البعثات التعليمية من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرق وغرب


البعثات التعليمية

من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرقٍ وغربٍ

 

إبان الحضارة الإسلامية في الشرق والغرب الإسلاميينِ كانت البعثات التعليمية تفِد من الغرب إلى الجامعات الإسلامية في الأندلس وفي غيرها من حواضر العالم الإسلامي، مثل صقلية،وأفاد الغرب من هذه البعثات التي عادت إلى أوروبا متأثرة باللغة والعلوم والسلوك، ولم تبرز ظاهرة تأثيرها على الثقافة الإسلامية، بل كان الطلبة يمثلون الجانب المتأثر الواضح التأثُّر.

 

الرسائل المتبادلة بين الخليفة الأموي المعتمد بالله هشام الثالث في الأندلس (418 – 422هـ/ 1029 – 1031م) والملك جورج الثاني ملك بريطانيا تكشف مدى حاجة الغرب إلى النهوض العلمي والأخذ عن المسلمين،يكتب جورج م.أ.ملك إنجلترا والسويد والنروج قائلًا: “إلى صاحب العظمة خليفة المسلمين هشام الثالث جليل المقام، من جورج الثالث ملك إنجلترا والسويد والنروج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام، بعد التعظيم والتوقير؛ فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهدُ العلم والصناعات في بلادكم العامرة؛ فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة،وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من أشراف الإنجليز؛ لتتشرف بلَثْم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون وزميلاتها موضع عناية عظمتكم وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن،وقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص من خادمكم المطيع جورج.م.أ.”.

 

ويجيبه الخليفة الأموي هشام الثالث بالآتي: “الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين، وبعد، إلى ملك إنجلترا وإيكوسيا واسكندنافيا الأجل،اطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف يُنفَق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين؛ دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي،أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهي من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التقائنا ومحبتنا،والسلام،خليفة رسول الله في ديار الأندلس: هشام الثالث”[1]،وفي هذين الخطابين استنتاجات حضارية كثيرة لمن أراد تحليلهما[2].

 

لم يقتصر هذا النهج على الطلبة، بل إن رجال الدين المسيحي والعلمانيين الغربيين كانوا يزحفون إلى قرطبة وطليطلة وإشبيلية لكي يحضروا دروس الجامعات الإسلامية ومحاضراتها، كما يقول جاك ريسلر في كتابه: الحضارة العربية[3].

 

يؤكد حسن حنفي أن الغرب كان “يأتينا زمن هارون الرشيد يتعلم من أطبائنا وعلمائنا ورياضيينا وصيادلتنا وصناعاتنا،ثم كنا نأتيه منذ القرن التاسع عشر وإرسال محمد علي البعثات التعليمية من أجل نقل المعارف والعلوم وتأسيس النهضة العربية الحديثة،واستمرت البعثات التعليمية في العصر الليبرالي في النصف الأول من القرن العشرين، وفي العصر الاشتراكي في النصف الثاني منه،وقد قلَّ إيقاعها نظرًا لتحول مسار التاريخ وانتقال المركز الحضاري من الغرب إلى الشرق، ومن الغرب إلى الإسلام،فالقرن الواحد والعشرون هو قرن الصين صناعة، وقرن الإسلام حضارة”[4].

 

ويضيف حسن حنفي: “وطبقًا لهذا التصور “البندولي” للحضارات يزورنا الآن عديد من الباحثين والدارسين والصحفيين الغربيين لجمع المعلومات عن مصر والعرب، والإسلام والمسلمين،وينضم إليهم أحيانًا رجال السياسة والأعمال، وزراء دفاع وثقافة وشؤون دينية وأصحاب شركات يريدون الاطمئنان على استثماراتهم من قبول للشعوب أو رفض لها، بصرف النظر عن موافقة الحكومات؛فالشعب هو الأهم؛ لأنه هو الذي يعطي العمال وهو الذي يستهلك،وهو الذي يغضب ويثور، ويدمر ويحرق،وقد ينضم إليهم الجواسيس والمتآمرون وأصحاب النوايا الشريرة، المثيرون للشغب الطائفي والعرقي في مسوح الرهبان”[5].

