من أسباب الوقاية من العين والمس والسحر والشيطان: تقوى الله تبارك وتعالى
من أسباب الوقاية من العين والمس والسحر والشيطان
تقوى الله تبارك وتعالى
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].
وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29].
معنى قوله تعالى: ﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾:
قال الحافظ المفسر ابن كثير: في “تفسيره” (4/ 37): قال ابن عباس والسدي، ومجاهد وعكرمة، والضحاك وقتادة، ومقاتل بن حيان، وغير واحد ﴿ فُرْقَانًا ﴾ مخرجًا، زاد مجاهد في الدنيا والآخرة.
وفي رواية عن ابن عباس: ﴿ فُرْقَانًا ﴾ نجاة، وفي رواية عنه: نصرًا.
وقال محمد بن إسحاق: ﴿ فُرْقَانًا ﴾ أي: فصلًا بين الحق والباطل.
وهذا التفسير من ابن إسحاق أعمُّ مما تقدَّم، وهو يستلزم ذلك كله، فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره، وفِّق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سببَ نصره ونجاته، ومَخرجه من أمور الدنيا، وسعادته يوم القيامة، وتكفير ذنوبه؛ اهـ.
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].
معنى قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾:
قال العلامة السعدي: في “تفسيره” (ص870): فكل من اتقى الله تعالى، ولازم مرضاة الله، في جميع أحواله، فإن الله يُثيبه في الدنيا والآخرة.
ومن جملة ثوابه: أن يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة، وكما أن من اتقى الله جعل له فرجًا ومخرجًا، فمن لم يتَّق الله، وقع في الشدائد والآصار والأغلال التي لا يقدر على التخلُّص منها، والخروج من تَبِعَتِهَا؛ اهـ.
قلتُ: ومما يَمْنَح اللهُ المتقين من المخارج، لهو صرفُ شرِّ كلِّ ذي شرٍّ عنهم، كعينٍ وحاسدٍ وساحرٍ وشيطان، ونحوها لعموم الآية السابقة، والله أعلم.
وقال الله تعالى: ﴿ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [فصلت: 18].
وقال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِين ﴾ [البقرة: 194].
وقال: ﴿ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون ﴾ [النحل: 128].
فمن نجاه الله، وكان معه في أحواله كلها، لا يضرُّه كيد الكائدين، ولا أذية المؤذيين، ولا تَتسلَّط عليه الجن والشياطين، لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 82 ـ 83].