من شمائل النبي وبعض أمور جهلها المسلمون (خطبة)


من شمائل النبي وبعض أمور جهلها المسلمون

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 ـ 71]، أما بعد:

فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، حديثنا معكم في هذه الجمعة، لا سيما ونحن في بداية العام، سواء كان العام الهجري منذُ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يذكرنا بذلك التاريخ النبوي الشريف، أو كان بالتأريخ الميلادي، فها نحن في بداية العام، فأحببت أن يكون حديثي معكم في هذه الجمعة عن بعض شمائل النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم تذكيرًا واتعاظًا لمن أراد أن يتأسى، وأن يقتدي بسيد البشر بالقائد العظيم بسيد الأولين والآخرين.

 

حديثي إليكم عن رجل لا يستطيع الواعظ أو الكاتب أو الأديب – أن يحصر مناقبه وأوصافه وصفاته وشمائله، إنه محمدٌ عليه الصلاة والسلام القائل: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[1].

 

ذلكم الرجل الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وحجة على الناس أجمعين، أنار الله به عقول البشرية، وزلزل به كيان الوثنية، فكان أسوة في كل شيء يقول ربنا واصفًا إياه: ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، ويقول سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

حديثنا عن محمدٍ صلى الله عليه وسلم ذلكم الرجل الذي يذكر اسمه مع اسم الإله كما قال حسان:

وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ

أو ما سمعت المؤذنين يهتفون باسمه صباحًا ومساءً في كل أرجاء الدنيا.

منائركم علت في كل ساحٍ
ومسجدكم من العباد خالي

أما سمعتهم يرددون: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، لا شك أن هناك سرًّا عظيمًا وراء هذه الكلمة المدوية شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

فيا أمة الإسلام ويا أمة المختار، يا من كنتم خير الأمم ببعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، شرَّفكم الله على العرب والعجم والترك والبربر، على أمة اليهود والنصارى، وكانت أمتان تبعث منها الأنبياء أكثر من مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، كانوا من بني إسرائيل، إلا أن رسالة هذا النبي نسخت تلك الشرائع كلها، نسخت تلك الرسالات فيما أراد الله نسخه، وأخذ الله العهد والميثاق على النبيين والمرسلين وأتباع النبيين والمرسلين إلى يوم الدين – أن يؤمنوا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فيقال لأمة اليهود ولأمة النصارى: لا يُقبل إنجيلكم ولا تُقبل توراتكم بعد بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإن تسموا بالنصارى أو بالمسيحيين أو بأي اسم أرادوه، فتلك التسمية لا تغيِّر من واقعهم شيئًا، لا تنقلهم من النصرانية إلى أن يكون الله راضيًا عن شريعتهم بعد بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ قال سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

فمن قال: إن رسوله موسى صلى الله عليه وسلم كاليهود، نقول: إن رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده، لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيًّا، ما وسعه إلا أن يتبعني)[2]، ولو قال قائل من أتباع المسيح صلى الله عليه وسلم وما أكثر هؤلاء نقول: إن المسيح صلى الله عليه وسلم بشَّر بهذا النبي، كما قال ربنا سبحانه حاكيًا عن عيسى ابن مريم كلمة الله وروحه قال الله: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ [الصف: 6].

 

على أن هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يقبضه الله، بمعنى أنه رفع إلى الملكوت العليا، هذه نصوص المسلمين، وهكذا ما صحَّ من نصوص التوراة في كثير من أناجيلهم، ينزل آخر الزمان عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، ويحكم بشريعة محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم[3]، فلماذا كان الاتفاق من الأنبياء على نبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وكان الخلاف من هؤلاء الأتباع الذين لم يعترفوا بنبوة محمدٍ عليه الصلاة والسلام، والكون كله يعترف بنبوته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قد جاءت في كثير من الأخبار والبشرى التي تبشِّر بنبوته، سواء كان ذلك عن طريق النقل أو عن طريق الجمادات؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن)[4]، هذا حجرٌ إذا مرَّ به رسول الله يقول: السلام عليك يا رسول الله، فمن الذي أدراه، وهكذا في حجة الوداع جمع الرسول صلى الله عليه وسلم مائة ناقة يريد أن يقربها قربانًا لله سبحانه وتعالى، فنحر ثلاثة وستين ناقة، وكانت النوق والإبل تزدلف؛ أي: تقترب إلى رسول الله أيها ينحرها أولًا[5]، فمن أدرى هذه العجماوات أن هذا الذي ينحر إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