 

برز هذا واضحًا في حال الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث هبَّتْ حملة شعبية تنادي بالمقاطعة الاقتصادية لمنتجات البلد التي ظهرت فيها هذه الرسوم المشينة، كما ظهر قبل ذلك بالاحتفاء بسلمان رشدي بعد أن نشر روايته: آيات شيطانية، وظهر بعد ذلك في محاضرة راعي الكنيسة الكاثوليكية بينيدكت السادس عشر، ثم عند ظهور فلم “الفتنة” عن المنتج الهولندي جربت فيلدرز.

 

ولا يظهر أن هذه الحملات ستتوقف عند مدى، مما يوحي بتغير موقف الغرب من الإسلام تبدو بوادره إيجابية رغم ما قد يظهر منها لبعض المتابعين،ولا تزال الحملات قائمة دون تدخل مباشر ومعلن من الحكومات،وظهر كذلك واضحًا في مطالبة بعض أعضاء الكونجرس في الولايات المتحدة الأمريكية لفك الحصار الاقتصادي عن السودان للحاجة الملحة للصمغ السوداني الفاخر.

 

وهذه مهمة متأخرة من مهمات المنصِّرين في الشرق عمومًا، وفي المجتمع المسلم خصوصًا، في وقت تحذر بعض الكنائس من إرسال بعثات تنصيرية تحت أي اسم لمناطق قلقة، كأفغانستان والعراق ولبنان والصومال والسودان، في هذا الوقت الراهن، مما قد يؤدي إلى مآسٍ إنسانية للمنصِّرين الذين لا يُظهرون أنهم كذلك.

 

حين انتقلت الحضارة إلى الغرب تبعها الناس من الشرق ينهلون من معطياتها، فتحولت البعثات العلمية إلى أوروبا، منذ أدرك محمد علي باشا والي مصر أهمية البدء بنهضة علمية وإدارية شاملة، فكان من الخيارات التي طرقها إرسال أبناء المسلمين من مصر وغيرها لتلقي العلوم، ومن ثم نقلها إلى العربية[6]،عُرِفت أول بعثة “الدفعة الأولى” التي تكونت من أربعة وأربعين (44) عضوًا ببعثة محمد علي، تخصص معظمهم في العلوم التطبيقية والبحتة.

 

ذهب بعض هؤلاء الطلبة لدراسة العلوم الإسلامية والعربية في المراكز والمعاهد الاستشراقية[7]، لا سيما بعد الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م)، حيث تدفق مجموعة من الطلبة العرب والمسلمين إلى الجامعات الغربية في الغربين الأوسط والأقصى، ومنهم من بقي يدرس في هذه المراكز، بعد حصولهم على الدرجات العلمية العليا من مراكز الاستشراق ومعاهده، أو بقي منهم من يعمل[8]، ومنهم من عاد لتطبيق المنهج الاستشراقي في دراسة العلوم الإسلامية والعربية[9].

 

وذهب طلبة آخرون بوجه أوسع لدراسة تخصصات علمية تطبيقية وبحتة وتخصصات في العلوم الاجتماعية تحتاجها البلاد الإسلامية التي بعثتهم لها،وهؤلاء هم الكثرة الذين بسطوا بتلقائيتهم قدرًا لا يستهان به من تجسير الفجوة في العلاقات الفكرية بين الشرق والغرب، وإن لم يَنْووا الإقامة الدائمة في الغرب، إلا أن وجودهم ترك أثرًا إيجابيًّا على العموم في تجسير هذه العلاقة، وإن لم يخلُ وجود بعضهم من قابليتهم للتأثر بالنزعة المادية في النظرة للحياة، ومن ثم تأثر البعد الروحاني سلبًا لديهم؛ لِما تلقوه بطرق غير مباشرة من وجود فجوة ذهنية بين العلم والروحانيات في الثقافة الغربية، فعاد بعضهم ليبث المنهج المعلمن في إدارة الحياة.

