الإعلام والترجمة
الإعلام والترجمة
إن الهدف من وسائل الإعلام نقل “الرسالة الإعلامية“ للمتلقِّين، قُرَّاءً للجرائد كانوا أو مستمعين للإذاعات أو مشاهدين للقنوات التلفزيونية، وهذا النوع من التواصل يتماهى مع دور الترجمة، بتَوجيهها لرسائلها المتنوعة المجالات إلى المتلقين وضَمان التواصل الناجح معهم.
تتوجَّه “الرسالة الإعلامية“ بخطابها لجمهور عريض، ولها فنيَّاتها وتقنياتها وأدواتها، ويُمثِّل ذلك أرضية خصبة للمترجمين لمُمارسة “فعل“ الترجمة، والتعامل مع “التخصُّص الإعلامي“ وتوسيع انتشار رسائله باللُّغات المختلفة.
ثمَّ إن للغة الإعلامية أنماطَها الخاصة، من انسيابية وسلاسة في الخطاب، وأحيانًا بساطة في الأسلوب، ولمَّا يتعرض المترجم إلى ترجمتها، لا سيَّما إلى لغتنا العربية، فإن لذلك أثرًا في إثراء “معجم“ اللغة والحِفاظ على فصاحتها.
لا نُنكر أن للإعلام رسالةً يؤديها في عصرنا الحالي، وأصبح المتابعون يقتفون أثرَ الحدث دقيقةً بدقيقةٍ، ويَصل الخبر وتُوظَّف اللغة الملائمة، فيَمنحنا ذلك ألفاظًا جديدةً وسياقات متنوعة.
إن اللغة الإعلامية جديرة بالاهتمام، للحركة الدائمة التي تعرفها وأنماطها في الصياغة، “شفاهةً“ و“كتابةً“، ويتقمَّص المترجم “دَور“ الإعلامي ويحملُ الخبر لمتابعه، فَيُوصِلَهُ بدقة، قارئًا كان أو مستمعًا أو مشاهدًا.
تُثري الترجمة رصيد معجم اللغة العربية، وتزخرُ لغة الإعلام بالمصطلحات الجديدة، والتركيز عليها من المترجمين وحتَّى اللغويين أصحابِ الخبرة، يُقدِّم خدمةً جمَّة للغة العربية، مع مراعاة سلامة قواعد اللغة النحوية والحِفاظ على فصاحتها والسليقة العربية الأصيلة في التعبير.
نقولُ على الدَّوام أن “المترجم“ و“الإعلامي“ وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يؤثر في اللغة العربية، وكلاهما يُجدِّد في ألفاظها الموظفة تبعًا لسِياقاتها المتنوعة، وكلاهما أيضًا يُسهم في تطوير منظومتها النحوية، والسَّعي لأن تكون مسايرة لعصرها على مستوى “النُّطق“ و“الكِتابة“.