق، ولا تبيَّن المجاهد من القاعد.

 

يقول الله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ ‌تَدْخُلُوا ‌الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142].

 

“فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يختبر عباده، فيبتليهم بالخير تارة، وبالشر أخرى[7]؛ فيزداد المؤمنون إيمانًا على إيمانهم، وتعلقًا بالله، ولجوءًا إليه سبحانه وتعالى، ويصبرون على ما قدره الله وقضاه؛ ليتضاعف لهم الأجر والثواب من الله، وليخافوا من سوء عاقبة الذنوب فيكفوا عنها[8].

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “وقد يُصاب الإنسان بالمصيبة لا عقوبة على ترك واجب، أو فعل مُحرَّم؛ ولكن من باب الامتحان؛ إذ يمتحن الله بها الإنسان ليعلم[9] أيصبر أم لا يصبر؟ فإن صبر كانت المصيبة منحة لا محنة، يرتقي بها الإنسان إلى المراتب العليا[10].

2- تكفير الذنوب ومحو الزلَّات:

فمن حكم المولى فيما يصيب عباده من مصائب وويلات تكفير الخطايا والسيئات، يقول معروف الكرخي: (إن الله ليبتلي عبده المؤمن بالأسقام والأوجاع، فيشكو الى أصحابه، فيقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما ابتليتك بهذه الأوجاع والأسقام إلا لأغسلك من الذنوب فلا تشكني…)[11].

 

3- حث العباد ودعوتهم إلى التوبة والأوبة:

فمن حكمه سبحانه كذلك دعوة العباد إلى الرجوع والإياب والتوبة قبل يوم الحساب، وإظهار الافتقار للعزيز الغفار، والتذلل بين يدي الواحد القهار؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ ‌بِالْبَأْسَاءِ ‌وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [الأنعام: 42].

 

4- إظهار قوة العلي الكبير وضعف الإنسان الذليل:

من الحكم فيما يصيب الناس من زلازل وأهوال بيان قوة الله تعالى وعزته، وضعف الإنسان وذلته، فمهما قوي العباد وعلوا لا يساوون شيئًا أمام قوة الجبار وعزة القهار سبحانه.

 

5- زرع الخوف في القلوب من علَّام الغيوب:

من الحكم في ذلك زرع الخوف في القلوب من الله تعالى؛ حتى ترجع عن غيها، وتستقيم على أمر ربها[12]، وبذلك تنال سعادتها في دنياها وأُخْراها، فإن الخوف من الله تعالى حادي يحدو بالعباد إلى بلاد الأفراح، وإذا زال عن القلوب فشت المعاصي والمخالفات، وانتهكت الحدود والمحرمات؛ بل جاهر الناس بشتى أنواع المنكرات.

 

6- رفعة الدرجات:

فمن حكمه سبحانه في ذلك رفعة الدرجات لمن شاء من عباده، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في معرض الكلام عن حكم الله تعالى فيما أصاب الصحابة رضي الله عنهم في غزوة أُحُد: “ومنها: أنه سبحانه هيَّأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لم تبلغها أعمالهم، ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة”[13].

 

7- اصطفاء الله تعالى شهداء من عباده:

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ ‌مِنْكُمْ ‌شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران: 140]: الشهادة عند الله من أرفع المنازل، ولا سبيل لنيلها إلا بما يحصل من وجود أسبابها، فهذا من رحمته بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس؛ لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم”[14].

والكلام طبعًا عن معركة أُحُد؛ لكن حمل اللفظ على عمومه يكثر المعاني، فالشهادة لا تقتصر على الموت في ساحة المعركة، فأصحاب الهدم وضحايا الزلازل الذين يموتون تحت الأنقاض يعدون شهداء بنص حديث مَن لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى[15].

 

8- ظهور روح التعاون والتراحم بين المسلمين:

وهذا أصل عظيم من الأصول التي حثَّ عليها شرعنا الحنيف، ورغَّب فيها أيما ترغيب.

 

يقول جل في علاه وتعالى في سماه: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ ‌بَعْضُهُمْ ‌أَوْلِيَاءُ ‌بَعْضٍ ﴾ [التوبة: 71]، فيوالي بعضهم بعضًا وكأنهم جزء لا يتجزأ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوًا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى))؛ متفق عليه.