 

لم تكن هذه البعثات تأخذ طابع التأثُّر المتوقع فقط، بل إنها مارست مهمة التأثير التلقائي، لا سيما أن انتقال الحضارة إلى الغرب قد وُوجه بنمط من أنماط الرفض من قِبل بعض الفئات المتدينة المتطرفة في الغرب نفسه، فكان هناك تصادم بين الكنيسة والعلم، مما ألجأ بعض العلماء للخروج من هذا المأزق الحضاري إلى الترويج للعلمنة والحداثة بمفهومهما الفكري، حتى باتت أوروبا والحداثة “في الوعي الأوروبي والعالمي معًا مترادفتين، حتى يصح القول بأن الحداثة صنعت أوروبا بقدر ما أن أوروبا صنعت الحداثة”[10].

 

لا عبرة بما يقال بأن هذا الفصل بين العلم والدين أضحى في رفوف التاريخ، أو بمبالغة أكثر وعلى حد تعبير برنارد لويس: في مزبلة التاريخ؛ لأنه لا يزال يُلقي بظلاله في الثقافة الغربية،يقول بوسلهام الكظ في عرضه لكتاب محمد عابد الجابري: مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب[11]: “وسنكون مخطئين إذا نحن اعتقدنا أن الغرب قد تحرر من تلك الخلفيات الثقافية الدينية التي كانت توجه فلاسفة التاريخ والمستشرقين، وأنه الآن غربٌ علماني خالص، عقلاني برجماتي لا غير”[12].

 

برز هنا أثر البعثات التعليمية من الشرق إلى الغرب في التخفيف من هذا التصادم، من منطلق أن الثقافات الأخرى، لا سيما الثقافة الإسلامية، لا يتصادم الروحي فيها مع العلمي، أو الدنيوي مع الأخروي، بل يكمل أحدهما الآخر، بما في ذلك وضوح أثر الطلبة المسلمين، رغم وجودهم المؤقت، الذين تلقوا علومهم على علماء الغرب، وتكوينهم جسرًا للتعارف بين الشعوب من خلال أوجه النشاط العلمية والثقافية والاجتماعية التي كانوا يقومون بها في المجتمع الغربي، فكانوا – على العموم – مثالًا لحسن الخلق من خلال التلقي غير المشروط للعلوم، ومن خلال السلوكيات والنظرة الجادة للكون.

 

قد يتعرض بعض الطلبة لمحاولات النظرة العلمانية للحياة، وربما النظرة الإلحادية، بحيث يتعرضون إلى زرع فكرة فصل الدين عن الدولة، وقصر الدين على السلوكيات الخاصة لمن أراد أن يتدين،وهذا ما جعل بعض المَعْنيين والغَيُورين على الدين يتحفظون على إرسال البعثات إلى بُؤَر العلمانية والفساد الفكري والأخلاقي، ولا يزالون يبدون هذا التحفظ من منطلق أن أعضاء البعثات يتأثرون وقد لا يؤثرون، وأن للبعثات مخاطر ظاهرةً.

 

لا يخفي كل من هاملتون جب (1895 – 1971م) وهارولد بوون أثر التعليم العصري “المدني” من مزاحمة التعليم الأصلي “الديني”، لا لذاته، ولكن بفعل البعثات التعليمية المسلمة إلى أوروبا وازدياد التعليم الأجنبي في الحواضر الإسلامية، وتمكين اللغات الأجنبية من مزاحمة لغة التعليم الأصلي، وأثر ذلك على لغة الكلام ولغة الأدب، وغير ذلك من الآثار في المجتمع المسلم، مما أدى إلى ظهور عدد كبير من المشكلات الاجتماعية[13].