 

معاشر المسلمين، من أراد أن يرضى رضاءً لا سخط بعده في دينٍ، فعليه بدين محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فليجعل شرعه قدوة وقيادة له في كل شيء من أموره، فإن ذلك كفيل أن يغيِّر مجرى حياته في كل شيء، سواء كان ذلك في أمور قلبية، أو في أمور ظاهرية؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولًا)[6]، فالطمأنينة كلها يوم أن تكون تابعًا لرسول الله عليه الصلاة والسلام؛ قال بعض الشعراء يرد على بعض المضطربين[7]:

لعلك أهملت الطواف بمعهد الرسول
ومن والاه من كل عالم
فما خاب من يهدي بهدي محمد
ولست ترى قارعًا سن نادم

 

أما شمائله فكفاه فخرًا أن كان خلقه القرآن الكريم، كما سئلت عائشة رضي الله عنها عن أخلاق محمدٍ صلى الله عليه وسلم، قالت: (كان خلقه القرآن)[8].

 

هذه العبارة حمالة لكل ما تعنيه من الفضائل، فتأمل في القرآن ما أمر به القرآن وما نهى عنه القرآن، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم صارت شمائله منطلقة من هذا القرآن الكريم، فلو أخذنا جانبًا واحدًا، فإن القرآن يأمره بالصبر؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر7]، فكان صلى الله عليه وسلم قدوة في باب الصبر متمثلًا أمر الله: ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر7].

 

مكث ثلاث عشر عامًا في مكة يؤذى من قبل القاصي والداني، لا سيما بنو عمومته وأعمامه كأبي لهبٍ ومن شابهه، فكانوا يضعون الأذى على بيته، فإذا ما خرج يقول: (يا بني عبد مناف، أي جوارٍ هذا؟)[9]، فآذوه بكل ما يستطيعون وهو صابر صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبعد هذه الفترة يخرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، وحصل له في المدينة من الابتلاء كان العدو في مكة ظاهريًّا يكيد له العداوة ظاهرًا، فلما وصل إلى المدينة هناك تمثل عداؤه في قوم تلبسوا بالإسلام ودخلوا في الإسلام دون أن يكونوا مسلمين، وإنما هم منافقون عياذًا بالله، فأنزل الله سورة المنافقين: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].

 

وكان زعيم هؤلاء عبد الله بن أبي[10]، هذا الرجل كان أستاذًا وممثلًا تتمثل فيه جماعة النفاق؛ لأن الأوس والخزرج كانوا يريدون أن يجعلوا عبد الله بن أبي ملكًا لهم في المدينة، وما بقي إلا أن يضعوا التاج على رأسه، فلما قدم الرسول إليهم، تركوا عبد الله بن أبي وأعطوا القوس باريها، كان بعد ذلك احتفاؤهم واحتفالهم وقدوتهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكان ابن أبي يحقد كل الحقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلوا في الإسلام بعد أن رأوا بعض الانتصارات في بدرٍ وما شابهها من الغزوات، فكانوا يكيدون العداء ليلًا ونهارًا من أجل الفتك برسولنا صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفهم ويعرف مخططاتهم، ويعرف تحركاتهم، وهو صلى الله عليه وسلم صابر محتسب، ولما مات عبد الله بن أبي خلع الرسول رداءه وأعطاه لابن أبي كفنًا، وصلى عليه على أن بعض الصحابة يستأذن أن يقتل عبد الله بن أبي، فيقول صلى الله عليه وسلم: (دعه لا تتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه)[11].

 

فكان صلى الله عليه وسلم يتحلى بالصبر ويتحلى به في المدينة أيضًا، وهكذا في باب العفو والحلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال يا محمد، مرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضحك ثم أمر له بعطاء)[12].