 

9- تكميل مراتب العبودية:

فمن حكم المولى جَلَّ عن الأنداد فيما يصيب العباد من أمور شداد تكميلهم مراتب العبودية، وتقلبهم في مقاماتها من خوف ورجاء، ورغبة ورهبة، وصبر ورضا… وهكذا.

 

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارجه: “إن الله سبحانه وتعالى يريد من عبده تكميل مراتب عبوديته؛ من الذل والانكسار، والتوكل والاستعانة، والخوف والرجاء، والصبر والشكر، والرضا والإنابة وغيرها؛ ولهذا قدر عليه الذنب وابتلاه به؛ لتكمل مراتب عبوديته بالتوبة التي هي من أحب عبوديات عبده إليه، فكذلك تكميلها بالرجاء والخوف[16].

وكذلك قدر الله على عباده أنواعًا من القلاقل والزلازل؛ ليرتقوا في منازل الصبر والرضا[17] والخوف والرجاء[18].

 

10- التذكير بنعم القدير:

فمن حكم المولى جل وعلا فيما يصيب العباد من مصائب وزلازل وأهوال وقلاقل تذكيرهم بنعمه سبحانه عليهم، وأخص بالذكر نعمة الاستقرار على الأرض، هذه النعمة التي ألِفَها الناس حتى لا تكاد تجد من يتحدَّث بها، أو يشكر الله تعالى عليها[19].

 

فمن رحمته سبحانه بعباده أنه خلق الأرض، وجعل الجبال لها أوتادًا؛ كي لا تمور، ولا تضطرب بأهلها، ولولا ذلك لما أمكن العيش عليها، كما قال تعالى: ﴿ وَأَلْقَى ‌فِي ‌الْأَرْضِ ‌رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15].

 

ويقول سبحانه: ﴿ أَمَّنْ جَعَلَ ‌الْأَرْضَ ‌قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ﴾ [النمل: 61].

 

ويقول جل شأنه: ﴿ ‌أَلَمْ ‌نَجْعَلِ ‌الْأَرْضَ ‌مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6-7].

 

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: “ومن الأدلة على قدرته وكماله ووحدانيته ورحمته أنه لما كانت الأرض لا تستقر إلا بالجبال، أرساها بها وأوتدها؛ لئلا تميد بالعباد؛ أي: لئلا تضطرب، فلا يتمكن العباد من السكون فيها، ولا حرثها، ولا الاستقرار بها، فأرساها بالجبال، فحصل بسبب ذلك من المصالح والمنافع ما حصل[20].

يقول شيخ الإسلام ابن القيم عليه رحمة المنان: “ثم تأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقها واقفة ساكنة لتكون مهادًا ومستقرًّا للحيوان والنبات والأمتعة، ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم، والجلوس لراحاتهم، والنوم لهدوهم، والتمكن من أعمالهم، ولو كانت رجراجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قرارًا ولا هدوًّا، ولا ثبت لهم عليها بناء ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة، وكيف كانوا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم؟! واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلازل على قلة مكثها كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها؟ وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ ‌أَنْ ‌تَمِيدَ ‌بِكُمْ ﴾ [النحل: 15]…”[21].

11- بيان حقارة الدنيا:

ولنكتفي كمثال بما أصاب بلدنا العزيز (المغرب) يوم (8 سبتمبر 2023)، بضع ثوانٍ مدة الهزة الأرضية جعلت الناس يهرعون ويخرجون من منازلهم، تاركين خلفهم كل أمتعتهم، المهم أن ينجو بنفسه، ولا يهم ضياع كل ما جمعه من متاع، أليس في هذا عبرة لنا لنوقن بأن الدنيا أحقر مما نتصور؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء))[22].

عند معاينة الموت أو معاينة أسبابه؛ كالغرق أو الزلازل، أو غير ذلك من البلايا، يعرف الإنسان حقيقة هذه الدنيا، وأنها مجرد سراب خادع.

 

فاللهم ردنا إليك ردًّا جميلًا، واجعل لنا فرقانًا مبينًا، واجعلنا مما يعتبر فينزجر، ويتعظ فينضبط.


