من ثمار الإنفاق في سبيل الله


من ثمار الإنفاق في سبيل الله

﴿ ‌يُؤْتِي ‌الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269].

لقد توقفت كثيرًا أمام هذا العرض الرباني العظيم على الإنسان.

 

لمن هذا العرض يا ربي؟

إنه عرض فيه خيرٌ كثيرٌ.

ولا يدركه إلا أولوا الألباب.

 

إنها الحكمة، يهبها الله للمؤمن، فأصبح من صفاته: القصد والاعتدال فلا يفحش ولا يتعدى الحدود؛ وإدراك العلل والغايات فلا يضل في تقدير الأمور؛ والبصيرة المستنيرة التي تهديه للصالح الصائب من الحركات والأعمال… فإن ذلك خير كثير متنوع الألون.

 

فأصبح هذا المؤمن يتذكر فلا ينسى، ويتنبه فلا يغفل، ويعتبر فلا يلج في الضلال. يذكر موحيات الهدى ودلائله؛ وينتفع بها فلا يعيش لاهيًا غافلًا.

 

إن ذلك العطاء من الله لعبده المؤمن يكون نتيجة إنفاقه في سبيل الله. كما تدل على ذلك الأية الكريمة: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ ‌مَا ‌كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].

حيث يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يَسَّرَ لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرًا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم، وتطهيرًا لأموالكم، واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم، ولا يتيمموا الرديء الذي لا يرغبونه ولا يأخذونه.

 

فمن حقق هذا طاعة لله تكون ثماره في نفسه أن يعطيه الله الحكمة في الدنيا، وما أجزل العطاء من الله.

 

وهنا يقرر القرآن حقيقة غاية في الأهمية، هي أن من أراد الهداية وسعى لها سعيها وجاهد فيها فإن الله لا يحرمه منها، بل يعينه عليها.

 

قال تعالى: ﴿ ‌وَالَّذِينَ ‌جَاهَدُوا ‌فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

لذلك يطمئن كل من يتجه إلى هدى الله أن مشيئة الله ستقسم له الهدى وتؤتيه الحكمة، وتمنحه ذلك الخير الكثير.

 

وها نحن الآن في أمس الحاجة للإنفاق في سبيل الله، لأهل فلسطين التي أصابها من اليهود ودول الكفر الدمار الشامل وأشكال الظلم التي لا يشهدها العالم إلا مع أهل الإسلام والجهاد في فلسطين، فهي حرب إبادة للإسلام والمسلمين بكل معنى الكلمة.

 

أيها المسلم ربك يناديك للإنفاق في سبيل الله لأهلك في غزة، ويذكرك بالجزاء الجزيل في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌أَنْفِقُوا ‌مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].

 

وقال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 265].

 

وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272].

 

وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
كيف تكون مستجاب الدعوة (خطبة)
خطبة: وقفات مع سورة الحج