زوجتي تطالبني بمال اقترضته منها
♦ الملخص:
رجل متزوج من امرأة موظفة، احتاج الرجل إلى بدء مشروع جديد مبلغًا من المال، فعَرَضَتْ عليه زوجته أن تُقرضه من مالها الخاص، غير أنه في إحدى مناقشتهما عرَّضت زوجته بأنها أقرضته المال، فاقترض ليسُدَّ مالها؛ لأنه رأى ذلك منًّا منها عليه، ورغم اعتذارها له، فإن ما زال يحمل في نفسه منها، ويسأل: ما الرأي؟
♦ التفاصيل:
أنا رجل متزوج منذ اثني عشر عامًا، أحب زوجتي وتحبُّني والحمد لله، المشاكل التي بيننا لا تخرج عن الإطار الطبيعي لأي بيتٍ، زوجتي موظفة، لا أتدخل قط في كيفية تصرُّفها في مالها، أنفق على بيتي، وأخصص مبلغًا شهريًّا يسيرًا من أجل زوجتي، وإن كانت موظفة، منذ مدة بدأت مشروعًا جديدًا، وكنت في حاجة لرأس مالٍ، فاستدنتُ من مجموعة من الأصدقاء، وعرضت عليَّ زوجتي إقراضي مبلغًا من المال، بحيث تكون آخرَ مَن أسدد له المبالغ المستحقة، فرِحتُ لعرضها، وبدأت مشروعي بالفعل، وفي إحدى المناقشات بيننا، غضبت زوجتي، وبدأت تمُنُّ عليَّ كونها ساعدتني، وطالبتني بإرجاع مالها؛ فغضِبتُ غضبًا شديدًا، وتوجهت لأحد أصدقائي الذين كنت قد اقترضتُ منهم، وسألته تأجيل سداد دَينِه، ورددتُ قرض زوجتي كله، ثم إنني – وقد مر على هذا الأمر شهران – لم أعُدْ أحب الحديث معها، أو أفاجئها بهدية – مثلًا – كما كنت قبلًا؛ فقد ترسَّخ في ذهني أنها وضعتني في موقف صعب، وأن أصدقائي أمهلوني، وهي لم تُمهلني، فهل ما أشعر به أمر طبيعي، أو إن ردَّ فعلي مبالغ فيه؟ زوجتي أحسَّت بالأمر، واعتذرت لي، لكني من داخلي أشعر بصراعٍ غريب بين حبي لها، وبين ما جرى، فما النصيحة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فحلُّ مشكلتك بمشيئة الله في الآتي:
أولًا: أنصح لك ألَّا تربِط أبدًا بين حبك لزوجتك وبين ما حصل منها؛ لأن هذه طبيعة أغلب النساء المنُّ والأذى، ونسيان المعروف، ونكران الجميل؛ كما ورد عنهن في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفُرْنَ، قيل: أيكفُرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط))؛ [متفق عليه].
ثانيًا: وأنصحك أن تحسن الظن بها، فهي فعلت ما فعلت نتيجة غضب شديد.
ثالثًا: وأيضًا أنصحك ألَّا تأخذ منها مستقبلًا أيَّ مبلغ، مهما كان لا قرضًا ولا عطية؛ لأن الغالب في النساء المنُّ والأذى إلا القليل جدًّا منهن.
رابعًا: ولِما سبق فأنصحك بأن تنسى ما حصل منها، وألَّا تذكِّرها به أبدًا، وأن تعاملها بالحسنى، والعشرة الطيبة؛ فالحياة الزوجية لها قدسية عظيمة، ولا يصلح أبدًا الربط بينها وبين أداء الحقوق الزوجية، وبين لُعَاعة الدنيا الفانية.
حفِظك الله، وزادك تقًى وعفافًا.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.