أخطاء في الصلاة (2)


أخطاء في الصلاة (2)

 

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ.

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين مسابقة الإمام، وقد جاء النهي الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك:

روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ، وَلَا بِالاِنْصِرَافِ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي»، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ»[1].

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رأسَهُ رَأسَ حِمَارٍ؟!»[2].

وروى البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ[3].

وفي رواية: حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ عَلَى الأرْضِ[4].

وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا ركعَ فاركَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه، فقولوا: ربَّنا ولكَ الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجُدوا، وإِذَا صَلَّى جَالِسًا فصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُون»[5].

ومن هذه الأحاديث يتبيَّن أن للمأموم مع الإمام أربع حالات لا يصح منها إلا واحدة:

الأولى: وهي الصحيحة: المتابعة، وهي أن يشرع في الانتقال من الركن الذي هو فيه بعد أن يصل الإمام إلى الركن الذي انتقل إليه، وهذا واضح في حديث البراء المتقدم.

الثانية: أن يتقدم عليه، وَتَقَدَّمَ النهي الشديد عن ذلك.

الثالثة: أن يوافقه في الانتقال، وهذا من الأخطاء؛ لأنه يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ».

الرابعة: أن يتأخر عنه وهذه كالتي قبلها.

ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريَّتي ربَّنا وتقبَّل دعاءَنا.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسئلة:

1- ما حكم مسابقة الإمام؟

2- ما عقوبة من يرفع رأسه قبل الإمام؟

3- متى يحني المأموم ظهره للسجود؟

4- للمأموم مع الإمام أربعة أحوال، اذكرها مع ذكر الصحيح.


[2] البخاري برقم (691)، ومسلم برقم (427) واللفظ له.

[5] البخاري برقم 734، وصحيح مسلم برقم (414).



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
من أحاديث الرجاء (خطبة)
أخطاء في معنى الإله