نصائح بين يدي رمضان (خطبة)
نصائح بين يدي رمضان
أخي الحبيب، يا من أنْعَمَ الله تعالى عليك بإدراك شهر رمضان، عليك أن تُحْسِنَ الاستقبال، وتحسن الاستغلال، وإليك هذه النصائح والإرشادات.
1- معرفة فضل هذه المواسم، وفضل شهر رمضان؛ فقد روى الطبراني من حديث محمد بن مسلمة الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نَفَحَاتٍ، فتعرَّضوا لها؛ لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا))؛ [رواه الطبراني وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه قال: ((أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم))؛ [صحيح الترغيب والترهيب].
2- إعداد برنامج كامل لشهر رمضان: فلا تكن كالذي دخل السوق بغير مال، فليس له إلا المشاهدة والحرمان.
• هذا البرنامج الذي ستضعه لنفسك هو الذي سيحدد لك أهدافك، وسيحافظ لك على أوقاتك؛ فقد قال الله تعالى عن المنافقين الذين لم يخرجوا للغزو بحجة عدم الاستعداد: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46].
• فلا بد أن تعد العدة؛ ماذا ستفعل في أوقات شهر رمضان؟
• من الاستيقاظ للسحور: وتأخير السحور لإدراك وقت السحر، وكثرة الاستغفار في هذا الوقت، ثم المحافظة على صلاة الفجر، ثم أذكار الصباح، والمكث في المسجد حتى الشروق؛ لتحظى بأجر حجة وعمرة تامة.
• اجعل لنفسك وردًا يوميًّا من القرآن الكريم.
• حافظ على الصلوات الخمس، لا سيما صلاة العشاء، ثم التراويح في جماعة، والانصراف مع الإمام؛ فتنال أجر قيام الليل.
• لا تَدَعْ وقتًا يمر بك إلا ولك فيه طاعة من الطاعات؛ فرأس مالك هو الوقت، فلا تضيع منه شيئًا.
3- عليك بمصاحبة ذوي الهمم العالية وترك الكسالى؛ قال الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
4- احذر كل الحذر من قُطَّاع الطريق: ولا نعني بهم أولئك الذين يقطعون الطريق، وينهبون ويسرقون أموال الناس، وإنما أولئك الذين يعدون العدة لإفساد فرحتك بشهر رمضان، وحرمانك من هذه النفحات، وقطع الطريق بينك وبين الله جل في علاه؛ كما قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 221]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].
قال السعدي رحمه الله: “فإذا عرفتم أن الله تعالى يأمركم بما فيه صلاحكم، وأن هؤلاء المتبعين لشهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخَسار والشقاء؛ فاختاروا لأنفسكم أولى الداعِين، وتخيروا أحسن الطريقين”.
5- التعرف على أحكام الصيام: وهذا يكون بمطالعة كتب الفقه، وحضور مجالس العلم التي تدلُّك وترشدك على معرفة أحكام الصيام.
6- أخيرًا: فهذه بعض المشاريع الرمضانية لكسب الحسنات:
• هل تعلم أن الختمة الواحدة للقرآن الكريم تساوي أكثر من ثلاثة ملايين حسنة؟ وهذا الرقم يضاعف في شهر رمضان.
• لك كل يوم وليلة دعوة مستجابة؛ فلا تضيع منها شيئًا.
• لك كل يوم فرصة ومنحة ربانية للعتق من النار؛ إذا أحسنت الصيام والقيام.
• مشروع فرسان رمضان: أن تعاهد نفسك على ترك ذنب، أو عادة سيئة كل يوم من أيام رمضان.
• مشروع ذوي الهمم العالية: إذا تكاسلت عن طاعة؛ فافعل أكثر منها.
نسأل الله العظيم أن يوفقنا للصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقائه من النار.