عبودية حواريي الأنبياء وأصحابهم
عبودية حواريي الأنبياء وأصحابهم
ثم تليهم في رُتبة العبودية لرب البرية، رُتبة حواريي الأنبياء وأصحابهم، وعموم أتباع الرسل؛كمريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم زوج فرعون، وكالذين ورد ذكرُ طرفٍ من أخبارهم في القرآن؛ كمؤمن آل فرعون، ومؤمن آل ياسين، وكذلك سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام واتَّبعوه، وكذلك أصحاب الكهف، وغلام الأخدود والذين آمنوا معه، وغيرهم كثيرٌ كعلماء كل أمة؛ لأنهم ورثة الأنبياء.
ثم تليهم رتبةً رُتبةُ المنعَمِ عليهم المذكور شأنُهم في سورة النساء بعد النبيين عليهم الصلاة والسلام أجمعين في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وإن كان من سبق ذكرُهم يدخل في جملة تعداد المنعم عليهم، وهذا مَحض فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ثم يليهم رتبةً في العبودية، رتبةُ عموم الخلق، كلُّ بحسب تحقيق عبوديته لخالقه ظاهرًا وباطنًا.