 

وهذا موريس بوكاي يحذر من أن يسري هذا التأثُّر بين الطلبة المسلمين الذين يدرسون في الغرب، يقول: “كانت البلاد المسيحية، في تلك الفترة من القرون الوسطى، في ركود وتزمت مطلق، توقف البحث العلمي، ليس بسبب التوراة والإنجيل، وإنما، وعلينا أن نكرر ذلك، بأيدي هؤلاء الذين كانوا يدَّعون أنهم خدام التوراة والإنجيل،وبعد عصر النهضة في أوروبا كان رد الفعل الطبيعي أن يأخذ العلماء بثأرهم من منافس الأمس،وهذا الثأر مستمر حتى اليوم، لدرجة أن التحدث حاليًّا في الغرب عن الله في الأوساط العلمية يعتبر فعلًا علامة الرغبة في التفرد؛ولهذا الموقف تأثيره السيئ على العقول الشابة (والمسلمة منها أيضًا) التي تتلقى تعليمنا الجامعي”[14].

 

تؤكد آمال قرامي في هذا المقام أنه “لا مناص من القول: إن البعثات الدراسية إلى الخارج يسرت عملية اندماج المسلم في المدنية الغربية، ومكنته من الاطلاع على ديانات مختلفة وحضارات متعددة، وأكسبته شيئًا من أساليب الحياة الغربية، ومن الاتجاه الغربي في التفكير والعلم والسلوك وما إلى ذلك،ومن ثمة صار “الارتداد” ممكنًا، خاصة إذا علمنا أن المبشرين كانوا حريصين على تتبع أحوال هؤلاء الطلبة واستغلال حالة الوحدة والعَوَز التي يعاني منها أكثرهم لفائدة تحقيق أغراض التبشير”[15]،ويكاد معظم الطلبة “الأجانب” كما يسمونهم، من مسلمين وغير مسلمين، يتعرضون لشكل من أشكال التنصير في المواسم الدينية وفي غيرها.

 

يؤيد المستشرق ولفرد كانتول سميث الطبيب الفرنسي موريس بوكاي والباحثة آمال قرامي في هذا المنحى التأثُّري في كتاب له بعنوان: الإسلام في التاريخ الحديث، حيث يقول: “وقد سافر كثير من الشباب المسلم إلى الغرب، واطلعوا على روح أوروبا وقيَمها، وأعجبوا بها إلى أبعد حد،وينطبق هذا بخاصة على الطلاب الذين درسوا في جامعات أوروبا بعدد لم يزل يزداد مع الأيام، وهم الذين سببوا استيراد كثير من أفكار الغرب وقيمه إلى العالم الإسلامي…وكان مما صدَّره الغرب إلى العالم الإسلامي تلك الأفكار المتعددة والاتجاهات العقلية الدقيقة الفجة والميول الحديثة التي كان في نشرها أوفر نصيب لنمط التعليم الغربي، ويفوقها في ذلك تأثير معاهد الغرب الحقوقية والسياسية والاجتماعية ونفوذها الزائد…وهكذا أثرت عملية التغريب بسرعة وقوة بالغتين”[16].

 

قد يتعرض البعض الآخر من الطلبة المسلمين في الجانب الآخر لحملات التنصير من قِبل بعض الكنائس، التي وضعت خططًا لتنصير الطلبة الأجانب foreign students، أو هكذا يسمونهم من المسلمين وغير المسلمين[17]، وتعاونت معها في ذلك مكاتب الطلبة الأجانب في الجامعات والكليات والمعاهد[18]،يقول مصطفى خالدي وعمر فروخ: “مما لا ريب فيه أن ذهاب الطلاب الشرقيين إلى أوروبة وأمريكة يكسبهم شيئًا من أساليب الحياة الغربية ومن الاتجاه الغربي في التفكير والعلم والسلوك وما إلى ذلك،ولا ريب أيضًا في أن لذلك حسناته وسيئاته،ولكن المبشرين يريدون أن يفيدوا من دراسة الطلاب الشرقيين في الخارج أمرًا آخر،إنهم يريدون أن يجعلوا من هؤلاء الطلاب “نصارى” بالفعل أو مماثلين للنصرانية”[19].

 

يأتي استهداف الطلبة المسلمين من قِبل الجمعيات التنصيرية لأسباب متوخاة منهم، ومن هذه الأسباب:

قابليتهم للتأثير الفكري المنظم.

