حادثة الإفك


حادثة الإفك

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فروى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ[1].

قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ[2] غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا نَزَلَ الحِجَابُ[3]، فَكُنْتُ أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي[4] وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلممِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ[5]وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ[6]ِ قَافِلِينَ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ[7] حَتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فلمست صدري، فَإِذَا عِقْدٌ[8] لِي مِنْ جَزْعِ[9] ظَفَارِ[10] قَدِ انْقَطَعَ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ[11] لِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ[12] عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ رَكِبْتُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا، لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا تَأْكُلُ العُلْقَةَ[13] مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ خِفَّةَ الهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ[14].

فَبَعَثُوا [15] الجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ، وَلاَ مُجِيبٌ[16]، فَأَمَمْتُ[17] مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي[وَقَدْ تَلََفَّفْتُ بِجِلْبَابِي][18] غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ[19].

وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ[20] ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْشِ، فَأَدْلَجَ[21] فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي[22]، وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ[23] حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ[24] وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ[25] فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ.

فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ[26] فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي، أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلماللُّطْفَ[27] الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي[28]، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلمفَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟»، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَاكَ الَّذِي يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ[29]، فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ[30]، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ[31] قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ قِبَلَ الغَائِطِ، فَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ[32] بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بن أُثاثةَ[33]، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي، وَقَدْ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا[34]،فَقَالَتْ: تَعِسَ[35] مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟

قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاه[36] أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟[37]

قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟

قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ[38]، فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي[39].

قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللِه صلى الله عليه وسلمتَعْنِي سَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟».

فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ! مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟

قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ[40]، لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ[41] عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا[42].

قَالَتْ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟

وفي رواية أخرى في صحيح البخاري قالت عائشة رضي الله عنها لأمها: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟

قَالَتْ: نَعَمْ.

قُلْتُ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

قَالَتْ: نَعَمْ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَاسْتَعْبَرْتُ وَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه صَوْتِي، وَهُوَ فَوْقَ البَيْتِ يَقْرَأُ، فَنَزَلَ فَقَالَ لِأُمِّي: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَأْنِهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَيْ بُنَيَّةُ إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ، فَرَجَعْتُ[43].

لا تعارض بين الروايات:

وفي رواية أخرى: أن الذي أخبر عائشة رضي الله عنها بحديث الإفك امرأة من الأنصار، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ رومان قالت: بينا أنا قاعدة أنا وعائشة رضي الله عنها، إذْ ولجتِ[44] امرأةٌ من الأنصار، فقالتْ: فعل الله بفُلان وفعل بفلانٍ، فقالتْ أم رُومان: وما ذاك؟

قَالَتْ: ابني فيمنْ حدث الحديثَ؟ قالتْ: وما ذَاكَ؟ قالَ كذَا وكَذَا.

قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

قَالَتْ: َنعمْ.

قَالَتْ: وأبُو بكر؟

قَالَتْ: نَعَمْ.

فخرَّت مغشيًّا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حُمَّى بنافِضٍ، فطرحتُ عليها ثيابها فغطيْتُهَا[45].

قالت رضي الله عنها: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ، لَا يَرْقَأ [46] لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي.

مشاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنه:

قَالَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه[47]حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ[48]، يَسْتَأْمِرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ.

قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمبِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ مِنَ الوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَهْلَكَ، وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا.

وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله!ِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ[49]، وَإِنْ تَسْأَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ.

قَالَتْ: فَدَعا رسول الله صلى الله عليه وسلمبَرِيرَة: فقال: «أي بَرِيرَةُ، هل رأيتِ من شيءٍ يُريبُكِ؟».

قَالَتْ بَرِيرَةُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ[50] عَلَيْهَا، أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ[51] فَتَأْكُلُهُ [52].

فاَنْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ[53]، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ الله، واللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الأَحْمَر، وبلغ الأمرُ إلى صفوان بن المعطَّلِ رضي الله عنه فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ[54] أُنْثَى قَطُّ [55].

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى المنبر فقال: «يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ! مَن يَعْذِرُنِي مِن رَجُلٍ قدْ بَلَغَ أَذَاهُ في أَهْلِ بَيْتي، فواللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا– يعني صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ رضي الله عنه – ومَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي».

فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه، فَقَالَ: أَعْذِرُكَ مِنْهُ يَا رَسُول اللهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ[56]، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ.

قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنَّهُ حَمَلَتْهُ الْجَاهِلِيَّةُ[57]، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: لَعَمْرُ اللهِ لَا تَقْتُلَنَّهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ.

فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنه، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ. قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلميُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ.

قالت عائشة رضي الله عنها: فَمَكَثْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لَا يَرْقَأُ [58] لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، قَالَتْ: فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا[59] لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَلَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، يَظُنَّانِ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلموَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ مَا قِيلَ، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ[60] رسول الله حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ! فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا[61] فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ[62]، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ».

قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلممَقَالَتَهُ قَلَصَ[63] دَمْعِي حَتَّى مَا أَحُسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلمفِيمَا قَالَ.

قَالَ: واللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمفِيمَا قَالَ.

قالت أمي: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَقُلْتُ – وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ القُرْآنِ[64]: إني واللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الحَدِيثَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ، واللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ واللهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، واللهِ مَا أَجِدُ لَكُمْ مَثَلًا إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ حين قَالَ: ﴿ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف: 18] [65].

قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى[66]، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ الله فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ بِهَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ[67] رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ[68]، حَتَّى إِنَّهُ إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ[69] مِنَ العَرَقِ، وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، مِنْ ثِقَلِ القَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ عَلَيْهِ[70].

قَالَتْ: فَأَمَّا أَنَا حِينَ رَأَيْتُ مِنْ ذَلِكَ مَا رَأَيْت، فوالله مَا فَزِعْتُ وَلَا بَالَيْتُ، قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللهَ ﮎ غَيْرُ ظَالِمِي، وَأَمّا أَبَوَايَ -فَوَاَلّذِي نَفْسُ عَائِشَةَ بِيَدِهِ مَا سُرّيَ[71] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمحَتَّى ظَنَنْتُ لَتَخْرُجَنَّ أَنَفْسُهُمَا، فَرَقًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ مِنْ اللَّهِ تَحْقِيقُ مَا قَالَ النَّاسُ.

قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَتْ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: «يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرَّأَكِ»[72].

فَقَالَتْ أُمِّي: قُومِي إِلَيْهِ.

قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ تعالى.

وأنزل الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [النور: 11 – 20][73].

إقامة الحد على من أشاع حديث الإفك:

فلما نزلت براءة عائشة رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المسجد، فخطب الناس، وتلا عليهم ما أنزل الله من القرآن في ذلك، ثم أمر بمسطح بن أُثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحشٍ، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة، فضربوا حد القذف ثمانين جلدة، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمعَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ، وَتَلَا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا نَزَلَ أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ، فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ [74].

وروى أبو داود في سننه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «.. فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ، وَهُمُ الَّذِينَ تَوَلَّوْا كِبَرَ ذَلِكَ وَقَالُوا بِالْفَاحِشَةِ؛ حَسَّانُ، وَمِسْطَحٌ، وَحَمْنَةُ»[75].

ترك عبد الله بن أبي ابن سلولِ:

وتُرِك عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، ولم يحد، مع أنه رأس أهل الإفك، فقيل: لأن الحدود تخفيفٌ عن أهلها وكفارةٌ، والخبيث ليس أهلًا لذلك، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة، فقال تعالى﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 11] [76]، وقيل: بلْ كان يستوشي[77] الحديث، ويجمعه ويحكيه، ويخرجهُ في قوالب من لا يُنسب إليه [78].

اعتذارُ حسان بن ثابت رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها:

وقد اعتذر حسان بن ثابت رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها، فقد أخرج الإمام البخاري عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء حسان بن ثابتٍ يستأذن عليها، قلتُ –القائل مسروقٌ–: أتأذنين لهذا؟

قالت: أوليس قد أصابه عذابٌ عظيمٌ؟

فقال حسانٌ رضي الله عنه يمدح عائشة رضي الله عنها:  

 

وأخرج الإمام البخاريُّ في صحيحه عن هشام عن أبيه عُروة بن الزبير قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة رضي الله عنها فقالت: لَا تَسُبَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ[87] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقالت عائشة: استأذن النبي صلى الله عليه وسلمفي هجاء المشركين، فقال صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ بِنَسَبِي؟».

