متى تستفيق البشرية من غفلتها وترجع إلى ربها؟
متى تستفيق البشرية من غفلتها وترجع إلى ربها؟
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 43].
ما زال الكبر في بني آدم، ومازالت فيهم تلك الرعونة!
هُزِمُوا في كل ميدان، وسَقَطُوا صرعى في كل وادٍ، وما زالوا يقولون: (حتى ننتصر على الفيروس لا بد من…..)، (وحتى نقضي على كورونا يجب أن…..)، (وحتى نهزم المرض…..).
وما سمعناهم يقولون: (حتى يرحمنا ربنا ويعافينا من هذا البلاء…. )، ولا سمعناهم يقولون: (حتى يهدينا الله لعلاجٍ لهذا الفيروس… ).
متى تستفيق البشرية من غفلتها وترجع إلى ربها؟
متى يعلم الناس أن المقادير بيد الله؟ وأنه وحده القادر على كشف الضر، ورفع البلاء؟
متى يترك الناس صلَفهم، ويُعلنون عجزهم، ويظهرون لله افتقارهم؟
متى يعلم الناس أن البلاء موكلٌ بالمنطق؟ وأنهم متى وكلهم الله تعالى إلى أنفسهم هلكوا؟
هذا طبيبٌ يقول: (سيحمي الأطباءُ الناسَ من كورونا)، فكان أولَ الأطباءِ موتًا.
وهذا رئيسٌ يقول: (نحن في مأمن من الفيروس)، فينتشر المرض في بلده انتشار النار في الهشيم.
وهذا يقول: (عندنا منظومة طبية لمواجهة المرض).
فما هي إلا أيامٌ قلائلٌ وتنهار تلك المنظومة.
نحن من سماتنا العجزُ، ومن صفاتنا الضعف، ومن شأن الضعيف العاجز أنه إذا أصابه الضرُّ أن يلجأ إلى القوي القادر، فيطرح نفسه بين يديه، ويعلن افتقاره إليه.