ذلك أقرب للعدل والإنصاف


ذلك أقربُ للعدلِ والإِنصافِ

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3].

 

تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾، ومعناه: ذَلِكَ أَقربُ لَا تَجُورُوا.

 

وإياك أن تتوهم أن الله تعالى يأمر في كتابه، أو على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعدمِ الزواجِ، أو تركِ الإنجابِ خشيةَ الفقرِ!

 

وإنما معنى الآية: ذلك أقربُ للعدلِ والإنصافِ، وأبعدُ عن الجورِ والإجحافِ.

 

وكيف يأمر بذلك وقد تكفل بأرزاق الخلائق جميعًا؛ فقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6].

 

وكيف يأمرنا الله تعالى وهو ما أراد منا أن نرزق أنفسنا فضلًا عن أن نرزق غيرنا؛ قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 – 58].

 

بل وذم الله تعالى أبلغ ذمٍّ أولئك الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، وحذرهم أشدَّ التحذير فقال: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31].

 

وأخبر تعالى أن الذي يُخَوِّفُهُمُ الْفَقْرَ، هو الشَّيْطَانُ، فقال: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

 

أما اللهُ تَبَاركَ وتَعَالَى، فَاللَّهُ ﴿ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

 

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ».[1]


[1] رواه أحمد- حديث رقم: 12613، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ورواه أبو داود- كِتَاب النِّكَاحِ، ‌‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَزْوِيجِ مَنْ لَمْ يَلِدْ مِنَ النِّسَاءِ، حديث رقم: 2050، والحاكم- ‌‌كِتَابُ النِّكَاحِ، حديث رقم: 2685، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، بسند صحيح.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
جريمة التحريض على القتل في ميزان الشريعة الإسلامية (WORD)
ترجمة الفاضل العلامة أبي نصر محمد أعظم البرناآبادي