قال حسان رضي الله عنه: لأسُلنك منهم كما تُسل الشعرة من العجين[88].

شدة ورع زينب بنت جحش رضي الله عنها:

أما زينب بنت جحش رضي الله عنها فقد عصمها الله[89] بلسانها، فلم تقل إلا خيرًا، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت:… وكان رسول الله صلى الله عليه وسلمسأل زينب بنت جحشٍ، زوج النبي صلى الله عليه وسلمعن أمري فقال: «يَا زَيْنَبُ! مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ؟».

فقالت: يا رسول الله! أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرًا.

قالت عائشة رضي الله عنها: وهي التي كانت تُساميني[90] من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، وطفقت[91] أختها حمنة تُحاربُ لها [92]، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك[93].

حفظ أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه لسانهُ:

روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن رجلًا من الأنصار عندما سمع هذه الفرية قال: سُبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سُبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ[94].

قال الحافظُ في الفتح: وقع عند ابن إسحاق[95] أنه أبو أيوب الأنصاري، وأخرجه الحاكم من طريقه، وأخرجه الطبراني في مُسند الشاميين، وأبو بكر الآجري في طرق حديث الإفك، من طريق عطاء الخرساني عن الزهري عن عُروة عن عائشة [96].

أبو بكر الصديق رضي الله عنه يُمسك النفقة عن مسطحٍ ثم يرجعها:

وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يُنفق على مسطح بن أُثاثة لقرابته منه[97] وفقره، فلما أنزل الله تعالى عُذر عائشة رضي الله عنها، قال: والله لا أنفق على مسطحٍ شيئًا أبدًا، ولا أنفعه بنفعٍ أبدًا، بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل علينا، فأنزل الله تعالى في ذلك: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ[98] أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22][99].

فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلى والله، إني أحبُّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان يُنفق عليه، وقال رضي الله عنه: والله لا أنزعها منه أبدًا [100]، [101].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] أخرجه البخاري في صحيحه – برقم (4750).
[2] ورد في سيرة ابن اسحاق أنها غزوة بني المصطلق.
[3] قال الحافظُ في الفتح (9/ 392): أي بعدما نزل الأمر بالحجاب، والمراد حجاب النساء عن رؤية الرجال لهن.
[4] قال الحافظُ في الفتح (9/ 392): الهودج: بفتح الهاء والدال بينهما واو ساكنة: هو محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه، يوضع على ظهر البعير يركب عليه النساء ليكون أستر لهن.
[5] قفل: رجع. انظر النهاية (4/ 82).
[6] قال الحافظ في الفتح (9/ 393): أي أن قصتها وقعتْ حال رُجوعهم من الغزوة قُرب دخولهم المدينة.
[7] قال الحافظ في الفتح (9/ 393): أي لتقضي حاجتها منفردة.
[8] قال الحافظُ في الفتح (9/ 393): العِقْد: بكسر العين قلادَة تعلق في العُنُق للتزيين بها.
[9] قال الحافظ في الفتح (9/ 393): الجَزْع: بفتح الجيم وسكون الزاي، خرزٌ معروف في سواده بياض كالعُرُوق.
[10] قال الحافظ في الفتح (9/ 393): فأما ظَفار: بفتح الظاء ثم فاء بعدها راء مبنية على الكسر: هي مدينة باليمن، وقيل: جبل.
[11] قال الحافظ في الفتح (9/ 393): يرحلون: بفتح أوله والتخفيف، رحلت البعير إذا شددت عليه الرحل.
[12] قال الحافظ في الفتح (9/ 394): رحلوه: أي وضعوه.
[13] قال الحافظ في الفتح (9/ 395): العُلْقة: بضم العين: أي القليل.
[14] قال الحافظُ في الفتح (9/ 395): أي أنها مع نحافَتهَا صغيرةُ السن، فذلك أبلغ في خفتِها، ويستفاد من ذلك: أن الذين كانوا يرحلون بعيرها كانوا في غاية الأدب معها، والمبالغة في ترك التنقيب عما في الهَوْدَج بحيث أنها لم تكن فيه، وهم يظنُّون أنها فيه، وكأنهم جوزُوا أنها نائمة. ويحتمل أن تكون أشارت بذلك إلى بيان عُذْرها فيما فعلته من الحرص على العقد الذي انقطع، ومن استقلالها بالتفتيش عليه في تلك الحال وترك إعلام أهلها بذلك، وذلك لصغرِ سنها، وعدم تجاربها للأمور بخلاف ما لو كانت ليست صغيرة لكانت تتفطن لعاقبة ذلك، وقد وقع لها بعد ذلك في ضياع العقد أيضًا أنها أعلمت النبي صلى الله عليه وسلم بأمره، فأقام الناس على غير ماءٍ حتى وجدته، ونزلت آية التيمم بسبب ذلك، فظهر تفاوت حال من جرب الشيء، ومن لم يجرّبه. قلت: كان عُمرُ عائشة رضي الله عنها في هذه الغزوة خمس عشرة سنة.
[15] فبعثوا الجمل: أي أثاروه. انظر النهاية ( 1/ 137).
[16] قال الحافظُ في الفتح (9/ 396): فإن قيل: لِمَ لم تستصحب عائشة معها غيرها؛ ليكون أدعى لأمنها مما يَقعُ للمنفرد، ولكانت لما تأخرت للبحث عن العقد تُرسل من رافقها لينتظروها إن أرادوا الرحيل؟ والجواب: أن هذا من جملة ما يستفاد من قولها: «حديثة السن»، لأنها لم تقع لها تجربة مثل ذلك، وقد صارت بعد ذلك إذا خرجت لحاجتها تستصحِبُ، كما سيأتي في قصتها مع أم مسطح.
[17] أمَّه: أي قصده. انظر النهاية (1/ 70).
[18] الزيادة من رواية ابن اسحاق لحادثة الإفك.
[19] قال الحافظُ في الفتح (9/ 397): يحتمل أن يكون سببُ النوم شدةُ الغمّ الذي حصل لها في تلك الحالة، ومن شأن الغم – وهو وقوع ما يكره – غلبة النوم، أو أن الله سبحانه وتعالى لطف بها، فألقى عليها النوم لتستريح من وحشة الانفراد في البرية بالليل.
[20] قال الحافظ في الفتح (9/ 397): صفوان بن المعطل بفتح الطاء المهملة المشددة، وكان صحابيًّا فاضلًا، أول مشاهده عند الواقدي الخندق، وعند ابن الكلبي المريسيع.