 

ضعف ارتباطهم بمجتمعاتهم، لا سيما العزاب منهم.

 

طول مكثهم في الغرب مقارنة بالزوار المتطببين والسواح.

 

كون إقامتهم في الغرب مؤقتة، فيصبحون غرسًا في مجتمعاتهم الإسلامية بعد تخرجهم وعودتهم للخدمة في بلدانهم.

 

كونهم طلابًا في مرحلة التلقي والتأثُّر[20].

 

وهذه من صنوف التأثير التي يتعرض لها الطلبة المسلمون،وإن لم يخلُ بعضهم من تأثر بالنمط اللهوي الغربي للحياة.

 

إلا أن الطلبة المسلمين كان لهم أثر على من حولهم،فلم يكونوا مجرد متلقين متأثرين، ولا يملكون أن يكونوا كذلك،رغم ما يقال من ضآلة التأثير من قِبل الطلبة في مقابل تعرضهم للتأثر من خلال عدة مسارات ووسائط ذكرها إبراهيم القعيد في كتابه: الطلبة المسلمون في الغرب[21].

 

هذا المدى في التأثير المقابل، مع وجود عامل التأثُّر، يحتاج إلى بحث علمي يركز على أثر البعثات التعليمية الإسلامية إلى الغرب وتأثيرها الإيجابي في رحلة التعارف بين الأمم[22].

 

المهم هنا هو التنبه إلى عدم الانقياد إلى رد الفعل بمقاومة التقدم العلمي باسم الحفاظ على القيم الإسلامية، وتلك محاولة لإبقاء الشباب العربي المسلم عالةً على هذا الانفصام بين الدين والعلم[23]، بحيث يصبح هؤلاء الشباب في منًاى عن ربط العلم بالدين كما ربطه به الإسلام.


[1] انظر: عبدالرحمن الحجي. تاريخ الأندلس. محمد عبدالله عنان. تاريخ الأندلس. والوثيقة محفوظة في مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة في دبي ضمن مجموعة من الوثائق، وضمن مجموعة من المراكز.

[2] في سبيل البحث عن توثيق لهذه المكاتبات في الشبكة العنكبوتية وجدت 1,120,000 حالة دخول لهذه المعلومة (16/ 1/ 1430هـ – 13/ 1/ 2009م). وهذا عندي مؤشر طيب يوحي بشيء من السعي إلى إعادة الثقة بالمكنون الحضاري الإسلامي، والسعي إلى تمثله، بما انطوى عليه من نظرة متسامحة مع الآخر.

[3] نقلًا عن عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام – الرياض: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، 1412هـ/ 1992م – ص 364.

[4] انظر: حسن حنفي. العالم الوطني والزائر الأجنبي: قياس إرادة الشعوب يتحقق بالتعرف على نبض الشارع – جريدة الزمان – ع 2163 (16/ 7/ 2005م).

[5] انظر: حسن حنفي. العالم الوطني والزائر الأجنبي: قياس إرادة الشعوب يتحقق بالتعرف على نبض الشارع – المرجع السابق.

[6] انظر: أحمد سمايلوفتش. فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر – مرجع سابق – ص 544 – 545.

[7] تتم استعانة المستشرقين الجدد بأطقم مدربة جيدًا على المنهج الاستشراقي من المثقفين العرب والمسلمين، الأمر الذي لم يكن وافرًا بهذا الوضوح مع الاستشراق التقليدي الذي استعان بنُخَب غربية أوروبية وأمريكية وعلماء عرب. انظر: فاضل الربيعي. ما بعد الاستشراق: الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء – بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2007م – ص 25.

[8] انظر. ميشال جحا. الدراسات العربية والإسلامية في ألمانيا في القرن العشرين – الاستشراق – ع 3 (1989م) – ص 101 – 112 – (سلسلة الثقافة المقارنة).