 

وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم يمشي مع المساكين ويأكل مع المساكين، يعود المرضى ويشهد الجنائز، يخصف نعله ويكنس بيته، ويرقع ثوبه، ويجلس لضيفه، هذه كلها من أخلاق محمدٍ صلى الله عليه وسلم، كما أنه القائد العظيم، فهو أيضًا الرجل المتواضع المتواجد مع أصحابه، ومن صفاته وشمائله أن كان يحب الطيب ويكره الخبائث، يكره الروائح الكريهة كرائحة البصل والثوم وما شابهها من الروائح، حتى قال أنس رضي الله تعالى عنه: (ما شممت ريحًا قط أو عرفًا قط، أَطيب من ريح أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم)[13].

 

وكان صلى الله عليه وسلم يحب السواك[14]، ويكثر من استخدامه، كان إذا قام من الليل يستخدم السواك[15]، وإذا أراد أن ينام يستخدم السواك، وإذا دخل بيته أيضًا كان يستخدم السواك، صلى الله عليه وعلى آله وسلم[16] ومناقبه كثيرة:

ومنها: أن كان يقبل العذر، فإن جاء من يعتذر إليه قبِل العذر منه، وصفح عنه؛ لأن الله يقول: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].

 

وكان يسلِّم على من لاقاه لو تأملنا الآن في حال المسلمين، ربما يمرُّ عليك المارُّ، فلا يسلم عليك، فكل واحدٍ منشغل بحاله، وهكذا إن سلمت عليه ربما ردَّ ردًّا باردًا إن قلت له: السلام عليكم ورحمة الله، أنت تربح عشرين حسنة، فيردُّ عليك ليربح عشر حسنات، يقول: وعليكم السلام[17]، بل ربما صارت هذه عند بعض المسلمين من الموديلات القديمة، يريدون غيرها من الألفاظ الدارجة، أو مما غزينا به من قبل أعدائنا، كمسَّاك وصبَّحك بالخير، وما شابهها من العبارات، وترك هؤلاء أعظم تحية، وهي تحية أهل الإسلام وتحية أهل الجنة؛ قال تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ. سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23 – 24].

 

فإذا قلت لصاحبك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دعوت له بثلاث دعوات، أما الدعوة الأولى، فإنك تدعو له بالسلامة من كل شيء، من كل آفة سلامة من الفقر، ومن الذلة ومن النار، ومن الخزي والعار، فسِّرها بما شئت من أنواع السلام، ثم تضيف إليه الرحمة بأن يرحمه الله، ثم البركة أن يبارك الله في ماله وفي أهله، وفي ولده ثلاث عبارات، صار عند بعض المسلمين والعياذ بالله، صار عندهم من الجهل لا تقول شيئًا آخر، والله إنه الجهل، لو علم المسلمون ما في ذلك من الخير لأكثروا، بلغ ببعض الصحابة كعبد الله بن عمر رضي الله عنه أن كان يذهب إلى السوق دون أن يشتري شيئًا، وإنما يجد الناس كثيرين في مجتمعهم فيقول: السلام عليكم، فيسلم عليهم ليردوا عليه بالسلام[18].

 

وهكذا أيضًا كان صلى الله عليه وسلم من أخلاقه الكرم والجود، فقد كان جوادًا كريمًا، حتى قال بعض من قال فيه قال: فليتقِ الله سائله، بمعنى أنه كان إذا سئل عن شيء لا يردُّه أبدًا حتى قال له قائل: وقد رأى عليه بردة يا رسول الله اكسنيها، فقال: نعم، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت سألتها إياه، لقد علمت أنه لا يرد سائلًا، فقال الرجل: والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت[19].

 

وعلى أية حال يقول عبد الله بن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)[20].

 

ويأتيه ضيف مرة، فيرسل إلى أبياته وكان له تسع بيوت، فيسأل في بيته: هل عندكم من عشاء لهذا الضيف؟ فكل بيوته ليس فيها عشاءٌ لا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الرجل الذي اهتز به العالم.

 

قال شوقي:

أتطلبون من المختار معجزة
يكفيه شعبًا من الأموات أحياه

لم يجد لقمة عشاء في بيته صلى الله عليه وسلم، فينادي في أصحابه: ( من يضيف ضيف رسول الله؟)، فيقول أبو طلحة: أنا، فيأخذه إلى بيته فيعشي الضيف ويبيت هو وأهله وأولاده جياعًا؛ ليشبع ضيف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم[21]، وهكذا في فتح مكة وما شابهها من الفتوح كان يعطي من الإبل المائة ومن الغنم ما بين الجبلين، حتى نادت الأعراب بعضها بعضًا: هلمُّوا إلى محمدٍ فإنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وهو القائل لبلال: (أنفق بلال ولا تَخش من ذي العرش إقلالًا)[22].

 

هذه حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهكذا حياته كلها حافلة بالخير والتضحية والبذل والتربية، فيكفيه أنه ربى أصحابه رباهم على الخير حتى صار أصحابه رضوان الله عليهم تأريخًا يتحدث، وإذا أردت ذلك فاقرأ في سير أعلام النبلاء، لتجد القدح المعلا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، اقرأ في كتب السِّيَر تجد أن أعظم طبقة من الرجال بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم طب القلوب والله، وأنس الحياة والله، فتبًّا لمن جهل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمن لم يرفع رأسًا بتأريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبًّا ثم تبًّا لمن لم يجعل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة وقيادة له، فإنه في هُوة سحيقة؛ قال سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ ﴾ الشورى: 53 – 54].

 

اللهم بارك لي ولكم في القرآن العظيم، وانفعنا وإياكم بسنة سيد الأولين والآخرين، هذا ما قلته لكم واستغفروا الله فيا فوز المستغفرين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

معاشر المسلمين، إن الذي حصل عند المسلمين حينما رغبوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدْيه، إنما هو والله بسبب الجهل، فصار أكثرنا عالِمًا بأمر دنياه، لكنه جاهل في أمر الدين، ويرضى من الدين باليسير، مما انطلى على بعض المسلمين ما نشر في مجلة المستقلة العدد الأخير عن رجل، ورسموا صورته على حقيقتها، هذا الرجل يدَّعي أنه المهدي المنتظر وأجرت الصحيفة معه حوارات كثيرة وهو يجيب وكأنه بحر خضم من العلم، ومن قرأ ردوده تبيَّن أنه كذاب أفاك، وعلم أيضًا أن تلك الصحيفة الله أعلم من يحرِّكها، لا يدري ما الأيادي التي تعمل لها أو لصالحها هذه الجريدة، جريدة المستقلة ترسم هذا الرجل أقول: تصوِّره، ثم تحاوره على أنه المهدي المنتظر، وهذه الحقيقة حقيقة المهدوية، هي حقيقة شرعية نبوية، لكنه قد تزعمها كثير من الكذابين، ففُضحوا في هذا الزمان وفي غيره من الأزمان، فقبل تسعة وعشرين أو ثمانية وعشرين عامًا، ظهر من يدعي المهدوية في أرض الحرمين، وحصل ما حصل من القتال في بيت الله الحرام، وهكذا يطلع واحدٌ في دول الخليج وآخر في مصر، ويطلع في أمريكا هكذا، ونبينا صلى الله عليه وسلم وضع لذلك علامات وأمارات لا ينبغي أن تنطلي على العلماء والمثقفين، فضلًا عن المسلمين الذين يعودون بقضاياهم إلى علمائهم وإلى مفتيهم؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي – من ولد فاطمة[23] – يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجَورًا) [24]، وأفصحت الأحاديث أنه خليفة لا أنه رجل من أجل حَفنة من المال، فيجب على المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى في نفسه، وفي مثل هذه القضايا أن يتواصل مع أهل العلم؛ كما قال سبحانه: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43، والأنبياء 7].

 

وهكذا قبل سنتين يظهر رجلٌ في منطقة عدن ويقول: إنه نبي، ثم أخذه بعض الشباب فأكرموه بالطعام، فأكل الكثير وطيب القدور، حتى قال له بعض الشباب: ما كنا ندري أن هكذا شأن الأنبياء أن ينظفوا ويلعقوا الصحون إلى آخرها، قالوا له: لما لا تخرج الآن تدعو الناس قال: الناس مشغولون الآن بالصيام، وهكذا بكسوة العيد، ولكن نبدأ بعد العيد نتحرك، وما أكثر هؤلاء المدعين ورسولنا يقول: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبًا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله)[25].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) [26].