[21] قال الحافظ في الفتح (9/ 397): أدلجَ: بسكون الدال في روايتنا، وهو كادّلج بتشديدها، وقيل: بالسكون سار في أوله، وبالتشديد سارَ من آخِرِه، وعلى هذا فيكون الذي هنا بالتشديد؛ لأنه كان في آخر الليل، وكأنه تأخر في مكانه حتى قرب الصبح فركب ليظهر له ما يسقط من الجيش مما يُخْفِيه الليل.
[22] قال الحافظُ في الفتْحِ (9/ 398): هذا يشعر بأن وجهها انكشف لما نامتْ؛ لأنه تقدم أنها تلفَّفت بجلبابها ونامتْ، فلما انتبهت باسترجاع صفوان بادرت إلى تغطية وجهها.
[23] قال الحافظ في الفتح (9/ 399): أي بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، وكأنه شق عليه ما جرى لعائشة، أو أنه اكتفى بالاسترجاع رافعًا به صوته عن مُخَاطبتها بكلامٍ آخر صيانة لها عن المخاطبة في الجملة، وقد كان عمر رضي الله عنه يستعملُ التكبير عند إرادة الإيقاظ، وفيه دلالة على فطنةِ صفوان وحُسْنِ أدبه رضي الله عنه.
[24] خمَّرْتُ: أي غطيْتُ. انظر النهاية (2/ 73).
[25] قال الحافظ في الفتح ( 9/ 400): مُوغِرين: بضم الميم وكسر الغين: أي نازلين في وقتِ الوغْرَة بفتح الواو وسكون الغين، وهي شِدَّةُ الحرّ لما تكون الشمس في كَبِدِ السماء.
[26] قال الحافظ في الفتح ( 9/ 401): يُفيضون: بضم أوله: أي يخوضون.
[27] قال الحافظ في الفتح ( 9/ 401): اللُّطف: بضم أوله وسكون ثانيه، والمراد الرّفْق.
[28] أشتكي: أي أمرض. قاله الحافظ في الفتح ( 9/ 401).
[29] نقهَ المريضُ: بفتح النون وفتح القاف وقد تكسر؛ إذا برئ وأفاق. انظر النهاية (5/ 97).
[30] المناصع: هي المواضع التي يُتخلى فيها لقضاء الحاجة. انظر النهاية ( 5/ 56).
[31] قال الحافظ في الفتح (9/ 402): الكُنُف: بضمتين جمع كنيف، وهو الساتر، والمراد به هنا المكان المتخذ لقضاء الحاجة.
[32] قال الحافظ في الفتح (9/ 402): رُهمٍ: بضم الراء وسكون الهاء.
[33] قال الحافظ في الفتح (9/ 402): مِسْطَح: بكسر الميم وسكون السين وفتح الطاء، وهو لقب واسمه عوف وقيل عمر، والأول هو المعتمد، وقد أخرج الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر يُعاتب مسطحًا في قصة عائشة رضي الله عنها: يَا عَوفُ وَيحَكَ هَلّا قُلتَ عارِفَةً = مِنَ الكَلامِ وَلَم تَبْتَغِ بِهِ طَمَعًا   وكان هو وأمُّه من المهاجرين الأولين، وشهد مِسْطَح بدرًا، وكان أبوه مات وهو صغير، فكفله أبو بكر رضي الله عنه لقرابة أم مِسطح منه، وكانت وفاة مسطح سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة سبع وثلاثين بعد أن شهد صفين مع علي رضي الله عنه.
[34] المرْط: بكسم الميم: هو كساء من صوف. انظر النهاية (4/ 273). قال الحافظ في الفتح (9/ 403): وهذه ظاهرة أنها عثرت بعد أن قضت عائشة حاجتها ثم أخبرتها الخبر بعد ذلك، لكن وقع في رواية هشام بن عروة في صحيح البخاري: أنها عثرتْ قبل أن تقضي عائشة رضي الله عنها حاجتها، وأنها لما أخبرتها الخبر رجعت كأن الذي خرجت له لا تَجِدْ منه لا قليلًا ولا كثيرًا، وكذا وقع في رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 327) قالت: فوالله ما قدرت أن أقضي حاجتي. ويجمع بينهما بأن معنى قولها: «وقد فرغنا من شأننا»: أي من شأن المسيرِ، لا قضاء الحاجة.
[35] تَعِسَ: بفتح التاء وكسر العين: إذا عَثرَ وانكبَّ لوجهه، وهو دعاء عليه بالهلاك. انظر النهاية (1/ 186).
[36] قال الإمام النووي۴ في شرح مسلم (17/ 90): هنتاهُ: بفتح الهاء وسكون النون؛ أي يا هَذِهِ، وقيل: يا امرَأة.
[37] في رواية أخرى في صحيح البخاري – رقم الحديث (4757) قالت أم مسطح: والله ما أسُبُّه إلا فيكِ.
[38] في رواية أخرى في صحيح البخاري – رقم الحديث (4757) قالت عائشة رضي الله عنها: فبَقَرَتْ لِيَ الحديث.
[39] قال الحافظ في الفتح (9/ 404): وعند الطبراني بإسناد صحيح قالت عائشة رضي الله عنها: لما بلغني ما تكلموا به همَمْتُ أن آتي قَلِيبًا فأطرح نفسي فيه.
