تحريم نسبة السنة أو النوم إلى الله تبارك وتعالى
تحريم نِسْبَةِ السِّنَة أو النَّوم إلى الله تبارك وتعالى
قال الله تعالى: ﴿ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255].
قال الحافظ ابن كثير: في «تفسيره» (1/678): قوله: ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾؛ أي: لا يعتريه نقص ولا غفلة, ولا ذهول عن خلقه, بل هو قائم على كل نفس بما كسبت, شهيد على كل شيء, لا يغيب عنه شيءٌ, ولا يخفى عليه خافية، ومن تمام القيُّوميَّة أنه لا يعتريه سِنة, ولا نوم، فقوله: ﴿ لَا تَأْخُذُهُ ﴾؛ أي: لا تغلبه سِنَةٌ, وهي الوسن والنعاس, ولهذا قال: ﴿ وَلَا نَوْمٌ ﴾؛ لأنه أقوى من السنة؛ اهـ.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: (إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور ـ وفي رواية أبي بكر: النار – لو كشفه لأحرَقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه”؛ رواه مسلم برقم (179).
قال الإمام النووي في «شرح مسلم» (3 /13): قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام): معناه: أنه سبحانه وتعالى لا ينام, وأنه يستحيل في حقه النوم؛ فإن النوم انغمار وغلبة على العقل, يسقط به الإحساس, والله تعالى منزه عن ذلك, وهو مستحيل في حقه جل وعلا؛ اهـ.