 

فختم الله النبوة والرسالة بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وفي عصر الدولة العباسية ظهر من هؤلاء الدجالين الكذبة الذين يفترون على الله الكذب، بسبب بعض الأمراض التي تؤثر على عقولهم، فيدعون النبوة والرسالة، حتى إن واحدًا أمر به هارون الرشيد أن يسجن في غرفة ثلاثة أيام، وقال: أكلوه بيضًا ودجاجًا، وبعد ثلاثة أيام قال له: هل أُوحي إليك شيء؟ قال: أوحي إليَّ ألا أبرح هذه الغرفة، فعلِم هارون أنه رجل فقير، فأعطاه شيئًا من المال ولم يعاقبه، وإلا كان الأولى أن يضرب عنقه؛ لأنه يدعي شيئًا مستحيلًا، فلا نبي بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم ولا رسول بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ قال سبحانه: ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40].

 

فهذه العلامات الموجودة، وما نحن فيه من الخير لا تؤذن في مثل هذه الأيام بظهور المهدي، وإنما في آخر الزمان هو حقيقة لا ينبغي أن نتجاهلها، كذلك أيضًا ليس بمهدي الشيعة الرافضة الذي يدَّعونه، وهو محمد بن العسكري، الحقيقة لا أقول حقيقة، وإنما السراب الذي تدعيه الرافضة رافضة إيران، وينتظرون خروجه من سرداب سامراء، هذه خيالات ليست بحقيقة، أما مهدي المسلمين، فيكون خروجه ثم يستمر سبعة أعوام، ثم يكون عقبى ذلك نزول عيسى ابن مريم، وهذا يكون في آخر الزمان، فلا ينبغي أن ينطلي مثل هذا الزور والبهتان على عقول المسلمين، ولا زال المسلمون في خير الناس يملؤون المساجد والخير موجودٌ في هذه الأمة.

 

ومما ينبغي أن يتنبه له غفلة كثير من المسلمين عن دينهم وعن تعاليمهم، وعن مستقبلهم الحقيقي في الدنيا والآخرة، وهو دين الله سبحانه وتعالى.

 

يا معاشر المسلمين، أصبح الكثير منا ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا يبالي بمأكله ومشربه، ولا يبالي بأمواله، أمن حلال أو من حرام، في كثير من الأحيان تجد مِن المسلَّمات، وتزاحم في ذلك المسلمون الذين يؤدون الصلوات الخمس في جماعة، من ذلك قضية اليانصيب التي شغلت المسلمين اليوم، وصار المسلمون يُهرعون وراءها مثل ما هُرع مَن هُرع في دول الخليج بعد الأسهم، فحصل لهم تلك العاصفة التي جعلت كثيرًا منهم موتى في قبورهم وآخرين في المصحات، بعضهم يعاني من جلطات ونوبات قلبية وهستيريا ومجانين، وهكذا بسبب أنهم كانوا لا يقرُّ لهم قرار إلا أن يدخلوا فيما يتعلق بمسألة الأسهم، مسألة اليا نصيب في بعض الأمور، يعني من اليا نصيب الذي هو قليل أو مدخله قليل، تجد في كثير من الأسواق من المسلمين من جمع له بعض السلع، وجعلها على كرتونه، ثم جعل سهمًا يدور عليها، ثم تدفع أنت خمسين أو مائة ريال، لتحظى مثلًا بمسجلة أو بسلعة قدرها ألف، ثم هذا الشيطان يبرمجها على أشياء إذا دفعت المائة تأخذ سلعة بخمسة ريال أو بعشرة ريالات، فيقول: والله يعني حظك ما هو تمام، وهكذا هذا من القمار؛ لأن ضابط القمار كل لعبة يدخل فيها شخص غارم أو غانم، فإذا غنم فهو قمار وإذا غرم فهو قمار؛ يقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90 – 91].

 

وهكذا ما يتعلق برسائل الجوالات التي أشغلت المسلمين، فلان فاز بمليون وخمسمائة وآخر باثنين مليون، وهكذا أيضًا ما يتعلق بالشرائك وما تعلنه فيما يتعلق بالإلكترونيات وفي المواد الغذائية، ففُتن المسلمون ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيظل عاكفًا على مثل هذه الأشياء من أجل أن يربح، ثم قد يخسر أكثر مما يربح، فهذه أيضًا بارك الله فيكم ينبغي بل يجب أن تترك وأن تسأل الرزق من الله سبحانه وتعالى، فخزائن الملك بيد الله سبحانه؛ قال عز من قائل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

لو تأملنا في هذه الشركات، مثلًا شركة تبيع البسكويت، ثم هناك خمس شركات تبيع بسكويت من هذا النوع، أو من أنواع أخرى، فهذه الشركة جعلت لها دعايات وجعلت لها الدعايات في الصحافة في التلفاز، في كثير من الجهات الإعلامية لترويج بضائعها، فربما أثرت في إكساد بضائع الآخرين، وكان الأَولى أن يرزق الناس بعضهم بعضًا، فكل واحدٍ يبيع قد يقول قائل: لماذا لا ينافس الآخر؟ نقول: إن في ذلك غررًا على كثير من المسلمين، هناك تغرير عند كثير من المسلمين، أذكر في مرة من المرات بعض شركات السيجارة، جعلت لها دعايات في هذه السيجارة، فاشتريت الكراتين الكبيرة من أجل أن يحظى بسيارة، ثم بعد ذلك أتلفها، بل أعطاها لمن يشرب السجائر، هل يريد من وراء ذلك القربة، هذا يعتبر من الإسراف ومن التبذير أيضًا، شغل المسلمون ولا حول ولا قوة إلا بالله بهذه الدنيا، ويا ليت كان أمرًا مباحًا، لكنهم شغلوا فيما لا تُحمد عقباه، فإن الواجب على المسلم أن يسأل العلماء، وأن يعود إليهم في أموره صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها، يسأل أهل العلم؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43، والأنبياء 7].

 

فتواصلوا مع الشيخ العمراني مفتي اليمن، وسلوه في مثل هذه القضايا؛ ليعطيكم الفتوى الشرعية المدعمة بالأدلة من كتاب الله ومن سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا ينبغي للمسلم أن يكون عالِمًا بالدنيا، لكنه جاهلٌ بأمر الدين، على أنك سوف تترك هذه الدنيا أو تتركك هي، فإما أن تغادر أنت منها، وإما أن تصير صفر اليدين، كما حصل عند الكثير من المسلمين أغناهم الله سبحانه وتعالى، ثم لم يشكروا هذه النعمة، فسلب الله الملك من بين أيديهم فصاروا صفر اليدين.

أَبُنَي إن من الرجال بهيمة
في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة في ماله
وإذا يصاب بدينه لم يشعر[27]

فنسأل الله عز وجل أن يوفِّقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح، وأن يريَنا الحقَّ حقًّا، فيرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا فيرزقنا اجتنابه.

 

اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا هَمًّا إلا فرَّجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا عسيرًا إلا يسرته، اللهم أكرمنا بسنة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، اللهم أصلِح أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين يا رب العالمين.

 

اللهم أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتنا التي إليها معادنا.

 

اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شرٍّ.

 

اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم انصُر عبادك المؤمنين يا رب العالمين، اللهم عليك باليهود الغاصبين.

 

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين، وأقم الصلاة.


[1] صحيح: رواه الحاكم (4221) والبيهقي في الكبرى (20571) والشهاب القضاعي في المسند (1165)، وصححه الألباني. انظر: الصحيحة (45) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وعند أحمد (8939) والبخاري في الأدب (273) والبيهقي في الشعب (7978) وصححه الألباني في: صحيح الجامع (2349) والصحيحة (45) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).

[2] حسن: رواه أحمد (14672، 15195) وأبو يعلى (2135) وابن أبي شيبة (26421) والبيهقي في الشعب (176) عن جابر وحسنه الألباني: في الإرواء (1589) والمشكاة (177).

[3] روى البخاري (2109، 2344، 3264) ومسلم (155) وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا وإمامًا عادلًا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد).

[4] رواه مسلم (2277) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه.

[5] انظر: مسند الإمام أحمد (19098) وسنن أبي داود (1765) وصحيح ابن خزيمة (2917) ومستدرك الحاكم (7522) والإرواء (1958) والمشكاة (2643) وكتب السير والتاريخ.

[6] رواه مسلم (34) عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

[7] القائل: هو ابن الأمير الصنعاني كما في حاشية الروض الباسم لابن الوزير (2/11) وحاشية درء تعارض العقل والنقل، تحقيق د: محمد رشاد سالم (1/ 159).

[8] رواه مسلم (746/139) وأحمد (24314, ومواضع) وأبو داود (1342) والنسائي (1601) وغيرهم.

[9] انظر: البداية والنهاية (3/ 122ـ 135) وطبقات ابن سعد (1/201) وتأريخ الطبري (1/ 553) وسيرة ابن كثير (2/ 122، 148) وسيرة ابن هشام (2/ 263).

[10] انظر: أخباره وكيده للإسلام والمسلمين في: سير أعلام النبلاء (1/ 321 ترجمة: 65) وتاريخ خليفة (114) والتاريخ الصغير (1 / 35) والجرح والتعديل (5 / 89 – 90) ومشاهير علماء الامصار (ت: 103) والاستيعاب (6 / 273) وأسد الغابة (3 / 296) ومجمع الزوائد (9/317 – 318) والإصابة ( 6 / 142 – 143) وتاريخ الخميس (2/ 140) وإمتاع الأسماع (1/ 99، 105، 120، 165، 449، 450) وغيرها.

[11] متفق عليه: البخاري (3330، 4622، 4624) ومسلم (2584) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

[12] متفق عليه: البخاري (5472، 5738) ومسلم (1057).

[13] متفق عليه: البخاري (1872، 3368) ومسلم (2330).

[14] روى ذلك البخاري (850، 4184 ومواضع) عن عائشة رضي الله عنها في قصة مرض وفاته ودخول عبد الرحمن بن أبي بكر والسواك بيده. الحديث.

[15] روى البخاري (242، 849، 1085) ومسلم (255) عن حذيفة رضي الله عنه قال: عن حذيفة قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك).

[16] روى مسلم (253) من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك.

[17] روى الإمام أحمد (19962) وأبو داود (5195) والترمذي (2689) والنسائي في الكبرى (10169) وصححه الألباني في: صحيح الترغيب (2710) عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم “عشر”، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال ” عشرون “. ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه فجلس وقال ” ثلاثون.

[18] صحيح: رواه مالك في الموطأ (1726) والبخاري في الأدب المفرد (1006) والبيهقي في الشعب (8790) وغيرهم عن الطفيل بن أبي بن كعب رضي الله عنه، وصححه الألباني في: صحيح الأدب المفرد (1006).

[19] رواه البخاري (1218، 1987، 5473، 5689) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.

[20] متفق عليه: البخاري (6، 1803، 3048، 3361، 4711) ومسلم (2308) وغيرهما.

[21] انظر: البخاري (3587، 4607) ومسلم (2054) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[22] صحيح: رواه الطبراني في الكبير (1020) والبزار (1978) عن ابن مسعود رضي الله عنه ورواه الطبراني في الكبير (1024، 1025) والأوسط (2572) وأبو يعلى (6040) والبيهقي في الشعب (1345) من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وجاء من حديث بلال رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير (1098) والبزار (1366) ومن حديث عائشة رضي الله عنها عند البيهقي في الشعب (1466).

وصححه الالباني في: صحيح الجامع (1512) والمشكاة (1885) والصحيحة (2661).

[23] عند أبي داود برقم (4284) عن أم سلمة رضي الله عنها

[24] صحيح: رواه أبو داود (4282) وروى بعضه أحمد (3571 ومواضع) والترمذي (2230، 2231) وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه. وانظر: صحيح الجامع (5073، 5304، 7275، 8160) والمشكاة (5452) والصحيحة (1529).

فائدة: قد ذكر الكتاني في نظم المتناثر أحاديث خروج المهدي عن عشرين صحابيا ثم قال وقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة والسخاوي ذكر ذلك في فتح المغيث ونقله عن أبي الحسن الآبري. انظر التعليق على المسند لشعيب (1/376 حديث رقم: 3571)

[25] متفق عليه: البخاري (3413 ومواضع) ومسلم (157) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[26] صحيح: رواه أحمد (22448) وأبو داود (4252) والترمذي (2219) وابن ماجة (3952) وابن حبان (7238) والحاكم (8390) وصححه الألباني في: صحيح الجامع (1773، 7418) والمشكاة (5406) والصحيحة (1683) عن ثوبان رضي الله عنه.

[27] انظر: أدب الدنيا والدين ص (111 – 112).





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
وفاء وأنس وعهد وثيق
تحقيق الرسالة الثانية للشيخ فالح بن عثمان رحمه الله 1359هـ مع منهجه في الدعوة والقضاء (PDF)