[40] في رواية أخرى في صحيح البخاري – رقم الحديث (4757) قالت أم رومان: يا بُنَيَّة خفّضي عليك الشأن.
[41] وضيئَة: بوزن عظيمة من الوضاءة أي حسنة جميلة. قاله الحافظ في الفتح (9/ 404). وفي رواية أخرى في صحيح البخاري – رقم الحديث (4757) قالت أم رومان: فإنه والله لقلَّما كانت امرأة قَطُّ حسناء.
[42] قال الحافظ في الفتح (9/ 404): أي القول في عَيْبِها. وفي رواية أخرى في صحيح البخاري – رقم الحديث (4757) قالت أم رومان: إلا حَسدْنَها وقيل فيها. قال الحافظُ في الفتح (9/ 404): وفي هذا الكلام من فِطْنة أمها، وحُسْنِ تأتيها في تربيتها ما لا مَزِيد عليه، فإنها علمت أن ذلك يَعْظُم عليها فهوَّنت عليها الأمر بإعلامها بأنها لم تنفرد بذلك؛ لأن المرء يتأسَّى بغيره فيما يقع له، وأدمجتْ في ذلك ما تُطيب به خاطرها من أنها فائقَة في الجمال والحظوة.
[43] أخرجه البخاري في صحيحه – برقم (4757).
[44] وَلَجَتْ: أي دَخَلَت. انظر النهاية (5/ 196).
[45] أخرجه البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4143). قال الحافظ في الفتح (9/ 405): طرُق حديث الإفك مجتمعة على أن عائشة بلغها الخبر من أم مِسطح، لكن وقع من حديث أمّ رومان ما يُخالف ذلك، وطريق الجمع بينهما: أنها سمعت ذلك أولًا من أم مسطح، ثم ذهبت لبيتِ أمها لتستيقن الخبر منها فأخبرتها أمها بالأمر مجملًا كما مضى من قولها: هوني عليك وما أشبه ذلك، ثم دخلت عليها الأنصارية، فأخبرتها بمثل ذلك بحضرةِ أمها، فقَوِيَ عندها القطع بُوقوع ذلك، فسألت: هل سمعه أبوها وزوجها؟ ترجيًا منها أن لا يكونا سَمِعَا ذلك ليكون أسهل عليها، لما قالت لها أنهما سمعاه غُشي عليها.
[46] لا يَرْقأ: أي لا ينقَطِع. انظر النهاية (2/ 226).
[47] قال الحافظ في الفتح (9/ 407): والعلة في اختصاص عليّ وأسامة رضي الله عنه بالمشاورة؛ أن عليًّا كان عنده كالولد؛ لأنه ربَّاه من حال صغره ثم لم يُفارقه، بل وازداد اتصاله بتزويج فاطمة، فلذلك كان مخصوصًا بالمشاورة فيما يتعلَّق بأهله لمزيد اطّلاعه على أحواله أكثر من غيره، وكان أهل مشورته فيما يتعلق بالأمور العامة أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنه، وأما أُسامة فهو كعلي في طول الملازمة ومزيد الاختصاص والمحبة، ولذلك كانوا يطلقون عليه أنه حِبُّ رسُول الله صلى الله عليه وسلم، وخصه دون أبيه وأمه لكونه كان شابًّا كعلي، وذلك أن للشاب من صفاء الذهن ما ليس لغيره، ولأنه أكثر جُرأة على الجَوَاب بما يظهر له من المُسنِّ؛ لأن المُسنَّ غالبًا يُحسن العاقبة فربما أخفى بعض ما يَظهر له رعاية للقائل تارةً، والمسؤول عنه أُخرى، مع ما ورد في بعض الأخبار أنه استشار غيرهما.
[48] استلبثَ الوحيُ: أي أبطأ وتأخَّر. انظر النهاية (4/ 194).
[49] قال الحافظُ في الفتح (9/ 407): هذا الكلام الذي قاله عليٌّ رضي الله عنه حمله عليه ترجيح جانب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى عنده من القلق والغمَّ بسبب القول الذي قِيل، وكان صلى الله عليه وسلم شديد الغيْرَة، فرأى عليٌّ أنه إذا فارقها سَكَنَ ما عنده من القلق بسببها إلى أن يتحقق براءتَها فيمكن رجعتها، ويُستفاد منه ارتكاب أخف الضررين لذهابِ أشدّهما.
[50] أغمصُهُ: أي أعيبه. انظر النهاية (3/ 347).
[51] قال الحافظ في الفتح (9/ 409): الداجنُ: هي الشاةُ التي تألفُ البيت ولا تخرج إلى المرْعى، وقيل هي كل ما يألفُ البيوت مُطلقًا شاة أو طيْرًا.
[52] أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب التفسير – باب ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور: 12] رقم الحديث (4750).
[53] قال الحافظ في الفتح (9/ 408): أي حتى صرَّحوا لها بالأمر، فلهذا تعجبت، وقالت: سبحان الله.