[9] العلاقة المباشرة بين الاستشراق وعلماء الإسلام والعربية لم تكن مقصورةً على هذا النوع من التلقي، بل إنها بدأت بشيء من الندية من خلال مؤسسات علمية وتعليمية غربية وشرقية. انظر: سمير قصير. تعليق/ ترجمة محمد صبح – ص 107 – 113 – في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان. تأملات في الشرق: تقاليد الاستشراق الفرنسي والألماني وحاضره/ ترجمة عدنان حسن ومحمد صبح – بيروت: قدمس، 2006 – 140ص.

[10] انظر: اختراع أوروبا – ص 187 – 203 – في: جورج طرابيشي. هرطقات عن الديموقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية – بيروت: دار الساقي، 2006م – 229 ص.

[11] انظر: محمد عابد الجابري. مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب – بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1995م.

[12] انظر: بوسلهام الكظ. العروبة والإسلام والغرب (الجابري) – الاجتهاد – ع 54 (ربيع العام 2002م/ 1423هـ) – ص 341 – 355.

[13] انظر: هاملتون جب وهارولد بوون. المجتمع الإسلامي والغرب/ ترجمة أحمد عبدالرحيم مصطفى، مراجعة أحمد عزت عبدالكريم – 2 ج – القاهرة: دار المعارف، 1971م – 1: 21.

[14] انظر: موريس بوكاي. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة – القاهرة: دار المعارف، 1978م – ص 141.

Maurice Buclille. The Bible the Qur’an and Science – Translated from French by: Alastair D. Pannell and the Author – Indianapolis: North American Trust. 1978 – p117.

[15] انظر: آمال قرامي. قضية الردة في الفكر الإسلامي الحديث – تونس: دار الجنوب، 1996م – ص49.

[16] نقلًا عن: محمد خليفة حسن. أزمة الاستشراق الحديث والمعاصر – الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1421هـ/ 2000م – ص 345 – 346.

[17] وقفت سنة 1401هـ/ 1981م في مؤتمر تخصصي في أوهايو لأقول: “إننا لسنا طلبة أجانب، بل ربما أننا محليون أكثر من بعض المحليين أنفسهم، ولأننا نتعايش مع المجتمع الغربي متأثرين ومؤثرين طالبت بأن ندعى الطلبة الوافدين international students“.

[18] ينقل عن لوي ماسينيون قوله: “إن الطلاب الشرقيين الذين يأتون إلى فرنسة يجب أن يلونوا بالمدنية المسيحية”. انظر: مصطفى خالدي وعمر فروخ. التبشير والاستعمار في البلاد العربية: عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى إخضاع الشرق للاستعمار الغربي – بيروت: المكتبة العصرية، 1983م – ص 89.

[19] انظر: مصطفى خالدي وعمر فروخ. التبشير والاستعمار في البلاد العربية – المرجع السابق – ص 88.

[20] انظر: محمد عمارة. الغارة الجديدة على الإسلام: بروتوكولات قساوسة التنصير – ط 3 – القاهرة: دار الرشاد، 1419هـ/ 1998م – ص 215.

[21] انظر: إبراهيم بن حمد القعيد. الطلبة المسلمون في الغرب بين المخاطر والآمال – الرياض: مكتبة دار السلام، 1415هـ – ص 63 – 85.

[22] حذر بعض الذين كتبوا في هذا المجال من تأثر الطلبة المسلمين بالمادية الغربية، على حساب النظرة المتوازنة بين المادة والروح. وكان هذا التوازن هو الرسالة التي حملها الطلبة المسلمون إلى الغرب. وقليلٌ منهم من عاد إلى وطنه وهو خِلْوٌ من هذه النظرة المتوازنة. انظر مثلًا: محمد لطفي الصباغ. الابتعاث ومخاطره – دمشق: المكتب الإسلامي، 1398هـ/ 1976م.

[23] انظر: فرانسوا دي بلوا. في نقد المستشرقين/ ترجمة رضوان السيد – الفكر العربي – مج 5 ع 32 (نيسان (إبريل) – حزيران (يونيو) 1983م – ص 145 – 151.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Who is Basim Khandaqji? Imprisoned Palestinian author and winner of literature award – The National
شفاء العلاقات