ما جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم
مدارسة كتاب الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله
31- بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ شَرَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
• أي: بيان الأحاديث الواردة في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• والشراب: ما يُشرَبُ من السوائل؛ كالماء، والنبيذ، وغيرهما.
1- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: ((كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُلْوَ الْبَارِدَ))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].
• في الحديث بيان للشراب الذي كان يحبُّه صلى الله عليه وسلم، وهو ما جمع صفتين: الحلاوة والبرودة، وهذا يشمل: الماء العذب، والماء الممزوج بالعسل، أو الذي نُقِعَ فيه تمر أو زبيب ليحلو. والمراد بالبارد؛ أي: برودة معتدلة، وكذلك الحلاوة المعتدلة.
• وقد ذكر ابن القيم رحمه الله: أن الشراب إذا جمع وصفَي الحلاوة والبرودة فإنه يكون من أنفع الأشياء للبدن، ومن أكبر أسباب حفظ الصحة، وتحصل به التغذية، وتنفيذ الطعام إلى الأعضاء.
• وقد مرَّ معنا ما كان يحبُّه صلى الله عليه وسلم من الطعام: فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الدباء، وكان يحب الحلواء والعسل، وكان يحب الذراع من اللحم، وكان يُعْجِبُهُ الثُّفْل.
2- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: ((دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى مَيْمُونَةَ، فَجَاءَتْنَا بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا عَلَى يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَن شِمَالِهِ. فَقَالَ لِي: الشَّرْبَةُ لَكَ، فَإِنْ شِئِتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ عَلَى سُؤْرِكَ أَحدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَبَنًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ)) ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ))؛ [رواه أبو داود، والترمذي].
• مَيْمُونَةُ: هي بنت الحارث، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وخالة كل من ابن عباس، وخالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين.
• اللبن: المراد به: الحليب الطبيعي الذي يحلب من ضروع المواشي، وأما اللبن المعروف اليوم بالرائب؛ فهذا يُصَنَّع من الحليب بطريقة خاصة.
• وفي الحديث: استحباب تقديم من هو على اليمين في الشراب؛ إلا إذا كانوا أمامه فإنه يُقَدِّمُ الأكبر، فإذا شرب الشاربُ أعطى الإناء من على يمينه، أما إذا كان أحدٌ من الناس قد طلب الشراب؛ فإنه يبدأ به هو الأول، ثم يعطي الصابُّ الذي عن يساره؛ لأن الذي عن يساره هو الذي يُعتبرُ عن يمين الصاب، وإذا لم يكن أحدٌ طلبه فإنه يبدأ بالأكبر، ثم الأكبرُ يناوله من على يمينه.