العمل التطوعي مهارة
العمل التطوعي مهارة
المهارة هي مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات الشخصية التي يجب توفرها عند المتطوع لكي يتمكن من إنجاز عمل معين، ويعد التطوع مجالًا للتدريب على الحياة العامة، واكتساب الخبرات التي تساعد على القيام بالعمل المطلوب؛ فهو مدرسة تتيح للمتطوعين الإحساس بمشكلات الآخرين، فالعمل التطوعي يفخر به كل إنسان؛ بل يدافع عنه أيضًا.
وتعتبر المهارات بشكل عام أسلحة إذا امتلكها المتطوع سار بثقة وشموخ، وهي عامل أساسي لتنظيم الأعمال التطوعية بداية من تحديد فكرة البرنامج وحتى لحظات التوثيق النهائي سواء كان هذا التوثيق ورقيًّا أم مرئيًّا.
روى الترمذي عن زيد بن ثابت قال: “أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ، وَقالَ: إِنّي وَالله مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، قالَ: فَمَا مَرَّ بي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ”، فقد أسفر التخطيط السليم لاستثمارِ موهبةِ ومهارة زيد بن ثابت رضي الله عنه عن تحقيقِه لإنجازات عظيمة، قدَّم مِن خلالها خدمةً عظيمةً لدينه وأهله ومجتمعه.
أيها المتطوع، كل شخص يسعى للنجاح في حياته أصبح لزامًا عليه اكتساب العديد من المهارات الحياتيَّة والتطوعية، وتطبيقها في معاملاته وتفاعلاته مع المواقف والآخرين، وذلك لدورها البارز في تحقيق ما يسعى إليه، ويمكن إيجاز أهمية اكتساب المهارات الحياتية والتطوعية في أنها:
• تساعد المتطوع على خلق بيئة إيجابية مع مَنْ حوله؛ ممَّا ينعكس على جعل حياته أكثر إيجابية ونجاحًا.
• تزيد من قدرة المتطوع على التكيُّف مع مختلف الظروف والمواقف التي قد يتعرَّض لها ضمن أيِّ مجال من مجالات الحياة، وترشده حول كيفية مواجهتها بنجاح.
• توفِّر فرصة أكبر للنجاح في الحياة المهنية، والاجتماعية، والشخصية.
• تطور الثقة بالنفس عند المتطوع، فالأفراد الذين يمتلكون مهارات حياتية يكونون أكثر ثقةً بأنفسهم.
• تزيد من قدرة المتطوع على اتِّخاذ القرارات أو أيِّ إجراءات مناسبة في الحالات الطارئة، وتساعدهم على حل المشكلات بطرق إبداعية.
• تزيد من شعور المتطوع بأهمية تحمُّل مسؤولية قراراته وأفعاله.
إن العمل بروح الفريق للمتطوِّع يُكْسِب المجموعة المزيد من الاحترام والقوة؛ ومن ثمَّ يُكْسِب أفرادها مناعةً ضدَّ التفرُّد أو الأنانية أو الانحراف عن الأهداف الموضوعة؛ ولذا كلما كان المتطوع يملك مهارات متميزة فإنه يؤدي لتحقيق أهداف العمل التطوعي بشكل أفضل، ومن هذه المهارات:
• الرغبة الصادقة من المتطوِّع عند قيامه بالعمل التطوُّعي.
• الاحترام والتقدير المتبادل بين المتطوِّعين والمؤسسات الأخرى.
• الثقة المتبادلة بين المتطوِّع وقيادة المؤسسة؛ من حيث المعلومات المتاحة للمتطوع، والإخلاص في إنجاز المهام الموكلة.
• إدراك المتطوِّع لأهمية التدريب وأثره في اكتساب الخبرات والمهارات.
• القدرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات بالإجماع.
• القدرة على إيصال المعلومات اللازمة لمن يحتاج إليها حسب مجالها.
• القدرة على جَمْع المعلومات والخبرات والأفكار.
• الالتزام بالتعهُّدات؛ كتحديد نمط المشاركة، والتقيُّد بها.
• الاستيعاب الواضح لأهداف المؤسسة والفريق التطوعي وتطلُّعاتهما.
• عدم إدخال المؤسسة في مواقف شخصية أو مشكلات مع المجتمع.
• عدم محاولة استغلال التطوُّع لأهداف أخرى.
• الاندماج الفعلي مع الفريق (عدم النظرة الفوقيَّة أو اتخاذ موقف دوني).
• الجِدِّية والمصداقية في العمل الذي يقوم به المتطوِّع.
أسأل الله العظيم أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا من روَّاد العمل التطوعي، المخلصة أعمالهم لله، وعلى الصراط المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد.