برنامج يومي لرمضان
برنامج يومي لرمضان
هذا البرنامج تقريبي، فلكلٍّ ظروفه ومواعيده، فهناك من ينام بعد صلاة التراويح، ويستيقظ قبل الفجر، وهناك الكثير ممن لا ينامون إلا بعد صلاة الفجر، فإن كنت تنام بعد صلاة التراويح، فاستيقظ قبل الفجر بوقت كاف لتتناول سحورك، ثم تخلو بربك للذكر والاستغفار والدعاء، أو إن شئت أن تصلي تهجدًا، وإن كنت لا تنام إلا بعد الفجر، فالوقت متسع بإذن الله لفعل المزيد من الطاعات.
كما أن الناس يختلفون كذلك في طبيعة أعمالهم وعدد ساعاتها، ويختلف الناس كذلك في عدد الختمات التي يحرصون عليها، وبالإضافة لكل ذلك فمواقيت الصلاة تختلف من بلد لبلد، في وطننا العربي فضلًا عن الدول الأجنبية، لذا لا يمكن عمل جدول واحد ينفع لكل الناس، لكن ربما أستطيع وضع جدول لربة المنزل يساعدها على تنظيم وقتها، وكذلك أستطيع وضع بعض الأساسات للجميع، ويوفق كل واحد بينها وبين ظروفه هو.
المهم أن تحدد جدولك قبل بداية رمضان، وتبدأ في تطبيقه من أول يوم، وأن تنتبه لعدة أمور أساسية لتكسب المزيد من الوقت والأجر:
الأساس الأول أن نحافظ على النية ما استطعنا: فلا أجر إلا بحسبة، وهذا يضمن لنا بإذن الله أن نؤجر على الأعمال الدنيوية والبينية التي تلتهم الكثير جدًّا من أوقاتنا.
الأساس الثاني أن نجمع عددًا من الأعمال في وقت واحد: فيمكن للرجل أثناء القيادة مثلًا أن يستمع لدرس أو يذكر الله، أو يشغل القرآن ويتلو حزبه معه، ويمكن للمرأة كذلك أثناء قيامها بالأعمال المنزلية أن تفعل الشيء نفسه.
الأساس الثالث أننا حين نحتسب نومنا وطعامنا تقويًا بهم على طاعة الله، فإننا سنؤجر عليهم أيضًا.
الأساس الرابع أنه علينا ألا نكثر من مخالطة الناس: وألا نسرف في طعام ولا في منام، ولا حتى في كلام، فتلك الأشياء مما تقسو بها القلوب وتضيع بها الأوقات.
الأساس الخامس أن نضع عيننا على حكمة الصيام ودروس رمضان: من الوصول للتقوى، والحصول على العتق، والشعور بالذل والضعف أمام الملك ونحن في حاجة وحرمان، وأن نشعر بحاجة الفقير وجوعه، وأن نتذكر أنه شهر نزول القرآن.
وأما عن الجدول لربة المنزل:
فهو جدول تقريبي يمكن القياس عليه لمن أراد ذلك:
1– صلاة الفجر ثم ختم الصلاة، وأذكار الصباح، وأذكار النوم، ونوم حتى قبيل الظهر لمن لا تنام ليلًا.
2– صلاة الضحى، وتلاوة القرآن، ثم صلاة الظهر والنفل وختم الصلاة.
3– تلاوة جزء من القرآن، وما تيسر من الذكر أو الاستغفار.
4– احتساب الأجر والقيام بالأعمال المنزلية، مع المحافظة على الجمع بين عملين، كالذكر أو الاستماع لدرس علم يرقِّق القلب ويذكر بالله، ويعين على طاعته أثناء القيام بالأعمال المنزلية من التنظيف والتجهيز لإعداد الطعام كتجهيز اللحم والخضر.
5– صلاة العصر وختم الصلاة وتلاوة القرآن.
6– احتساب الأجر وإعداد الإفطار، مع المحافظة على عمل آخر كدرس أو ذكر أو تلاوة أو دعاء.
7– تجهيز المائدة مع أذكار المساء.
ودعوة الفطر والإفطار الصحي، مع عدم الإسراف في الأصناف، ولا الإثقال على المعدة بتناول الكثير من الطعام.
8– صلاة المغرب، وختم الصلاة.
واحتساب الأجر وتنظيف الصحون، والاستعداد لصلاة التراويح.
9– صلاة العشاء والتراويح.
10– تناول وجبة خفيفة صحية، ويمكن أن تكون من الحلوى، ولكنها حلوى صحية، كالفاكهة الطازجة، أو الفواكه المجففة، أو التمرية المنزلية بالدقيق الأسمر الصحي مع التمر من دون سكر، أو عصائر طبيعية خالية من السكر، أو يمكن تناول المكسرات لمن ينوي ألا ينام…
11– بقي على الفجر حوالي 4 ساعات أو 5، أو ربما غير ذلك حسب البلد التي تقيم فيها، يمكن لكل واحد أن يقسمها كما يحلو له، بين الذكر والتلاوة والقراءة في كتاب يُرقِّق القلب ويُذكِّر الآخرة، أو الاستماع لما يعظ القلب ويوقظه من غفلته، أو حتى القيام ببعض الأعمال الدنيوية، والتي تحولها النية الصالحة لعمل يؤجر عليه العبد وينال بها رضا مولاه جل في علاه.
ولكنها بالتأكيد ليس للمعاصي والمسلسلات نصيب منها، وليس لوسائل التواصل نصيب منها، فهذا هو وقت تواصل القلوب مع علام الغيوب.
ويمكن تناول السحور قبل الفجر بساعة، حتى يتسنى الوقت الكافي لمن يريد أن يصلي التهجد، أو يستغفر ويدعو حتى أذان الفجر.
وأما من لا ينام نهارًا إلا قيلولة أو ساعتين بعد الفجر، فيمكنه أن ينام حتى قبل الفجر بساعة مثلًا، ثم يتناول سحوره ويذكر ربه ويدعوه.