شكرا معلمي.. أتعلم من أنت يا معلمي؟
شكرا معلمي.. أتعلم من أنت يا معلمي؟
أنت الخير الذي أعانني الله على تحقيقه في أيام عمري كلها، أنت النجاة من كل فخ كدت أن أقع فيه، أنت الصبر الذي سمعت عنه ولم أره مجسدا في إنسان إلا أنت، أنت الحب الذي طمحت إليه ولم يعلمنيه – صادقا – إلا أنت، أنت الغد الذي كنت أخافه حتى أخذت أنت بيدي، أنت الوطن مبناه ومعناه مصداقا لقول الشاعر:
إن المعلم للشعوب حياتها ودليلها وعطاؤها المتفاني فإذا سألت عن الشعوب فلا تسل عن غير هاديها فذاك الباني |
فأنت أنت يا نجم العقول، مهما حاولوا التقليل من شأنك فأنت القمة ومن يقللون منك قيعان!
جزيل الشكر تحديدًا لمعلمي الصفوف الأولى (الابتدائي) فلا أحد مثلكم، بصدق دون مجاملة أنتم أساس البناء، غيركم يلقي المعلومة ويرحل وقد تغني عنه قناة يوتيوب!
أما أنتم فروحكم تسبق علمكم، وقلبكم يسبق قلمكم، وابتسامتكم تسبق أوامركم، تملئون قلب الطالب بهجة قبل أن تملأوا رأسه علمًا… أنتم أنتم الذكرى التي لا تمحوها الأيام، أنتم البسمة المضيئة التي تملأ خيالي والبصمة الخالدة في وجداني، فلا تجود ذاكرتي إلا بكم عندما أتذكر مدرستي…
أبي وأخي وابني المعلم: أنت شخص عظيم، ولّاك الله على جيل من العباد لتضع بصمتك في قلبه وعقله وروحه، فكن قدر المسؤولية، راتبك الشهري مقابل وقتك فقط، أما ما تقدمه حب وود وصبر وتحديات في واقع فعلا صعب، فلن يوفي لك أجره إلا من الله الكريم المنان..
وقبل أن أنهي رسالتي إليك لي عندك رجاء، وهو نافع لك ولطلابك بحول الله، ألا تنسى فضل معلم البشرية الأول (سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) علِمْ طلابك حبه؛ فالأمر جد خطير!
كلنا سمعنا قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه والنَّاسِ أجمعين»، دعنا نقف هنا وقفة، جميعنا يحرص على بذل المعلومة (ميلاده، دعوته، غزواته، زوجاته، جده، عمه، …) ونغفل عن الحب، مع أن الحب شرط الإيمان كما بيّن الحديث الشريف…
اسقوا طلابكم حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، احكوا لهم مواقف بسيطة من سيرته بطريقة تناسب أعمارهم وتلامس قلوبهم، تحدثوا عن بره وعن وفائه وعن جواره، تحدثوا عن دموعه وبسماته، سهره ودعائه… أظهروا لطلابكم حبكم أنتم له، فالمعلم ينطبع على روح تلاميذه…
وثق أنك أعظم تأثيرًا في نفس الطفل من الأب والأم، ومن معلم الصفوف العليا لأنك تتسلم الذاكرة بكرًا فتخط فيها ما شئت، إن لم تفعلوا ذلك فلن يحقق الجيل الإيمان لأن الحديث ربط الحبَّ بالإيمان، هل علمتم خطورة دوركم، بك يكون الجيل مؤمنا أو غير مؤمن، وأنتم بإذن الله هداة مهديين، فاجعلوا رسالتكم سامية تكن أجوركم أسمى لأن المكافئ رب العالمين، وشكرًا.. شكرًا بحجم السماء لكل معلم علم قدر نفسه، وخطط لتشكيل نفوس أبناء المسلمن، بارك الله لك في مالك وولدك وما آتاك يا وريث الرسل والأنبياء.