الفاتحة والصراط المستقيم


الفاتحة والصراط المستقيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

 

نقرأ في الفاتحة قول الله – جَلَّ وَعَلَا -:﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7].

 

﴿ اهْدِنَا ﴾:دلنا وأرشدنا ووفِّقنا يا ألله للصراط المستقيم، الطريق الواضح الموصل إلى الله وإلى جنتهِ، ألا وهو الإسلام، وذلك بمعرفتهِ والعمل بهِ.

 

دعاءٌ من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد، ولهذا أوجب الله على المسلم أنْ يدعو الله في كل ركعةٍ من صلاتهِ وما ذاك إلا لضرورتهِ وحاجاته للهداية، فإذا استشعر المسلم أنَّ الهادي هو الله سُبْحَانَهُ يهدي مَنْ يشاء، ويضلُ مَنْ يشاء، قال الله – جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [يونس:25]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر:22].

 

فعندها يتوجه العبد بكمال الخضوعِ والخشوع لله – جَلَّ وَعَلَا – في صلاتهِ، يطلب الهداية إلى الصراط، وهو لزوم دين الإسلام، وترك ما سواهُ من الأديان، ويطلبُ الهداية في الصراط.

هناك هدايةٌ إلى الصرط.

وهناك هداية في الصراط.

 

فالهداية في الصراط يشمل جميع التفاصيل الدينية والدنيوية علمًا وعملًا، فما أحوجنا لهداية الله لنا مع كل طرفة عين!

 

كان – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اَلَّذِي شرح الله لهُ صدره، ووضع عن وزره، ورفع له ذكره، يلح على ربهِ بسؤال الهداية، ففي مقدمة صلاتهِ – عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – وهو يستقبل ربهُ في جوف الليل يلهج لسانهُ بهذا الدعاء: «اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحقِّ بإذنِكَ، إنك تهدي مَنْ تشاء إلى صراطٍ مستقيم»[1].

 

ومن دعائهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى»[2].

 

ومن دعائهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – هذا الدعاء العظيم «اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لإحسانها إلا أنت»[3].

 

ومن دعائهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بين السجدتين: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزُقني»[4].

 

إنَّ حاجتنا للهداية أعظمُ من حاجتنا إلى الطعام والشراب؛ لأنَّ الطعام والشراب يحتاجها الإنسان ليحيا في هذه الحياة القصيرة الفانية، أمَّا الهداية فهي اَلتِي تُبنَى عليها الحياة الآخرة المستمرة، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.

 

والحمد لله رب العالمين





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Ramadan Intensive training process
الخلاف في الأفضل في مكان قيام رمضان