أسباب شرح الصدور (4)


أسباب شرح الصدور (4)


الحمد لله الكريم الفتاح أهل الكرم والسماح المُجزل لمن عامله بالأرباح سبحانه فالق الإصباح وخالق الأرواح.

 

أحمده سبحانه على نعمٍ تتجدد بالغدو والرواح وأشكره على ما صرف من المكروه وأزاح، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً بها للقلب انفساح وانشراح.

 

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي أرسل بالهدى والصلاح. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ما بدا نجمٌ ولاح.

 

أما بعد..

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأن نقدم لأنفسنا أعمالاً صالحة مباركة تبيض وجوهنا يوم نلقاه عز وجل.

 

﴿يَومَ لَا يَنفَعُ مَال وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَن أَتَى ٱللَّهَ بِقَلب سَلِيم [الشعراء: 88-89].

 

لا زال الحديث معكم يتدفق مع أسباب شرح الصدور وتفريج الهموم.

 

وقفنا مع ستة أسباب لشرح الصدور في لقاءاتٍ مضت:

أول سبب لشرح الصدور التوحيد الخالص الصافي الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-.

التوكل على الله وتفويض الأمور إليه ﴿وَأُفَوِّضُ أَمرِي إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُ بِٱلعِبَادِ[غافر: 44].

 

الإيمان الخالص الصادق: ﴿مَن عَمِلَ صَٰلِحا مِّن ذَكَرٍ أَو أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤمِن فَلَنُحيِيَنَّهُۥ حَيَوٰة طَيِّبَة وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُواْ يَعمَلُونَ[النحل: 97].

 


ثانياً: من أسباب شرح الصدور الصبر على المقدور والقناعة بما قسم الله، أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.

﴿وَٱستَعِينُواْ بِٱلصَّبرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلخَٰشِعِينَ[البقرة: 45].

 

ثالثاً: مما يشرح الصدور الصلاة، أرحنا بها يا بلال.

الصلاة تكفير للخطايا ورفعٌ للدرجات وتفريجٌ للهموم وراحة للفؤاد.

 

رابعاً: مما يشرح الصدور الإحسان إلى الخلق فمن ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن سعى في قضاء حاجة أخيه، قضى الله حاجاته، ومن فرج عن أخيه كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة.

 

خامساً: مما يشرح الصدور دوام ذكر الله عزوجل على كل حال.

 

سادساً: مما يشرح الصدور سلامتها من الغل والحسد والبغضاء. ﴿يَومَ لَا يَنفَعُ مَال وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَن أَتَى ٱللَّهَ بِقَلب سَلِيم [الشعراء: 88-89].

 

أيها الأحبة! سابعاً: من أسباب انشراح الصدر طلب العلم ومذاكرته والاجتهاد في تحصيله، يقول ابن القيم -رحمه الله- عن: طلب العلم يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يُورث الصدر الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسنهم أخلاقاً، وأطيبهم عيشاً، انتهى كلامه -رحمه الله-.

 

يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخشى ٱللَّهَ مِن عِبَادِهِ ٱلعُلَمَٰؤُا[فاطر: 28] فالعالم رحب الصدر، واسع البال، مطمئن النفس، منشرح الفؤاد، أن السعادة كل السعادة وانشراح الصدر في العلم النافع والعمل بمقتضاه، كذا العز الدائم والرفعة في الدنيا والآخرة كلها في طلب العلم، ومصداق ذلك قول الله عز وجل: ﴿يَرفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُم وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلعِلمَ دَرَجَٰت [المجادلة: 11].

 

فعليكم بالعلم ومجالسة أهل العلم وحثوا على ذلك أولادكم.

 

عباد الله: اصطفى الله من بين كل آيات القران أن تكون أول نزولاً على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ٱقرَأ بِٱسمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ [العلق: 1].. إنها رسالة إذا أرادت الأمة التقدم والسمو والرفعة فعليها بالعلم بنوعيه الشرعي والحياتي. وما أمر الله رسوله بالاستزادة من المال أو الجاه المنصب بل من العلم قال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدنِي عِلما[طه: 114].

 

ومما يشرح الصدور ويفرج الهموم الدعاء، نعم أخي الحبيب: عليك أن تتحرى الدعاء في أوقات الإجابة ومنها: الثلث الأخير من الليل والناس نيام، فقم وتوضأ وصل ركعتين واسجد، وفي السجود ألح على الله، قدّم السؤال وقدّم ما تريد ولا تنصرف بسرعة، إلا إذا شعرت أن الله قِبَلك، وكيف تشعر؟ إذا بكيت ورق قلبك، فاطرق الباب ولا تيأس فمن أدمن قرع الباب يوشك أن يُفتح.




لا تسألن بنيّ آدم حاجة ‍
وسلِ الذي أبوابه لا تحجَب
الله يغضَب إن تركتَ سؤاله ‍
وبنيُّ آدم حين يُسأل يغضب

والله غني، والغني مهما تسأله فلا يمل سؤالك، بل كلما سألته أعطاك، كما جاء في الحديث يقول الله: « يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر » [صحيح مسلم: كتاب البر (2577) عن أبي ذر -رضي الله عنه-].

 

عباد الله: ما بالنا نتعلق بالمخلوقين وننسى الخالق. ما بالنا عند هبوب عواصف الهموم والغموم والمصائب نلجأ إلى الضعفاء وننسى القوى جل وعلا.

 

فيا من ضاق صدره وتكدّر أمره، ارفع يديك إلى ربك، وبث شكواك إلى خالقك، واذرف دموع عينك، علَّ الله أن يجيب دعوتك ويزيل كربك.

 

ومن أسباب شرح الصدور تاسعاً: حُسن الظن بالله.

نعم حُسن الظن بالله تعالى، وذلك بأن تستشعر أن الله تعالى فارجٌ لهمك كاشفٌ لغمك، فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه، فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب، فعليك يا عبد الله بحُسن الظن بربك ترى من الله ما يسرك، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظنّ شراً فله» [رواه أحمد في المسند “2/ 391″، وابن حبان رقم “639”وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده]، فأحسن ظنك بالله، وعلِّق رجاءك به، وإياك وسوء الظن بالله، فإنه من الموبقات المهلكات، قال تعالى: ﴿وَٱلمُشرِكَٰتِ ٱلظَّانِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوءِ عَلَيهِم دَائِرَةُ ٱلسَّوءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيهِم وَلَعَنَهُم وَأَعَدَّ لَهُم جَهَنَّمَ وَسَاءَت مَصِيرا[الفتح: 6].

 

عن أبى هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب عز وجل أخرجوهما. فلما أخرجا قال لهما لأي شيء اشتد صياحكما قالا فعلنا ذلك لترحمنا. قال إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار. فينطلقان فيلقى أحدهما نفسه فيجعلها عليه برداً وسلاماً ويقوم الآخر فلا يلقى نفسه فيقول له الرب عز وجل ما منعك أن تُلقى نفسك كما ألقى صاحبك فيقول يا رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني. فيقول له الرب لك رجاؤك. فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله ». [ قال الألباني: 4 / 445: ضعيف. رواه الترمذي (2 / 99) وابن أبي الدنيا في “حسن الظن” (2 / 192 / 1)].

 

ومن أسباب شرح الصدور عاشراً المبادرة إلى ترك المعاصي والهروب إلى الله ومحاسبة النفس.

عباد الله: إنَّ الهمومَ والأحْزَان عقوباتٌ عاجلة ونارٌ دنيوية حاضرة، فكيف يطلب انشراح الصدر من ضيَّع صلاته ومنع زكاته؟! وكيف يَطْلب انشراح الصدر من ظلم مُسلمًا في مالٍ أو عرضٍ؟! وكيف يطلبُ انشراحَ الصَّدْرِ مَن أكل الربا وغشَّ المسلمين في بيعٍ أو شراء؟! كيف يطلب انشراح الصدر مَن عقَّ والديه وقطع أقربَ الناسِ إليه؟! بل كيف يطلب انشراح الصدر من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن منكرٍ تعيَّن إنكاره عليه؟! ألا ما أبعد طيبَ العيش عن هؤلاء وأمثالِهم، وما أضيق صدور هؤلاء، وتعسًا لحالهم.

 

فجاهد نفسك – يا عبد الله – في طاعة الله، وألزمها تقوى الله، ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجا[الطلاق: 2]، ﴿فَأَمَّا مَن أَعطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلحُسنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِليُسرَىٰ[الليل: 5-7].

