أحكام متفرقة في الصيام


أحكام متفرقة في الصيام

مراحل فرضية الصيام:

فُرض الصيام على ثلاثة مراحل:

الأولى: فرض صيام عاشوراء.

 

الثانية: فرض صيام رمضان على التخيير بين أن يصوم أو أن يفطر ويُطعم عن كل يوم مسكينًا سواء كان مُستطيعًا أم غير مُستطيع.

 

الثالث: فرض صيام رمضان بدون تخيير إلا على من لا يستطيعه إطلاقًا فإنه يُطعم.

 

والحِكمة في هذا التدرج أن الصوم فيه نوع مشقة على النُفوس فأخذت به شيئًا فشيئًا.

 

حُكم صيام شهر رمضان:

صيام شهر رمضان واجب بالكتاب والسُنة، وأجمعت الأُمة على وجوب صومه على المُسلمين، وأنه أحد أركان الإسلام التي عُلمت من الدين بالضرورة.

 

حُكم من ترك صيام رمضان:

من ترك صيام رمضان مُنكرًا لفرضيته كافر بإجماع المُسلمين، ومن ترك صيامه مُتعمدًا بدون عُذر شرعي وهو يعتقد فرضيته لا يكفر على القول الراجح، ولكنه فاسق من الفُساق ومُرتكب لكبيرة من الكبائر، وهو على خطر عظيم.

 

متى فُرض صيام شهر رمضان؟

فُرض صيام رمضان يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات إجماعًا؛ لأنه تُوفي في السنة الحادية عشرة.

 

سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم:

رمضان مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء، فأُضيف إليه الشهر، وجعل علمًا عليه، ومنع الصرف فيه للعلمية وزيادة الألف والنون، وسمَّوْه بذلك لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته.

 

وقيل: لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة، سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر، فرمضان مشتق من الرمَضَ رمض يرمض رمضًا، وهو شدة الحر.

 

الحِكمة من مشروعية الصيام:

الصيام فيه تضييقًا لمجاري الشيطان في بدن الإنسان، فيقيه غالبًا من الأخلاق الرديئة ويُزكي نفسه، وفيه تزهيد في الدنيا وشهواتها وترغيب في الآخرة، وفيه باعث على العطف على المساكين والإحساس بأحوالهم، وفيه تعويد النفس على طاعة الله جل وعلا بترك المحبوب تقربًا لله.

 

بم يثبت شهر رمضان؟

يثبت شهر رمضان بأحد أمرين:

الأمر الأول: رُؤية الهلال وذلك بشهادة عدل ثقة قوي البصر.

والعدل في اللُغة: هو المُستقيم.

وفي الشرع: هو من قام بالواجبات ولم يفعل كبيرة ولم يُصر على صغيرة.

 

الأمر الثاني: إكمال عِدة شعبان ثلاثين يومًا؛ لأن الشهر لا يقل عن تسعة وعشرين ولا يزيد عن ثلاثين يومًا، فإذا كانت السماء صافية وخالية من كل ما يمنع الرؤية من غيم أو سحاب ونحوه ليلة الثلاثين من شعبان، ولم يروا الهلال – وجب الصوم.

 

أما إذا حال دون رُؤية الهلال غيم أو نحوه ليلة الثلاثين من شعبان، فلا يجب صومه، بل القول الراجح يحرم صومه إذا حال دون رُؤية الهلال غيم أو نحوه؛ لأنه يُعتبر في هذه الحالة هو يوم الشك المنهي عنه.

 

الطريقة الشرعية لثُبوت دُخول شهر رمضان:

الطريقة الشرعية لثُبوت دخول شهر رمضان هي أن يتراءى الناس الهلال، وينبغي أن يكون ذلك ممن يُوثق به في دينه وفي قوة نظره، فإذا رأوه وجب العمل بمُقتضى هذه الرُؤية صومًا إن كان الهلال هلال رمضان، وإفطارًا إن كان الهلال هلال شوال، ولا يجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية إذا لم يكن رُؤية، فإن كان هناك رُؤية ولو عن طريق المراصد الفلكية، فإنها مُعتبرة.

 

أما مُجرد الحساب، فإنه لا يجوز العمل به ولا الاعتماد عليه، وأما استعمال ما يسمى بالمِنظار المُقرِّب في رُؤية الهلال، فلا بأس به، ولكن ليس بواجب؛ لأن الظاهر من السُنة أن الاعتماد على الرُؤية المُعتادة لا على غيرها، ولكن لو استعمل فرآه من يوثق به، فإنه يعمل بهذه الرُؤية، وقد كان الناس قديمًا يستعملون ذلك لَمَّا كانوا يصعدون (المنائر) في ليلة الثلاثين من شعبان أو ليلة الثلاثين من رمضان، فيتراءونه بواسطة هذا المنظار.

 

وعليه فمتى ثبتت رُؤية الهلال بأي وسيلة، فإنه يجب العمل بمقتضى هذه الرُؤية.

 

بم يثبت شهر شوال؟

هلال شهر شوال يثبت بإكمال عدة رمضان ثلاثين يومًا، ولا تُقبل فيه شهادة العدل الواحد على القول الراجح، فيُشترط أن يشهد على رُؤيته اثنان ذوا عدل.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
{ الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }
اسم الله تعالى العليم (خطبة)