[54] قال النووي۴ في شرح مسلم (17/ 95): الكَنَفُ: بفتح الكاف والنون: أي ثَوبها الذي يستُرها، وهو كِناية عن عدم جِماع النساء.
[55] أخرج ذلك البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4757) – وفي رواية أبي سعيد بن أبي هلال عن هشام بن عروة في قِصَّة الإفك قال: إن الرجل الذي قيل فيه ما قيل لما بلغَهُ الحديث قال: والله ما أصَبْتُ امرأةً قَطُّ حلالًا ولا حَرَامًا. قال الحافظ في الفتح (9/ 398): فالذي يظهر أن مُراده بالنفي المذكور ما قَبْلَ هذه القصة، ولا مانع أن يتزوج بعد ذلك. فهذا الجَمْعُ لا اعتراض عليه إلا ما جاء عن ابن إسحاق في السيرة (3/ 334): أنه كان حَصُورًا – وهو الذي لا يأتي النساء – لكنه لم يثبت فلا يُعارض الحديث الصحيح. فقد روى أبو داود في سننه – رقم الحديث (2459) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: جاءت امرأةُ صفوانَ بن المعطَّل إلى رَسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن صفوان بن المعطَّل يضرِبُني إذا صليتُ، ويُفطرني إذا صُمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلعَ الشمس – وصفوانُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقال صفوان:…. وأما قولها يُفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شابٌّ لا أصْبرُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: «لَا تَصُومَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا»، وأما قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيتٍ قد عُرف لنا ذَاك، لا نستيقظ حتى تطلع الشمس.. » الحديث، وصححه الشيخ الألباني۴ في صحيح سنن أبي داود (2/ 466) برقم (2147). قال الإمام الذهبي في السير (2/ 550): فهذا بعيدٌ من حال صفوان أن يكون كذلك، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم على ساقةِ الجيش، فلعله آخرُ باسمه. وقال الحافظ في الفتح (9/ 398): المقول فيه ذلك غير صفوان، وهو المعتمد إن شاء الله تعالى.
[56] قال الحافظ في الفتح (9/ 411): إنما قال سعد رضي الله عنه ذلك لأنه كان سيدهم، فجزم بأن حكمه فيهم نافِذٌ.
[57] قال ابن التين فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (9/ 413): أي لم يتقدم منه ما يتعلق بالوقوف مع أنفة الحميَّة، ولم ترد أنه ناضل عن المنافقين.
[58] لا يرقأ: أي لا ينقطع. انظر النهاية (2/ 226).
[59] قال الحافظُ في الفتح (9/ 414): أي الليلة التي أخبرتها فيها أم مسطح الخَبَر، واليوم الذي خَطَب فيه النبي صلى الله عليه وسلم الناس، والليلةَ التي تليه.
[60] في رواية أخرى في صحيح البخاري – رقم الحديث (4757) قالت عائشة رضي الله عنها: فحمد الله وأثنى عليه.
[61] قال الحافظ في الفتح (9/ 415): هو كناية عما رُميت به من الإفك، ولم أرَ في شيء من الطرق التصريح.
[62] قال الحافظ في الفتح (9/ 415): أي بوحي ينزله بذلك قرآنًا أو غيره.
[63] قال الحافظ في الفتح (9/ 416): قَلَص: بفتح القاف واللام: أي استمسك نُزُوله فانقطع.
[64] قال الحافظ في الفتح (9/ 416): قالت عائشة رضي الله عنها هذا توطئة لعذرها لكونها لم تستحضر اسم يعقوب عليه السلام كما سيأتي.
[65] سورة يوسف، آية (18).
[66] في رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 329): قالت رضي الله عنها: يقرأ به في المساجد، ويُصلى به.
[67] رام: أي فارق. انظر النهاية (2/ 263).
[68] قال الحافظ في الفتح (9/ 417): البرحاء: بضم الموحدة وفتح الراء: هي شدة الحمى، وقيل شدة الكرب، وقيل شدة الحر. وفي رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 330): فسُجي بثوبه ووضعتْ تحت رأسه وسادة من أدم.