 

أخي الحبيب: أتريد مخرجاً لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعض المعاصي؟ يا عجباً لك! تسأل الله لنفسك حاجتها وتنسى جناياتها، ألم تعلم هداك الله تعالى أن الذنوب باب عظيم ترد منه المصائب على العبد: ﴿وَمَا أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَة فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُواْ عَن كَثِير [الشورى: 30]، ﴿أَوَلَمَّا أَصَٰبَتكُم مُّصِيبَة قَد أَصَبتُم مِّثلَيهَا قُلتُم أَنَّىٰ هَٰذَا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُمۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيء قَدِير [آل عمران: 165].

 

فبادر رعاك الله إلى محاسبة نفسك محاسبة صدق وإنصاف، محاسبة من يريد مرضاة ربه والخير لنفسه، فإن كنت مقصراً في صلاة أو زكاة أو غير ذلك مما أوجب الله عليك أو كنت واقعاً فيما نهاك الله عنه من السيئات، فبادر إلى إصلاح أمرك، وجاهد نفسك على ذلك، وسترى من الله ما يشرح صدرك وييسر أمرك ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلمُحسِنِينَ[العنكبوت: 69]، ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجا * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَايَحتَسِبُ [الطلاق: 2-3].

 

فبادر هداك الله إلى تقوى الله ولن ترى من ربك إلا ما يسرك بإذنه تعالى.

 

عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

عباد الله:

أيها المسلمون: كما أن المعاصي من أسباب ضيق الصدور فان مِن أسباب انشراح الصدر التزود من الطاعات والإقبالُ على ربِّ الأرض والسمواتِ، فالطاعة فرضُها ونفلها زادُك في الآخرة ولذتك في الدنيا، والإكثار منها سببٌ في محبَّة الله. قال الله تعالى في الحديث القدسي: «وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إلى بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يَسْمَعُ به، وبصره الذي يُبْصِرُ به، ويدَه التي يَبْطِش بها، ولئن سَألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه»[ أخرجه البخاري (6502)].

 

ومن أسباب شرح الصدور الحادي عشر: مجالسة الصالحين:

الاجتماع بالجلساء الصالحين والاستئناس بسماع حديثهم والاستفادة من ثمرات كلامهم وتوجيهاتهم، مرضاة للرحمن، مسخطة للشيطان، فلازم جلوسهم ومجالسهم واطلب مناصحتهم، ترى في صدرك انشراحاً وبهجة ثم إياك والوحدة، احذر أن تكون وحيداً لا جليس لك ولا أنيس، وخاصة عند اشتداد الأمور عليك، فإن الشيطان يزيد العبد وهناً وضعفاً إذا كان وحيداً، فالشيطان من الواحد أقرب ومن الاثنين أبعد وليس مع الثلاثة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

 

فجاهد نفسك وغالبها على الاجتماع بأهل الخير والصلاح، والذهاب إلى المحاضرات والندوات، وزيارة العلماء وطلبة العلم فذلك يدخل الأُنس عليك؛ فيزيدك إيماناً وينفعك علماً.

 

ومن أسباب شرح الصدور الثاني عشر:

قراءة القرآن تدبراً وتأملاً، وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم، فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة القلوب، وانشراحاً في الصدور .

 

فاحرص رعاك الله على الإكثار من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وسل ربك أن تكون تلاوتك له سبباً في شرح صدرك، فإن العبد متى ما أقبل على ربه بصدق؛ فتح الله عليه من عظيم بركاته ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَد جَاءَتكُم مَّوعِظَة مِّن رَّبِّكُم وَشِفَاء لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدى وَرَحمَة لِّلمُؤمِنِينَ[يونس: 57]، ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلقُرءَانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحمَة لِّلمُؤمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارا[الإسراء: 82].

 

ومن أسباب شرح الصدور الثالث عشر والأخير:

أذكار الصباح والمساء: المداومة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار النوم، وما يتبع ذلك من أذكار اليوم والليلة، فتلك الأذكار تحصن العبد المسلم بفضل الله تعالى من شر شياطين الجن والإنس، وتزيد العبد قوةً حسيّة ومعنوية إذا قالها مستشعراً لمعانيها موقناً بثمارها ونتاجها، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن عبدالله بن عباس ب عنهما قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»، وكذا ما أخرجه البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من قوله: « اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال».

 

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل به هم أو غم قال:

«يا حي يا قيوم برحمتك أستغيثأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين » [مستدرك الحاكم 1/ 545، وصححه ووافقه الذهبي]..

 

أسأل الله أن يغفر ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يقوي إيماننا، هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير، محمد المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
من ثمار الاعتراف عند الأشراف
مهندسة الأجيال بين الأمس واليوم