[1] فالعبد له معنيان، كما بينه غاية البيان شيخ الإسلام عليه رحمة المنان في كتابه (العبودية)؛ حيث يقول: “العبد يُراد به المعبَّد الذي عبَّده الله فذلَّـله ودبَّره وصرَّفه، وبهذا الاعتبار فالمخلوقون كلهم عباد الله، الأبرار منهم والفجار، والمؤمنون والكفار… العبد بمعنى العابد، فيكون عابدًا لله، لا يعبد إلا إياه، فيطيع أمره وأمر رسله، ويوالي أولياءه المؤمنين المتقين، ويعادي أعداءه، وهذه العبادة متعلقة بالإلهية لله تعالى”؛ العبودية: 50- 53.

[2] تيسير الرحمن: 126.

[3] سبق أن نشرت في موقعنا الكريم (الألوكة) مقالًا في ثلاث حلقات بعنوان: (الزلازل والآيات: وقفات وعظات)، وكانت أول وقفة وقفتها: (حكمة بالغة)؛ لكن مع الأسف فاتني أن أذكر بعض حِكَم الله تعالى في ذلك، مما دعاني إلى استدراك الأمر، وذكر بعض الحكم فيما يصيب الناس من زلازل ومحن، سائلًا المولى التوفيق والسداد والقبول والرشاد.

[4] تيسير الرحمن: 626.

[5] قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: “نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال”؛ ذكره الإمام أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (324هـ) في تفسيره.

[6] تفسير البيضاوي.

[7] كما قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ ‌وَالْخَيْرِ ‌فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].

[8] فتاوى ابن باز: 9/ 155.

[9] المقصود: ليعلم علم ظهور، علم يتعلق به الثواب والعقاب، وإلا فإن الله علم كل شيء قبل وقوعه، وعلى هذا المعنى تحمل الآيات التي فيها مثل هذه العبارة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَمَا ‌جَعَلْنَا ‌الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ﴾ [البقرة: 143]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لَهُ ‌عَلَيْهِمْ ‌مِنْ ‌سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ﴾ [سبأ: 21].

[10] مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين:12/ 8.

[11] “أبشر أيها المريض” لمحمد الركبان: 9.

[12] فإذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإذا زاغ زاغت، فهو ملكها، تأتمر بأمره وتسير على نهجه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد؛ ألا وهي القلب))؛ متفق عليه.

[13] زاد المعاد، فصل في ذكر بعض الحكم والغايات المحمودة التي كانت في وقعة أُحُد، ص: 98-101، من المجلد الثاني.

[14] تيسير الرحمن: 149.

[15] من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله))؛ متفق عليه.

[16] مدارج السالكين: 2/ 51.

[17] ولا ريب أن منزلة الرضا أعلى من منزلة الصبر، وقليل من الناس من يرتقي من الصبر إلى الرضا، وأعلى منهما الشكر، وهذه منزلة عظيمة جليلة لا يصلها إلا المخلص من عباد الله تعالى، كما روي عن إحدى الصالحات أنها أصيبت ببلاء عظيم، فقابلته بالفرح، فسئلت عن ذلك، فقالت: “أنستني حلاوةُ أجرها مرارة صبرها”.

[18] قد يقول قائل: كيف يرتقي العبد من منزلة الخوف إلى منزلة الرجاء؟ والجواب: أن الخوف في حقيقة الأمر مستلزم للرجاء، فكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “الخوف مستلزم للرجاء، والرجاء مستلزم للخوف، فكل راجٍ خائف، وكل خائف راج…”؛ المدارج: 2/ 51.

[19] إلا القليل، كما قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ ‌وَقَلِيلٌ ‌مِنْ ‌عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].

[20] تيسير الرحمن: 522.

[21] مفتاح دار السعادة: 1/ 218.

[22] أخرجه الترمذي وغيره، وهو مخرج في الصحيحة، ح رقم: 943.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
صدر حديثًا فى باريس.. “متاهة الضائعين: الغرب وأعداؤه” كتاب لـ أمين معلوف
صدر حديثًا فى باريس.. “متاهة الضائعين: الغرب وأعداؤه” كتاب لـ أمين معلوف