وقفة مع عبارة « أنا من ضيع في الأوهام عمره »


أنا من ضيع في الأوهام عمره

تبدو لأول وهلة جملةً ذات شجون… خاصة لشخص عانى إحباطًا في حياته… أو تعرض لخذلان ظن أنه بعيد عنه… أو أيًّا كان ما تعنيه، فاسمحوا لي أن أغوص معكم في حكايتي معها… ثم أهمس لكم بعدها بحديث من قلبي أتمنى أن يصل لقلوبكم…

 

عندما رأيت هذه الجملة كانت نُبذة تعريفية لإحدى الأخوات على الفيس بوك، حاكت في نفسي وقتها أشياء كثيرة، وحركت بداخلي رواكد ظننتُها غافية، فضممتُها لقائمة اقتباساتي المفضلة، ولم أكتفِ بذلك، بل نسختُها كنُبذة لي على الفيس بوك، وظلت هناك لفترة طويلة.

 

إلى أن تداركني الله بصحوة أعادت بوصلتي الإيمانية لوضعية حسن الظن به، وصدق التوكل عليه، فتمعَّنتُ حينها في كلماتها، وتلمَّست سوء الظن في أقدار الله المتبدي عبر زوايا أحْرُفِها.

 

قد أكون بالغت في رؤيتي التشككية حول هذه العبارة، لكن صدقًا هذا ما شعرت به حينها مع يقيني أني حينما وضعتها ما قصدت ذلك، ولكن هل تصلح النوايا سيئات المطايا؟

 

لن أطيل عليكم ولكن سارعت حينها، وبدلتها بجملة ارتجلتُها لحظتها بصدق اليقين، تحاكيها في القافية، ولكن تفوقها في الأثر والمعاني؛ ألا وهي: “أنا من فوَّض للرحمن أمره”، وما زالت هي نُبذتي على الفيسبوك حتى الآن، وأسأل الله الثبات.

 

وكانت هذه الحكاية مختصرة.

 

أما الهمسة، فقربوا إليَّ قلوبكم، وعُوا مني هذه الكلمات.

 

أعلم صدقًا أن تلك الكلمات تكون في أحيان كثيرة معبرة جدًّا جدًّا، وذات بريق يخلب القلوب، وسيخدعكم فيها جمال القافية، وشدة التعبير عن ذلك الحزن المدفون داخلكم، لكن هل تريحكم؟ هل تبدل ذلك الحزن فرحًا أم تزيد الأسى؟ أترك الرد لكم، لا أبرئ نفسي، فقد تصدر مني كثيرًا، وقد يدفعني حزني وقتًا لاستخدامها بلا وعيٍ، ولكننا إخوة نذكِّر بعضنا بعضًا، نسند بعضنا بعضًا، ينتشل بعضنا بعضًا من غياهب الأحزان.

 

فلنقم بحملة ونتفقد اقتباساتنا على الصفحات والمواقع الاجتماعية، فإن وجدناها كما يحب الله ويرضى، عامرة بالرضا، مشعَّة باليقين وصدق التوكل، فالحمد لله.

 

وإن لا، فدعونا نستبدل تلك الكلمات المحزنة التي نجدها بكلمات الرضا واليقين، وما أكثرها! وما أجملها! وما أطيب وقعها على القلوب! ولعل محزونًا أو مكروبًا تقع عينه عليها، فتقذف السلوى في قلبه، وتثبته أن يقع في هاوية اليأس.

 

ليكن الآن قراركم، وإن ضعفتم ذات مرة، فعودوا سريعًا لجادة الصواب، فإنما نحن مع أنفسنا وشيطاننا في كرٍّ وفرٍّ، المهم ألَّا نستسلم ونظل نجاهد لآخر رمق.

 

ونسأل الله الثبات.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Looking for a book to devour? Minneapolis writer's (and Obama fave) "Sharks in the Time of Saviors" is the One Book statewide book club choice. – AOL
Dog Man: Scarlet Shedder is out now – here's how to read Dog Man (and all of Dav Pilkey's books) in order! – Popverse