[69] الجُمان: بضم الجيم وتخفيف الميم، هو اللؤلؤ. انظر النهاية (1/ 291).
[70] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، رقم الحديث (4750).
[71] قال الحافظ في الفتح (9/ 418): سُري: بضم السين وتشديد الراء المكسورة: أي كشف.
[72] أخرج ذلك ابن إسحاق في السيرة (3/ 330).
[73] الآيات من سورة النور من آية (11 – 20).
[74] أخرجه الإمام أحمد في مسنده – رقم الحديث (24066)، وقال محققوه: حديث حسن، وأخرجه أبو داود في سننه – رقم الحديث (4744).
[75] أخرجه أبو داود – رقم الحديث (4475)، عن محمد بن إسحاق بهذا الحديث إلا أنه لم يذكر عائشة رضي الله عنها، ورواه الطحاوي في مشكل الآثار برقم (2963)، وحسنه الشيخ الألباني ۴ كما في صحيح سنن أبي داود (3/ 847) برقم (3757).
[76] انظر: زاد المعاد (3/ 236).
[77] يستوشي: أي يستخرج الحديث بالبحث عنه. انظر النهاية (5/ 165).
[78] أخرج ذلك البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4757)، ومسلم في صحيحه – رقم الحديث (2770/ 58) من حديث عائشة رضي الله عنها.
[79] الحصان: بفتح الحاء المرأة العفيفة. انظر النهاية (1/ 382). ومنه قوله تعالى: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [سورة النساء: آية 24].
[80] يُقال: امرأة رزان بالفتح، ورزينة، إذا كانت ذات ثبات ووقار وسكون. انظر النهاية (2/ 201).
[81] ما تُزَن: أي ما تتهم. انظر النهاية (2/ 285).
[82] قال الحافظ في الفتح (9/ 429): غَرثى: بفتح الغين وسكون الراء: أي خميصة البطن أي لا تغتاب أحدًا.
[83] قال الحافظ في الفتح (9/ 429): الغوافل: جمع غافلة، وهي الغافلة عن الشر، والمراد تبرئتها من اغتياب الناس بأكل لحومهم من الغيبة. إلى هذا القدر أخرجه البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4755).
[84] العقيلة من النساء: الكريمة. انظر لسان العرب (9/ 330).
[85] الخِيْم: بكسر الخاء: الأصل. انظر فتح الباري (9/ 430).
[86] انظر: سيرة ابن هشام (3/ 334).
[87] ينافح: يدافع. انظر النهاية (5/ 77).
[88] أخرجه البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4145).
[89] قال الحافظ في الفتح (9/ 420): عصمها الله: أي حفظها ومنعها.
[90] قال الإمام النووي في شرح مسلم (17/ 95): تساميني: أي تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
[91] طَفِقت: بكسر الفاء: أي جعلت. انظر لسان العرب (8/ 174).
[92] قال الحافظ في الفتح (9/ 420): تحارب لها: أي تجادل لها وتتعصب لها.
[93] أخرجه البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4750)، وأخرجه مسلم في صحيحه – رقم الحديث (2770).
[94] أخرجه البخاري في صحيحه – رقم الحديث (7370).
[95] قال ابن إسحاق في السيرة (3/ 330): أنَّ أبا أيوب خالد بن زيد رضي الله عنه، قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت يا أم أيوب فاعلة ؟ قالت: لا، والله ما كنت لأفعله ؟ قال: فعائشة والله خير منك.
[96] انظر: فتح الباري (15/ 288).
[97] أم مسطح تكون بنت خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. انظر الإصابة (6/ 74).
[98] ولا يأتل: أي ولا يحلف؛ انظر تفسير ابن كثيررحمه الله (6/ 31).
[99] سورة النور، آية: (22).
[100] أخرج قصة إعادة نفقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه على مسطح: البخاري في صحيحه – رقم الحديث (4750)، ومسلم في صحيحه– رقم الحديث (2770)، والإمام أحمد في مسنده – رقم الحديث (24317).
[101] معاني الكلمات والترتيب مستفاد من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للعازمي (3/ 102- 123).



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
عبودية حواريي الأنبياء وأصحابهم
سبل العافية